الحدث

الرئيس تبون يقرّر عزل تدريجي للمدن لمحاصرة بفيروس كورونا

تحذيرات من الأصوات الناعقة التي تمتهن ترويج الشائعات المغرضة والأخبار الكاذبة

 

بادر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في الساعات القليلة الماضية باتخاذ إجراءات عملية جديدة تهدف للتصدي لفيروس "كورونا" المستجد، حيث شدد على أهمية تقيد كل الهيئات الحكومية به، وتركزت هذه الإجراءات فيما يشبه حالة طوارئ ستقبل عليها البلاد بداية من اليوم إلى غاية ظهور مستجدات جديدة حول الوباء، ومن ضمن الإجراءات التي كان الجزائريون ينتظرونها وقف جميع وسائل النقل، تسريح الموظفين وإغلاق المطاعم والمقاهي، وكان الإعلان عن هذه الإجراءات فرصة لتوجيه رسائل طمأنة للجزائريين حيث أشار إلى أن الدولة جاهزة لأي تطورات قد تطرأ منها الاستعانة بالجيش إذا تجاوزت حالات الإصابة بكورونا المستوى الثالث.

 

اتخذ الرئيس تبون أول أمس الخميس إجراءات إضافية استعجالية لمكافحة وباء فيروس كورونا المستجد في عديد الدول والجزائر، أهمها المزيد من القرارات الإضافية، تتمثل أهمها في عزل تدريجي للمدن وغلق المقاهي والمطاعم وتسريح نصف الموظفين والنساء العاملات، وأمر عقب اجتماع ثاني بفريق وزاري مصغر والمسؤولين السامين من الأجهزة الأمنية والعسكرية بقصر الرئاسة، بوقف حركة النقل العام وتعطيل جميع وسائل النقل الجماعي العمومية ( الحافلات ) والخاصة (سيارات الأجرة) داخل المدن، وما بين الولايات، وكذلك وقف حركة قطارات المسافرين عبر كل الاتجاهات، بهدف التقليل إلى حد كبير من حركة التنقل بين المدن والولايات، والسماح بالتحكم في مدى انتشار الفيروس .

ووجه الرئيس تبون دعوة للجزائريين إلى الحدّ من التنقل حتى داخل أحيائهم، والوعي بخطورة هذا الوباء والتقيد بإجراءات الوقاية، وعدم الفزع والخوف، موضحا أن " الوضع متحكم فيه ماديا وبشريا، وحتى إذا تجاوزت حالات الإصابة المستوى الثالث، فيمكن الاستعانة بإمكانات الجيش القادر على المساعدة بمستشفيات ميدانية وأطباء وسيارات الإسعاف ".

وخلص الاجتماع عقده الرئيس تبون إلى قرار تسريح 50 في المائة من الموظفين من الإدارات العمومية، والاحتفاظ فقط بمستخدمي المصالح الحيوية الضرورية، مع الاحتفاظ برواتبهم، وتقرر في نفس السياق تسريح النساء العاملات اللواتي لهن أطفال صغار من العمل في الوقت الحالي، خاصة بعد تعطيل المدارس، على ان تبادر الحكومة بإصدار قرار يوضح كيفية تطبيق قرارات التسريح المؤقت قبل الأحد المقبل، أي بعد عطلة نهاية الأسبوع الجمعة والسبت في الجزائر.

وأمر رئيس الجمهورية، الحكومة بتنفيذ قرار غلق المقاهي والمطاعم في المدن الكبرى بصفة مؤقتة، على أن يجري تطبيق هذه الإجراءات والتدابير ابتداء من يوم الغد الأحد، حتى الرابع أفريل القادم، ويمكن رفعها أو تمديدها إذا اقتضت الضرورة ذلك.

وفي هذا السياق كما أكد الرئيس تبون، أن صورة وضع كورونا في البلاد ستتضح لنا في الأيام العشرة الأولى من الشهر القادم بعد ما تنتهي فترة الحجر الصحي التي سيخضع لها آخر العائدين إلى الوطن من المسافرين الجزائريين الذين مازالوا عالقين في بعض المطارات الأجنبية ويجري ترحيلهم تباعا من فرنسا واسبانيا، ودبي وبريطانيا.

وأشار إلى أنه أمر مصالح الأمن بالتشدد مع أي تجمع أو مسيرة تهدد سلامة المواطن، في إشارة منه إلى مسيرات مظاهرات الحراك الشعبية، برغم أن مجموع مكونات الحراك الشعبي والطلابي أعلنت عن تعليق المظاهرات والتحول للمساعدة في مواجهة كورونا، عدا مجموعة قليلة مازالت أصرت على التظاهر الثلاثاء الماضي.

 

ضبط السوق لمحاربة المضاربة

أمر الرئيس تبون، الحكومة إلى ضبط السوق لمحاربة الندرة بتوفير جميع المواد الغذائية الضرورية، وتكليف وزراء الداخلية التجارة والفلاحة بملاحقة وتعقب المضاربين واتخاذ الإجراءات اللازمة ضدهم بما فيها تشميع مستودعاتهم ومتاجرهم، والتشهير بهم في وسائل الإعلام وتقديمهم للعدالة، وتسهيل كل الاجراءات الجمركية المتعلقة بالمواد الغذائية المستوردة، لدعم المخزون الحيوي للبلاد، تمشيا مع الحالة الاستثنائية التي تعيشها البلاد.

 

لجنة يقظة لمتابعة كورونا

قررت الرئاسة، تدعيم لجنة اليقظة والمتابعة الحالية بوزارة الصحة بلجنة علمية لمتابعة وباء الكورونا، تتشكل من كبار الأطباء الأخصائيين في البلاد، تكون مهمتها متابعة تطور انتشار الوباء وإبلاغ الرأي العام بذلك يوميا وبانتظام.

وكلف قد المدير العام للوقاية والطبيب الأخصائي في الأوبئة الأستاذ جمال فورار بالتحدث باسم اللجنة.

وسجلت الجزائر حتى الآن 94 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، أغلبهم في ولاية البليدة قرب العاصمة، تعافى منهم 32 شخصا وغادروا الحجر الصحي، كما سجلت 11 حالات وفيات، وتشتبه السلطات الصحية في 400 حالة أخرى، واضطرت لوضع 1700 مسافر تم إجلائهم من مصر وفرنسا قيد الحجر الصحي الاجباري في فنادق عمومية مخصصة لذلك.

من نفس القسم الحدث