الحدث

الحكومة تدعو لعدم الاستهتار بوباء كورونا

الوزير الأول نصح الجزائريين كي يلزموا بيوتهم ولا يغادروها إلا للضرورة القصوى

 

شدد الوزير الأول، عبد العزيز جراد، على ضرورة أن يأخذ الجزائريين بعين الاعتبار خطورة فيروس كورونا، ونصحهم بالتزام المنازل، وعدم مغادرتها إلا في حالة الضرورة القصوى، واعتبر أن قرار توقيف التدريس، وإغلاق الجامعات والمعاهد، قرارا واعيا من الحكومة حول خطورة هذا الوباء، لهذا لا يرى بأن الذهاب إلى المنتزهات وأماكن التجمعات، والمساحات الخضراء، سيحافظ على صحة الفرد والمجتمع في هذه الظروف، ونفى أن تكون للإجراءات التي باشرتها الحكومة علاقة بأمور سياسية كما يحاول البعض تسويقه، داعيا لعدم الاستهتار بالوباء كما قدم نصائح للحراكيين ممن يتمسكون بالتجمع في الشارع.

 

الجزائريين مدعوون إلى التحلي بالحيطة والحذر لتجنب انتشار الفيروس

دعا الوزير الاول عبد العزيز جراد الجزائريين الى التحلي بالحيطة والحذر لتجنب انتشار فيروس كورونا، وقال لدى اشرافه على تخصيص مصلحة جديدة للحجر الصحي للمصابين المحتملين بفيروس كورونا رفقة وزير الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات، عبد الرحمن بن بوزيد،  بولاية البليدة أمس "نطلب من المواطنات و المواطنين ان يكونوا واعين و حذرين و يحافظوا على صحتهم و على صحة ابنائهم و بناتهم".

و اضاف أن "توقيف التدريس في المدارس لا يعني ان يذهب التلاميذ الى الشارع و المساحات العمومية و الحدائق بل عليهم البقاء في منازلهم ومواصلة الجهود التربوية حتى تمر هذه الازمة و نكون مطمئنين و ترجع الحياة الطبيعية لكل الناس"، و اكد ان "الامر لا يتعلق بإعلان حالة الطوارئ بل بأخذ الاحتياطات لأننا في وضع عالمي مس كل البلدان حتى الاكثر تطورا".

 

المشاركين في الحراك مدعوون إلى توخي الحذر لأن الأمر يتعلق بحياتهم

ودعا جراد المواطنين الذين يخرجون أسبوعيا في إطار الحراك الشعبي إلى توخي الحذر لأن الأمر يتعلق "بصحتهم و حياتهم"، وقال: "أريد أن أقول لإخواني و أخواتي في الحراك أننا لسنا هنا  نبحث عن الاستعمال السياسي مثلما يقوم به البعض، و لكن أقول لهم عليكم أن تكونوا حذرين لأن الأمر يتعلق بصحتكم و حياتكم"، مناشدا إياهم ب"توخي الحذر و اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة".

وأضاف جراد: "بإمكانكم الخروج مثلما تريدون ولكن خذوا احتياطاتكم لعدم المساس بصحتكم و صحة الجيران و الامهات و الاباء وتجنب تعريضهم للخطر"، لأن المرض إذا انتشر عبر التراب الوطني، يضيف، "سندخل في مرحلة أخرى".

ودعا الوزير الاول الجزائريين، الى التحلي بالوعي الجماعي و الوحدة امام الصعاب و الأزمات مثلما "عودونا على ذلك "، مؤكدا  يقول "أننا أمام حرب حقيقية من الناحية البيولوجية و الصحية و لهذا يجب علينا أن نتحد و نتفق سويا للحفاظ على صحة الشعب"، من جهة أخرى نصح الوزير الأول المواطنين بتجنب التجمع في قاعات الحفلات و الملاهي وغيرها من الأماكن التي يتوافد عليها المواطنون و تفادي الركوب في الحافلات المكتظة، مشيرا إلى أن "المواطن لديه وعي بأن حياته في خطر".

 

تأكيد على ضرورة الاعتماد على القدرات الوطنية للنهوض بقطاع الصحة

على صعيد آخر أكد الوزير الأول عبد العزيز جراد أن السلطات العمومية تعمل دون هوادة لمحاربة وباء كورونا لأنه خطر على صحة الإنسان و يمس بالأمن القومي للبلدان.

وأوضح أن السلطات العمومية قامت منذ الإعلان عن تسجيل أول إصابة في 17 فبراير الماضي لرعية إيطالية بهذا الفيروس، "من أعلى مستوى، بدءا برئيس الجمهورية إلى الوزير الأول و الحكومة و الإدارة الصحية، بالعمل دون هوادة من أجل محاربة هذا الوباء لأنه يشكل خطرا على صحة الإنسان و على الأمن القومي للبلدان"، وقال في هذا الشأن: "باعتبار أننا جيران أوروبا التي أصبحت حاليا البؤرة الرئيسية لهذا الوباء و لدينا تبادلات جوية و بحرية معها، اتخذنا قرارا لتخفيض بصفة كبيرة تدفق المسافرين بين أوروبا و الجزائر"، مشيرا الى الجزائر ستواصل "متابعة تطور الوضع في أوروبا و العالم عن كثب".

و ذكر بالإجراءات المتخذة على المستوى الوطني لاحتواء انتشار الوباء، على غرار قرار إجراء المقابلات الرياضية بدون جمهور لتجنب تجمع المواطنين و تفشي العدوى، لافتا إلى أن "الحكومة، بتوجيهات من رئيس الجمهورية، اتخذت سياسة احتياطية لمنع هذا الوباء من الانتشار عبر الوطن".

ونبه أيضا الى "أننا أمام أزمة عالمية مست بلادنا" و هذا يستدعي، كما قال ، "وضع المواطن و الرأي العام في الصورة، فيما يخص هذا الوباء رغم الحالات القليلة المسجلة في بلادنا"، وسجل أن عدة دول متطورة مسها الوباء في أوروبا و آسيا كالصين و حتى الولايات المتحدة، و" كان رد فعلها قوي جدا للتقليص من المصابين و من الضحايا".

كما أكد على أنه حان الوقت للاعتماد على قدراتنا الوطنية للنهوض بقطاع الصحة حتى يكون في خدمة المواطن، وقال أن "الامكانيات موجودة خاصة البشرية. كما أن الدولة تنفق الملايير من الدولارات لإنجاز مرافق و مستشفيات و مصالح كما هو الشأن بهذه المصلحة و بالتالي يبقى علينا استغلالها بطريقة علمية و عقلانية لحماية المواطن، لأن كل شيء هو في خدمة المواطن الجزائري".

وأردف الوزير الأول "نحن واعون بكل المعطيات و نعمل بدون هوادة و رئيس الجمهورية يؤكد على ذلك يوميا لكي ننهض بقطاع الصحة لأنه أساسي مثلما هو الشأن بقطاع التربية فهما العمودين الفقريين الصحيحين لإعطاء نفس جديد و قدرات جديدة لبلدنا. (...) نحن نعمل من أجل المواطن الجزائري".

وبعدما تحدث على ضرورة استرجاع الثقة بين الحاكم و المحكوم و "الذي لن يكون إلا من خلال العمل الدؤوب في كل المجالات و خاصة الصحة"، دعا جراد إلى استغلال القدرات الوطنية بطريقة عقلانية من أجل تقليص المصاريف بالعملة الصعبة.

من جهته أبدى وزير الصحة و السكان و اصلاح المستشفيات استعداده التام لدعم القائمين على مصلحة طب القلب و جراحة الشرايين التي ستدخل حيز الخدمة بعد القضاء على هذا الوباء سيما، كما قال، "و أن تكلفة المريض المحول للخارج من أجل العلاج جد باهضة وعلى اعتبار أن الجزائر تتوفر على الخبرات و المؤهلات البشرية للتخفيض من هذه الفاتورة "، وأوضح أنه بتعليمات رئيس الجمهورية أن وزارته على استعداد تام للعمل على تقليص عدد الجزائريين المرضى المحولين للخارج وتحسين و تعزيز الخدمات الصحية بالجزائر و ذلك من خلال استقبال خبراء و أطباء أجانب في مسعى تبادل الخبرات، "و هو ما سيعمل لا محالة على تقليص فاتورة العلاج بالخارج."

الداخلية تطالب بتجنب التجمعات العامة، الحدائق العمومية والموافق

إلى ذلك دعت وزارة الداخلية والجماعات المحلية كافة المواطنين والمواطنات الى ضرورة الالتزام المطلق بقواعد السلامة الصحية وتجنب قدر الامكان أماكن التجمع العامة لتفادي الاصابة بوباء فيروس كورونا حسب ما أكده السبت بيان للوزارة.

وأوضح ذات المصدر ان وزارة الداخلية تدعو كافة المواطنين والمواطنات الى "ضرورة الالتزام المطلق بهذه القواعد وان يتجنبوا قدر الامكان اماكن التجمع العامة من الفضاءات الترفيهية والحدائق العمومية والمرافق التي تشهد توافدا كبيرا من المواطنين وأن يتخلوا مؤقتا على بعض العادات لاسيما الاحتفائية منها والتي من شأنها ان تكون بيئة ملائمة للاصابة بعدوى فيروس كورونا".

وأوضح ذات البيان في هذا السياق أنه "بالرغم من تعبئة مؤسسات الدولة لمواجهة هذا الوباء الا أن الامر يتطلب المزيد من الحرص واليقظة من قبل المواطنين والمواطنات والتجنيد باتباع قواعد السلامة الصحية تلافيا لأية اصابة محتملة" لاسيما وأن هذا الوباء -- يضيف المصدر-- "ضارب في الانتشار عبر بلدان العالم رغم الاليات المرصودة لوقف تفشيه حيث تظل الاجراءات المتخذة في صالح المواطنين حرصا على صحتهم وصحة ذويهم وتفاديا لمسببات هذا الفيروس".

وتندرج هذه الاجراءات الوقائية في إطار "سعي الدولة الى ضبط الصالح العام للمواطنين والمواطنات وادراكا لما تتطلبه مسألة الصحة العمومية من وقاية ومكافحة لما يتهددها" مذكرا في هذا الإطار بأن "رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد أمر توقيا من تفشي الفيروس باتخاذ كافة الاجراءات الوقائية والاحترازية في إطار نظام اليقظة الصحية التي لقيت استحسانا واسعا لدى المواطنين، وهي الاجراءات المتواصلة وفقا لما تقتضيه الوضعية ".

من نفس القسم الحدث