الحدث

مقتل عنصر قوات الداخلية وإصابة 5 أمنيين في عملية إرهابية بتونس

انتحاريان يفجران نفسيهما في محيط السفارة الأمريكية بالعاصمة

هاجم أمس الجمعة انتحاريان، دورية أمنية مركزة بالشارع المقابل للسفارة الأمريكية في منطقة " البحيرة 2" بالعاصمة التونسية تونس، وقال بيان من وزارة الداخلية التونسية أن التفجير أسفر عن مقتل أحد أعوان الأمن وإصابة خمسة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وإصابة شخص مدني كان يمر عبر نفس الشارع، وأضافت أن العملية أسفرت عن مصرع الإرهابيان، فيما أكد شهود عيان أن الإرهابيان كان يرتديان لباسا اسودا ويمتطيان دراجة نارية، إذ فاجآ عناصر الأمن التي كانت تحرس المكان قبل أن يتم التفجير. 

 

وأعلنت الداخلية التونسية أن عون الأمن الذي قتل في العملية توفي عقب إجراء عملية جراحية عاجلة بعد إصابته بجروح بالغة، وهو الملازم توفيق محمّد الميساوي التابع لقوّات الأمن الدّاخلي، وفي سياق ذي صلة، سمع دوي انفجار قوي في كامل محيط حي البحيرة وهو من الأحياء الراقية، كما تم غلق كل الشوارع القريبة منه من طرف قوات مكافحة الإرهاب والحرس الوطني فيما سمعت سيارات الاسعاف التي هرعت الى مكان الحادث لنقل الجرحى الى مستشفى قوات الأمن الداخلي بمنطقة" المرسى" بالعاصمة التونسية.

من جانبها، انتقلت وحدات أمنية انتقلت إلى مكان الحادث وباشرت عملها بانتظار مزيد من المعطيات حول طبيعة الانفجار ومن يقف وراءه، وفي سياق ذي صلة، أعلن القطب القضائي التونسي لمكافحة الإرهاب عن مراقبة مكان التفجير في محيط السفارة الأمريكية بتونس وجاري التعرّف على هويّة من قام بالتفجير.

وأفاد مصدر من القطب القضائي لمكافحة الإرهاب بأنّ القطب "تعهّد بموضوع التفجير أمس الجمعة،  في محيط سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بمنطقة البحيرة وأنّ النيابة العموميّة تحوّلت على عين المكان للقيام بالمعاينات اللازمة صحبة الشرطة الفنيّة وكافة الوحدات الأمنية"، وقال المصدر في تصريحات تناقلتها وسائل اعلام محلية تونسية أنه "تمّ تكليف الوحدة الوطنيّة لمكافحة الإرهاب بمركز "القرجاني" بتونس بمتابعة الموضوع للتعرّف بالتعاون مع المخابر الجنائيّة العلميّة على هويّة العنصرين اللذين قاما بتفجير نفسيهما"، وأفادت وزارة الداخلية التونسية أنها وضعت كافّة الوحدات الأمنيّة في حالة تأهّب قصوى لمجابهة أيّة مخاطر محتملة، وستقوم بمدّ الرّأي العامّ بكلّ المستجدّات في الإبّان.

من جانبها، دعت السفارة الأمريكية على صفحتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك" إلى الابتعاد عن محيط السفارة منطقة الانفجار موضحة أن الأجهزة الأمنية تعمل في عين مكان الحادث.

ويشار إلى أن السفارة الأمريكية شهدت عملية في العام 2012 إثر اقتحامها من عناصر إرهابية متشددة، ومنذ تلك الفترة بقي محيط السفارة يشهد تشديدات أمنية لافتة.

في سياق ذي صلة، أغلقت القوات الأمنية بتونس، شارع "الحبيب بورقيبة" بالعاصمة التونسية وعدد من الشوارع المتفرعة منه، أمام مرور السيارات، كما فعلت ذلك في شارع باريس وشارع جمال عبد الناصر وشارع قرطاج، وذلك على خلفية الانفجار الإرهابي الذي شهده محيط السفارة الأمريكية بمنطقة البحيرة 2"، وبذلك، عادت لتونس مخاوف من عودة العمليات الإرهابية.

وتأتي العملية قبل الاجتماع الأول للحكومة الجديدة برئاسة رئيس الحكومة الياس الفخفاخ وحصوله على ثقة البرلمان التونسية، إذ يضرب الإرهاب تونس من جديد، ليعد هذا العمل الإرهابي أول ضربة تتعرض لها حكومة الفخفاخ.

 

بوهيدل لـ"الرائد": التفجير الانتحاري رسالة واضحة تؤكد أن الإرهاب ما يزال يهدد المنطقة

وفي تعقيب له على الحادث يرى المحلل السياسي، رضوان بوهيدل، أن التفجير الانتحاري بالقرب من السفارة الأمريكية بتونس رسالة واضحة تؤكد أن الإرهاب ما يزال موجود ويهدد كل المنطقة، لافتا أنه رسالة واضحة تؤكد وجود أطراف تحاول التشويش على العلاقات التونسية الأمريكية وعلى التوجه التونسي الجديد.

وأوضح رضوان بوهيدل في تصريح خاص لـ" الرائد" يقول: "..هناك أطراف دولية غير راضية على التحول الذي شهدته تونس "، مشيرا أنه منذ انتخاب الرئيس قيس السعيد هناك دول هددت بطريقة مباشرة بقطع العلاقات.

ويرى محدثنا أنه:" داعش مسير ويقوم بدور بالوكالة بدل أطراف دولية"، مشيرا أن التفجير رسالة واضحة تؤكد أنه في أي لحظة يمكن ضربها"، وأضاف:" كما تؤكد الرسالة أن الأمر متحكم فيه بتونس .. والتفجير أمام السفارة الأمريكية في حد ذاته رسالة من قبل أطراف تحاول التشويش على العلاقات التونسية الأمريكية وعلى التوجه التونسي الجديد".

وأكد المحلل السياسي أن " الرئيس التونسي يحاول خلق قطيعة مع بعض الدول التي تعبر تونس ما تزال منطقة نفوذ "، مستطردا:" الرسالة تؤكد أيضا أن الإرهاب ما يزال موجود ويهدد كل المنطقة "، متسائلا:" من وراء تفجير تونس؟".

 

استعمال كميات معتبرة من المتفجرات

هذا وكشف المتحدث باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب في تونس سفيان السليطي أمس أن الارهابيان استعملا كميات معتبرة من المتفجرات والدراجة النارية كانت مفخخة، وقال السليطي في تصريحات إعلامية محلية أمس على هامش تواجده بمستشفى قوات الأمن الداخلي بمنطقة" المرسى" بالعاصمة التونسية أنه تم تشخيص مسرح الجريمة لمعرفة هوية منفذي العملية، موضحا أن الحالة الصحية للأمنيين الأربعة المصابين في العملية الإرهابية مستقرة وليست خطيرة، وأضاف أن حالة المواطنة مستقرة بعد تعرّضها لإصابة خفيفة على مستوى العينين، موضّحا أنها تعرضت إلى نوبة هلع.

من جهته، أكّد رئيس قسم الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول بتونس منصف حمدون العثور على بعض أشلاء منذي الهجوم الإرهابي بالبحيرة على مسافات تزيد عن 150 مترا وأخرى فوق سطح أحد العمارات المجاورة، وهذا ما يؤشر بأن التفجير كان قويا، أدى إلى استشهاد أمني وإصابة آخرين إضافة إلى مصرع منفذي الهجوم، وأشار إلى أنه انتقل إلى مكان الحادثة رفقة الشرطة الفنية والعلمية حيث قام بمعاينة أشلاء الجثتين التي تعود إلى الإرهابيين، للتعرف على هويتيهما، وأضاف أنّه سيتمّ اليوم السبت على أقصى تقدير الإعلان رسميا عن هوية منفذي العملية.

من نفس القسم الحدث