الحدث

إعادة وساطة الجمهورية وكريم يونس رئيسا لها

تبون يؤسس للمرحلة الجديدة

 

بعث رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون هيئة وساطة الجمهورية التي ألغيت من الخريطة المؤسساتية في 1999، وكلف المنسق السابق لهيئة الوساطة والحوار كريم يونس برئاستها، ويعزز إعادة منصب وسيط الجمهورية هيئات الوساطة الموجودة في الساحة وأهمها المجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي أنشئ في 2016 على أنقاض الهيئة الوطني الاستشارية لحماية والدفاع عن حقوق الانسان، ناهيك عن البرلمان والمحاكم التي تتولى أيضا دور الوسيط في المنازعات، لكن في الخلفية يعبر القرار عن عدم رضا الرئيس عن أداء المؤسسات الموكلة لها مهمة الوساطة.

يواصل عبد المجيد تبون بهذا القرار مسح آثار الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي ألغى المؤسسة المستوحاة من نظام المظالم الموجود سنوات أمجاد الخلافة، وقال بيان للرئاسة أمس أن كريم يونس سيكون "همزة وصل بين السلطة والمجتمع المدني"، وأضاف أن وسيط الجمهورية "يتبع مباشرة لرئيس الجمهورية، وهو هيئة طعن غير قضائية، تساهم في حماية حقوق المواطنين وحرياتهم، وبهذه الصفة تعتبر همزة وصل بين السلطة والمجتمع المدني والمواطن الذي يكون ضحية غبن أو تجاوز من طرف الإدارة"، كما يساهم وسيط الجمهورية في "تحسين سير المؤسسات والإدارات العمومية في علاقاتها مع المواطنين من خلال اقتراحات يرفعها في تقريره السنوي إلى رئيس الجمهورية.

وصرح كريم يونس، الذي طرح اسمه في وقت سابق لتولي مناصب في الدولة، عقب تعيينه أن الرئيس كلفه بمهمة وحساسة ودقيقة وهو واع بوزن وبعد هذه المهمة في المساهمة في بناء جزائر جديدة تكون أكثر عدلا وإنصافا واستجابة لتطلعات كل المواطنين".

وذكر أن انشاء مؤسسة وسيط الجمهورية "كآلية جديدة لضبط وتنظيم الدولة تفرض نفسها بسبب الدور الذي يمكن لها أن تقوم به كوظيفة الوساطة والتحكم لدى المواطنين ومحيطهم" وهذا بالنظر إلى الدور المنوط بها وهو "السهر على احترام الحقوق والحريات من طرف الادارات ومؤسسات الدولة والجماعات المحلية والمنشئات" وبالتالي تحسين الخدمة العمومية.

وأكد وسيط الجمهورية بهذا الخصوص أن كل "مواطن يحس أن حقا من حقوقه قد انتهك بإمكانه اللجوء الى وسيط الجمهورية والسهر على توجيهه نحو السلطات المختصة"، كما لكل شخص الحق في أن "يعلن عن طارئ معين في حدود ما ينص عليه القانون ويمكن لوسيط الجمهورية أن يجمع كل المعلومات التي يراها ضرورية في أي قضية تعرض عليه مهما كانت طبيعتها الا ما تعلق بقضايا أمن الدولة والدفاع الوطني والسياسة الخارجية".

وتعهد كريم يونس بالقيام بهذه المهمة بكل "ضمير ووعي" وأن يكون في مستوى الخدمة كوسيط للجمهورية.

ويعد الرئيس الجديد لوساطة الجمهورية رجلا سياسيا تقلد عدة مناصب هامة كان آخرها منسق الهيئة الوطنية للوساطة والحوار، وولد كريم يونس وهو ابن شهيد في أول جانفي 1948 بولاية بجاية، وتولى منصب رئيس المجلس الشعبي الوطني من 2002 إلى 2004 كما كان كاتب دولة ثم وزير التكوين المهني من 1997 إلى 2002، كما شغل عضوية المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني ثم في عهد الراحل عبد الحميد مهري وعلي بن فليس، وهو حاصل شهادة الليسانس في اللغة الفرنسية من جامعة الجزائر سنة 1978، وله عدة مؤلفات سيما حول تاريخ الجزائر المعاصر.

من نفس القسم الحدث