الحدث

مخطط عمل الحكومة امتحان حقيقي للولاة..

في أول لقاء للحكومة بالولاة بعد الحراك، خبراء لـ"الرائد":

 

ينتظر أن تجتمع حكومة الوزير الأول، عبد العزيز جراد، بولاة الجمهورية، اليوم، في أول لقاء من نوعه بعد الحراك الشعبي الذي عرفته الجزائر منذ الـ 22 فيفري الماضي. ويؤكد خبراء في الاقتصاد لـ"الرائد" أن ولاة الجمهورية أمام امتحان حقيقي لضمان بقائهم في مناصبهم، خاصة أن أغلبهم من النظام السابق، موضحين أنهم مطالبون بتجسيد مخطط عمل الحكومة وخلق التنمية والابتعاد عن الممارسات السابقة.

 

سواهلية: الولاة مطالبون بتجسيد مخطط عمل الحكومة

يرى الخبير الاقتصادي، أحمد سواهلية، أن "الولاة" و"الأميار" مطالبون بخلق التنمية المحلية وتجسيد مخطط عمل الحكومة، مشيرا إلى العراقيل التي تصادفهم وعلى رأسها بعض القوانين الناظمة للجانب الاقتصادي المتعلقة بالجانب التجاري أو الاستثمار، خاصة فيما تعلق بالعقار الصناعي أو الجمركة أو التسويق، والذي وجب على السلطة مركزيا حل هذه العراقيل.

وأوضح سواهلية، في تصريح لـ"الرائد"، أن "الهيئات المحلية المتمثلة في الولايات والبلديات يمكن أن تصادفها بعض العراقيل المتمثلة في بعض القوانين التي تحد من النشاط الاقتصادي أو لا تشجعه كالقانون التجاري أو الاستثمار، خاصة فيما تعلق بالعقار الصناعي أو الجمركة أو التسويق، والذي وجب على السلطة مركزيا حل هذه العراقيل".

وأفاد الخبير الاقتصادي بأنه ".. يعد مخطط عمل الحكومة منهجا عاما ورؤيا على مدى معين يشتمل جوانب سياسية واقتصادية واجتماعية، منها المستعجل ومنها قصير المدى والاستراتيجي، وسيخلف من المفروض آثارا محلية تمس المواطن مباشرة، ما يستوجب تحرك الهيئات اللامركزية للدولة الممثلة في الجماعات الإقليمية من الولاة والبلديات، من أجل تنفيذ هذا المخطط الذي يعول عليه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لتحقيق مستوى معيشة محترمة للمواطن والرفع من القدرة الشرائية وتوفير مناصب الشغل والحد من ظاهرة البطالة".

وأضاف محدثنا أن "الأجهزة اللامركزية للدولة هي الأداة الفعالة لتحقيق البرامج الاقتصادية، كتحفيز المستثمرين المحليين وتوجيههم إلى قطاع الإنتاج والخدمات، ما يسهم مباشرة في الرفع من نسبة النمو التي ترتبط بها عدة مؤشرات اقتصادية هامة، كتوفير مناصب الشغل واستقطاب رؤوس الأموال والحد من الاستيراد وتوازن الميزان التجاري"، مشيرا أن "الأجهزة المركزية المتابعة الدائمة لأجهزتها اللامركزية وتوجيهها نحو الأداء الفعال للمؤسسات الاقتصادية، ما يتطلب أيضا اختيار مسؤولين محليين في مستوى تطلعات المخطط". 

 

عبد الرحمان عية: نقص "الرقمنة" و"التمويل" أهم العوائق أمام الولاة

يرى الخبير الاقتصادي وأستاذ علوم الاقتصادية، عبد الرحمان عية، أن البيروقراطية التي تعرفها الإدارة خاصة على مستوى البلديات وعدم الرقمنة والعقار الصناعي ونقص التمويل، أهم العوائق أمام الولاة لخلق التنمية وتجسيد مخطط عمل الحكومة.

وأفاد عبد الرحمان عية، في تصريح لـ"الرائد"، بأن "لقاء الحكومة بولاة الجمهورية هو "لقاء روتيني" وله بعد سياسي أكثر منه اقتصادي"، ويرى أن "أهم شيء هو تشجيع الاستثمار على المستوى المحلي". وقال إنه "لا وجود لمؤشرات إيجابية تشجع على الاستثمار على المستوى المحلي، نظرا لوجود مشاكل أهمها البيروقراطية الإدارية على مستوى البلديات".

 

.. عدم تفعيل آلية التمويل عن طريق البورصة أهم العوائق

وقال محدثنا إن المشاكل الأساسية توجد على مستوى البلديات التي تكثر فيها البيروقراطية، وهو ما يعرقل الاستثمار الوطني. وأضاف: "الجانب المالي على مستوى البنوك التي تعاني من قلة السيولة "مكاش الدراهم" والحكومة لم تفعل آلية تمويل عن طريق البورصة، ومشكلة العقار الصناعي لا يحل عن طريق التقاضي.. لابد من آلية تمكن من استرجاع العقار ومنحه لمستحقيه ممن يفعله".

ويعتقد عية أن الولاة غير قادرين على تجسيد مخطط عمل الحكومة من الناحية الاقتصادية، بالنظر لعدم توفر الأموال اللازمة والعقار الصناعي، مؤكدا على أهمية تغيير الولاة للذهنيات السابقة والسائدة، وقال "عليهم الاعتماد على الرقمنة، المشكلة هي مشكلة مناخ استثماري".

 

محمد للوشي: الولاة مطالبون بالعمل للحفاظ على مناصبهم 

يرى للوشي محمد، الخبير الاقتصادي، أن لقاء الحكومة بالولاة جاء من أجل وضع الخطوط العريضة التي تمكن من تجسيد مخطط عمل الحكومة على أرض الواقع.

وأكد للوشي، في تصريح لـ"الرائد"، بخصوص مخطط عمل الحكومة المرتقب، بالقول: "..هناك اجتماع مرتقب بين الحكومة والولاة، وأغلبية الولاة هم من النظام القديم، ونلاحظ أن هنالك نقصا في الانسجام، فارتأوا عقد اجتماع لتوحيد الرؤى ورسم الخطوط العريضة التي يمكن من خلالها خلق التنمية والعمل". وأضاف: "لقاء الحكومة بالولاة جاء لتوضيح الرؤى ولخلق المزيد من التنسيق".

وأضاف: "اللقاء جاء من أجل التقارب ولتغيير الرؤى، خاصة أن أغلب الولاة من وجوه النظام السابق". ويرى أن الحكومة تعمل لوحدها لتجسيد برنامجها، وبالتالي، حسبه، لابد على الولاة من المساهمة في تجسيد المخطط والسير على خطى الحكومة في تجسيد برنامج الحكومة على أرض الواقع ولائيا ووطنيا.

 

لقاء الحكومة بالولاة رسالة واضحة..!!

ويعتقد للوشي أنه سيتم التوجه لإحداث تغييرات عميقة على مستوى الولاة، ولكن ذلك سيكون تدريجيا. وقال: "لا يهم إذا كان الوالي من النظام السابق أم لا، لكن ما يهم هو العمل على خلق التنمية.. ومخطط عمل الحكومة هو بمثابة امتحان حقيقي للولاة"، لافتا إلى وجود بعض الولاة ممن يعملون على عرقلة التنمية وعمل الحكومة، وأضاف: "لقاء الحكومة بالولاة هو رسالة واضحة للولاة.. إذا أردت البقاء في منصبك عليك العمل مع الحكومة وتجسيد برنامج عملها".

 

تنفيذ المخطط الاستعجالي لتدارك فوارق التنمية..

هذا، وأكد الوزير الأول، عبد العزيز جراد، أن اجتماع الحكومة بالولاة سيحدد الأولويات ويترجم الإجراءات ويضبط الآجال بدقة للتطبيق الفعلي لكل ما جاء في برنامج الحكومة، لافتا خلال رده على أسئلة نواب المجلس الشعبي الوطني حول مخطط العمل، إلى أنه على رأس الاجتماع الذي قرره رئيس الجمهورية خلال الأيام القليلة المقبلة، تنفيذ المخطط الاستعجالي لتدارك فوارق التنمية المحلية، خاصة بالمناطق الجنوبية، والجبلية والريفية وفي ضواحي المدن.

من نفس القسم الحدث