الحدث

تبون: حل الأزمات في القارة السمراء يجب أن يقوم على الحوار

كشف أنه دعا غوتيريش للتعجيل في تسوية القضية الصحراوية

أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أن الجزائر ستساهم دوما وبلا هوادة في تعزيز الجهود الهادفة إلى تحقيق السلم والأمن في إفريقيا مجددا التزام الجزائر بحل ازمة ليبيا عن طريق تشجيع الحوار بين طرفي النزاع وكشف بالمناسبة عن مراسلته للأمين العام الاممي من اجل الإسراع في تعيين مبعوثه الخاص الى الصحراء الغربية لتسريع تسوية اخر مستعمرات القارة السمراء.

 

عبد المجيد تبون، وفي كلمته التي ألقاها أمس خلال مشاركته في قمة الاتحاد الإفريقي، استعرض أبرز التحديات التي مرت على الجزائر، حيث أوضح أت التجربة الناجحة  التي عاشتها الجزائر منذ استقلالها، تعزز يقينيا بأن حل الأزمات في قارتنا يجب أن يقوم على الحل السلمي والحوار الشامل والمصالحة الوطنية, دون أي تدخل أجنبي وانطلاقا من هذه القناعة كشف أن الجزائر  ستساهم  دوما وبلا هوادة في تعزيز الجهود الهادفة إلى تحقيق السلم والآمن في إفريقيا, كما ستواصل دعمها للمبادرات الرامية إلى فض النزاعات والدفاع عن القضايا العادلة للشعوب التي تكافح وتناضل من أجل استرجاع حقوقها الأساسية وممارسة حقها في تقرير المصير، ومن أهمها القضية الفلسطينية.

كما اقر الرئيس بتعرض افريقيا  بسبب حساسيتها، لارتداد الصدمات المزعزعة التي تضرب الاستقرار في العالم وتطرق في هذا الصدد, إلى الأزمة في الساحل والتي اعتبرها مثالا مؤسفا وتعيسا لهذا الواقع، حيث شهد الاستقرار الهش  في دول مثل مالي تدهورا مفاجئا في أعقاب الأزمة الليبية، ناهيك عن النيجر التي لم تنج هي الأخرى من الهجمات التي استهدفت جيشها, مع تصاعد الهجمات الدموية التي يقترفها الإرهابيون في بوركينا فاسو وبعض المحاولات في البلدان الساحلية مؤكدا أن عدم الاستقرار اكتسح منطقة الساحل على الرغم من الجهود الشجاعة التي بذلتها البلدان المعنية.

وفي هذا الإطار، جدد رئيس الجمهورية التأكيد على تضامن الجزائر مع هذه البلدان الشقيقة المتضررة من هذا العنف الهمجي والعبثي, ورحب أيضا بالمبادرات التي اتخذت مؤخرا لتطوير استراتيجيات مكافحة الإرهاب في الساحل, سواء على المستوى العسكري أو على الصعيد السياسي والاقتصادي والدبلوماسي مبرزا أنه على كل هذه الأصعدة, لم تتوقف الجزائر أبدا عن تقديم مساهماتها المتعددة الأشكال في الجهود المبذولة لاستتباب الاستقرار المستديم في إفريقيا وبالخصوص في منطقة الساحل والصحراء, سواء على المستوى  الثنائي أو عبر آليات مثل لجنة قيادة الأركان العملياتية المشتركة أو وحدة دمج الاتصالات  التي أنشئت مع بلدان الجوار, أو عبر المركز الافريقي للدراسات حول الإرهاب .

وبهذه المناسبة أكد رئيس الجمهورية عزمه على المساهمة في المضي قدما في مسار السلم والمصالحة الوطنية في مالي ورفع العراقيل التي تعيق تنفيذ اتفاق السلم المنبثق عن مسار الجزائر

ولدى تطرقه إلى الأزمة الليبية, قال رئيس الجمهورية أن الوضع المأساوي الذي يسود في ليبيا الشقيقة التي تتقاسم معها الجزائر حدودا طويلة ومصيرا مشتركا, لا يزال يشكل مصدر قلق مضيفا أن الشعب الليبي الشقيق لا يستحق الويلات التي يكابدها اليوم وذكر باقتراح الجزائر الخاص باحتضان الحوار بين الأشقاء الليبيين, وفاء منها لتقاليدها الدبلوماسية ووفق ما تم التأكيد عليه في برلين, ومؤخرا في برازافيل خلال قمة لجنة الاتحاد الافريقي رفيعة المستوى حول ليبيا, مشددا على  أن الجزائر,  تدعو إلى وقف التدخل في ليبيا, تدعم بقوة الجهود المستمرة لإنهاء الاقتتال فيها بصفة دائمة وإلى تهيئة الظروف للحوار بين الإخوة الليبيين, معتبرا أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي بوسعها إيجاد مخرج للأزمة, حتى لا يصبح هذا البلد الإفريقي ملعبا للمنافسات بين الدول.

كما جدد في مستهل كلمته أمام نظرائه الأفارقة, تمسك الجزائر العميق والمستمر بالقيم المثلى للمنظمة القارية وبمبادئها وأهدافها وهو التزام يجد أصوله في مدى تجذر البعد الافريقي للجزائر, المنبثق من موقعها الجغرافي, والمصقول في تاريخها العتيق ،وأعرب تبون أيضا عن أسفه لسلوك مسار السلام الأممي بشأن مسألة الصحراء الغربية, منذ استقالة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة, السيد هورست كوهلر, طريقا محفوفا بالعقبات, معلنا أنه راسل منذ أيام, الأمين العام للأمم المتحدة, لتشجيعه على التعجيل في تعيين مبعوثه الشخصي والشروع في إعادة إطلاق مسار تسوية مسالة الصحراء الغربية.

وأضاف الرئيس تبون أن مسألة الصحراء الغربية لم تعرف بعد طريقها إلى التسوية, بالرغم من أن منظمة الأمم المتحدة  تعكف منذ سنوات طوال, بدعم من منظمتنا القارية, على تطبيق مراحل خطة للتسوية المرسومة لقضية الصحراء الغربية المبنية على أساس حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير مصيره.

من نفس القسم الحدث