الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
أبدت الجزائر وتونس تطابقا في المقاربات حول عدّة قضايا دولية مشتركة، في مقدمتها الملف الليبي، حيث عبر مسؤولا البلدين على ضرورة أن تكون الدولتين منطلقا لأي حلّ في ليبيا، بالمقابل أبدى الرئيس التونسي قيس سعيد تطلعا لأن تحقق الدولتان انطلاقة متجددة في مسار التعاون المشترك بما يخدم البلدين، وأعلنت الجزائر على لسان الرئيس عبد المجيد تبون مواصلة تقديم الدعم والمساندة للجارة الشرقية إذ تم ضخّ 150 مليون دولار في البنك المركزي التونسي كمساعدة لتجاوز الأزمة هناك، مع استمرار منح التسهيلات لها في دفع ديونها المتعلقة بالمحروقات.
أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أن هناك تطابقا تاما ومطلقا في وجهات النظر بين الجزائر وتونس على كل المستويات من بينها القضايا الجهوية والدولية وفي مقدمتها الملف الليبي، وشدد في ندوة صحفية أعقبت المحادثات التي جمعته مع نظيره التونسي قيس سعيد بمقر رئاسة الجمهورية، على أن حل الملف الليبي ينبغي أن يكون ليبي-ليبي، مؤكدا على ضرورة إبعاد ليبيا عن كل ما هو أجنبي عنها، ومنع تدفق السلاح.
أبرز على ضرورة أن تكون تونس والجزائر هما بداية الحل للأزمة الليبية، من خلال عقد لقاءات مع كل الليبيين وكل القبائل الليبية، إما في تونس أو في الجزائر، من أجل الانطلاق في مرحلة جديدة لبناء مؤسسات جديدة تؤدي إلى انتخابات عامة وبناء أسس جديدة للدولة الليبية الديمقراطية، بشرط أن يقبل هذا الاقتراح من طرف الأمم المتحدة ودول أخرى أوروبية.
وأبرز أن اللقاء كان فرصة أيضا للتطرق إلى آخر تطورات القضية الفلسطينية، مبرزا التطابق التام لموقف البلدين، المبني على أساس رفض صفقة القرن والتمسك بالدولة الفلسطينية المستقلة في حدود سنة 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
في سياق آخر، قال تبون أن مكافحة الإرهاب ستستمر مع تفعيل كل الآليات لمحاربة الإرهاب على الحدود، مشيرا إلى أن أمن واستقرار تونس من أمن واستقرار الجزائر، وأضاف أن الطرفين اتفقا خلال محادثاتهما، على تنمية المناطق الحدودية والتكامل الاقتصادي بين البلدين.
أعلن المسؤول ذاته عن زيارة مرتقبة له إلى تونس ريثما يتم تعيين الحكومة التونسية الجديدة، حيث سيكون مرفوقا بـ"وفد حكومي هام، وذلك بهدف التطرق لكل الملفات التي تنتظر قرارات الرئيسين"، وأكد رئيس الجمهورية استعداد الجزائر لتقديم المساعدة التامة للشقيقة تونس التي تعيش مرحلة صعبة ماديا واقتصاديا، كاشفا عن اتخاذ قرار لوضع 150 مليون دولار في البنك المركزي التونسي كضمان، مع مواصلة تيسير الدفع بالنسبة للتموين بالغاز المحروقات نظرا لصعوبات الدفع، وذلك ريثما تتجاوز الشقيقة تونس هذه الصعوبات.
في حين دعا الرئيس التونسي, قيس سعيد, إلى ضرورة استشراف "أدوات جديدة" للعمل المشترك بين الجزائر وبلاده, معربا عن يقينه بأن البلدين بإمكانهما تحقيق انطلاقة متجددة "لتحقيق آمال شعبيهما"، وخلال ذات الندوة أكد على ضرورة "استشراف أدوات جديدة للعمل المشترك" بين البلدين, قائلا بهذا الخصوص: "إنني على يقين بأننا سننطلق بنفس القوة والإرادة لتحقيق آمال شعبينا".
وبعد أن جدد تهانيه للرئيس تبون بمناسبة انتخابه شهر ديسمبر الماضي, استعرض الرئيس قيس سعيد آفاق التعاون الثنائي بين الجزائر وتونس, حيث أوضح بهذا الخصوص: "نحن شعب واحد, تاريخنا واحد ومستقبلنا واحد ولا أشك لحظة واحدة بأننا سنحقق آمال وأحلام شبابنا"، وأضاف بالقول: "هناك تجارب تمت ولكن لم تنجح أو كان نجاحها نسبيا ولا بد من التوقف عند الأسباب التي أدت إلى ذلك".
كما عاد الرئيس التونسي للتذكير بالأواصر التاريخية التي تجمع بين الشعبين, متوفقا عند أحداث ساقية سيدي يوسف التي يحيي البلدان ذكراها سنويا في الثامن من شهر فيفري الحالي، وقال بهذا الخصوص: "سنحيي بعد أيام ذكرى ساقية سيدي يوسف ونستحضر كيف امتزجت الدماء من أجل الحرية و الكرامة", مبرزا التزام الطرفين بالسعي إلى فتح "آفاق أرحب" مستقبلا.
من جهة أخرى, أبرز الرئيس التونسي توافق الرؤى لدى البلدين حول مختلف الملفات الدولية الراهنة, حيث صرح قائلا: "إنني على يقين, بعدما تفضلتم به من توضيح لكل المسائل التي تم التطرق إليها, والتي كان فيها تفاهم تام, بأنه لا يمكن إلا أن يكون هناك تطابقا في وجهات النظر وفي المقاربات تجاه كل القضايا التي تم تناولها".