الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
ما يزال حزب جبهة التحرير الوطني يعيش نوعا من الخلافات الداخلية بخصوص شرعية القيادة الحالية، ويؤكد متتبعون أن الأمين العام بالنيابة للحزب العتيد، على صديقي، حريص على إرجاع الأفلان للسكة الصحيحة، في حين يطالب قياديون بضرورة إضفاء الشرعية على قيادة الأفلان دون إقصاء أو تمييز، ويؤكد أفلانيون لـ" الرائد" أن الأفلان مطالب بإحداث قطيعة مع الممارسات السابقة بكل السبل والتوجه للمعارضة إن لزم الأمر.
يرى متتبعون للشأن السياسي أن حزب جبهة التحرير الوطني يعرف نوعا من التراجع خاصة بعد حراك الـ 22 فيفري الماضي الذي عرفته الجزائر وأحدث تغيرات كبيرة على الخارطة السياسية بالجزائر، في حين يرى البعض الآخر أن العتيد يسير على السكة الصحيحة وهو يحاول جاهدا إحداث قطيعة مع الممارسات السابقة والتي تجلت في تصريحات أمينه العام بالنيابة علي صديقي الذي أكد على وجود عهد جديد دون إقصاء أي طرف.
بالمقابل تدعو قيادات الحزب إلى ضرورة التحرر والابتعاد من سياسة الإيعاز وقال في هذا الصدد حسين خلدون، أنه لا بد من التحرر والابتعاد عن سياسة "الهاتف والإيعاز"، وإحداث "قطيعة" مع كل أشكال الوصاية التي دمرت الأفلان، مؤكدا أنه ليس لديه مشكلة مع الأمين العام بالنيابة صديقي وإنما لابد من إضفاء الشرعية على القيادة دون إقصاء أو تمييز.
وأوضح خلدون في تصريح لـ "الرائد" يقول: "..نريد أن نتحرر ولابد من "القطيعة" مع كل أشكال الوصاية التي دمرت الأفلان وإذا تطلبت مصلحة جبهة التحرير الوطني مقاطعة الاستحقاقات أو التوجه إلى المعارضة فلا مشكل"، داعيا للابتعاد عن سياسة الهاتف والإيعاز ، وقال:" حزب جبهة التحرير الوطني يعيش في أزمة منذ مدة طويلة..ونحن نريد إنقاض الحزب ووضعه على السكة الصحيحية ".
دعا محدثنا للرجوع إلى جادة الحوار، وقال إنه "على القيادة الحالية أن تنسحب وتترك الساحة لأشخاص لديهم القبول لدى الرأي العام"، وأسهب قائلا: "..غياب الأمين العام السابق الأخير وقانون الأحزاب والقانون الأساسي للحزب ينص على ضرورة إعلان حالة الشغور في غضون ثلاثون يوما " 30" - منذ سبتمبر الماضي- ومن الناحية القانونية الحزب العتيد يعيش بدون قيادة وهو خارج الشرعية – يقول حسين خلدون-.
ويرى حسين خلدون إنه "لا وجود لإرادة حقيقية لتجاوز الخلافات"، وأشار خلدون إلى مساندة وتزكية الأفلان للمشرح لرئاسيات 2019 عز الدين ميهوبي، فيما قال إن أغلبية القاعدة الحزبية كانت مع تبون، مشيرا أنها القطرة التي أفاضت الكأس والتي أدت إلى "غضب" القواعد الأفلان، منوها بوجود الشرفاء في هرم الحزب وعلى مستوى اللجنة المركزية، وقال إن القيادة الحالية تمارس سياسة الهروب إلى الأمام، لافتا أن" الحزب العتيد بدأ يعرف نوعا من التراجع .. الحزب يعيش عزلة لأنه فقد رئاسة المجلس الشعبي الوطني كما أنه مقصي من الحوار كما أنه لم يلعب أي دور في الرئاسيات حيث ساند مرشح الأرندي وبعدها تحول إلى مساند ومزكي لتبون "، وقال إن الأفلان له وعاؤه الانتخابي وله منتخبيه وله مكانة كبيرة بين الجزائريين.
ويبدو أن قيادة الحزب العتيد تسارع الزمن حيث أنه من المنتظر أن يعقد مؤتمر "الأفلان" الحادي عشر منتصف شهر جوان القادم بالقاعة البيضاوية في العاصمة، حيث تجري التحضيرات على قدم وساق لإنجاح المؤتمر-حسب مصادر الرائد-.
ويتساءل الكثيرون حول مصير الحزب العتيد في ظل التغييرات السياسية التي تعرفها الجزائر، حيث يؤكد محللون سياسيون على أهمية توجه الطبقة السياسية للتأقلم مع الوضع الحالي وأنه عليها التموقع للتمكن من البقاء في ظل بروز أحزاب ما يعرف بـ"أحزاب ما بعد الحراك".