الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
كشفت لجنة الاتحاد الأفريقي المكلفة بإيجاد حلول للنزاع الذي تشهده ليبيا، أن الجزائر عرضت بصفة رسميا استضافة مؤتمر للمصالحة الوطنية بين طرفي النزاع، في هذا البلد الغارق في الفوضى منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011، وأوضح وزير خارجية الكونغو جان كلود نغاكوسو إن اللجنة أخذت علما بعرض الجزائر استضافة مؤتمر للمصالحة الوطنية.
جان كلود نغاكوسو قال أمس خلال تلاوته بيانا ختاميا إثر اجتماع عقدته اللجنة التابعة للاتحاد الأفريقي حول أزمة ليبيا في برازافيل، أن "اللجنة أخذت علما بعرض الجزائر بهدف تحقيق تقارب بين مختلف وجهات النظر ودعم العودة إلى المفاوضات انسجاما مع قرارات الاتحاد الأفريقي ذات الصلة حول المصالحة في ليبيا"، وأوضح أن "اللجنة أعلنت تأييدها الحوار السياسي الليبي، مذكرة بضرورة إجراء حوار جامع يضم كل الأطراف الليبيين بهدف وقف النزاع والسعي إلى حل ليبي للأزمة".
وحول القمة والأوضاع في ليبيا قال وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم أن "الجزائر ستواصل الاضطلاع بدور محرك في حل الأزمة الليبية في أسرع وقت ممكن"، موضحا أن "الحل لا يمكن أن يكون إلا سياسيا وسلميا ولا يمكن أن يأتي إلا من لدن الليبيين أنفسهم بمساعدة دولية خاصة دول الجوار".
وأوضح المتحدث في تصريح له لوكالة الأنباء الجزائرية أمس أول أن "الجزائر في إطار جهودها الرامية إلى إيجاد حل للأزمة الليبية أعادت تفعيل العديد من الآليات خاصة آليات البلدان المجاورة لليبيا، وكذا مالي بالنظر لنتائج النزاع الليبي على هذا البلد".
وأضاف صبري بوقدوم أن "مشاركة الجزائر القمة الـ 8 لرؤساء دول وحكومات اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي حول ليبيا تهدف إلى إعطاء دور أكثر أهمية للاتحاد الافريقي في حل الأزمة الليبية"، مبرزا ان "الجزائر تشارك في كل التظاهرات والنوايا الحسنة التي يمكن أن تساعد في تسوية الأزمة الليبية".
من جانبه ذكر وزير الشؤون الخارجية "بالمشاركة الفعالة للجزائر في ندوة برلين الدولية المنعقدة في 19 جانفي الجاري التي شارك فيها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون"، كاشفا أن "الكثير من الفاعلين ينتظرون أن تعبر الجزائر عن موقفها بخصوص القضية الليبية"، قائلا أن "صوتنا أضحى مسموعا الآن أكثر مما كان عليه من قبل".
في حين دعا الوزير الأول عبد العزيز جراد، ضمن أشغال اللجنة رفيعة المستوى في الاتحاد الإفريقي إلى الاضطلاع بدور محوري في حل الأزمة الليبية، معتبرا أنه من غير المعقول تهميش إفريقيا في ملف يخص دولة كاملة العضوية في هذه المنظمة الإفريقية.
وفي مداخلة له في الاجتماع رفيع المستوى للاتحاد الإفريقي حول ليبيا الذي شارك فيه ممثلا لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ناشد جراد اللجنة رفيعة المستوى في الاتحاد التحرك للمساهمة في حلحلة ملف الأزمة الليبية، كما دعاها إلى ضرورة القيام بدور محوري في هذه الأزمة التي تخصها بالدرجة الأولى، مشددا على أنه لا يعقل تهميش دور إفريقيا في ملف يخص دولة كاملة العضوية في الاتحاد الإفريقي، غارقة في مستنقع الحرب.
ونبه المسؤول الجزائري ذاته إلى أن الأوضاع الأمنية متفاقمة في هذا البلد الشقيق والاحتمالات المتزايدة لانتقال تداعياتها إلى دول المنطقة مثيرة للقلق، ومن هذا المنطلق، أكد جراد أن الجزائر "لن تدخر أي جهد لدعم مساعي اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي إلى جانب الأمم المتحدة"، من أجل حمل الأطراف الليبية والمجتمع الدولي على المساهمة في تسوية الأزمة في ليبيا ومرافقة الأطراف الليبية المتنازعة على إيجاد حلول توافقية تسمح بعودة السلم والأمن والاستقرار بشكل نهائي لهذا البلد المجاور، كما جدد التأكيد أيضا على كون الحل السياسي القائم على الحوار الشامل بين مختلف مكونات المجتمع الليبي الرافض للعنف والتطرف، يعد السبيل الوحيد للخروج من الأزمة والحفاظ على سيادة ليبيا ووحدتها الترابية وتلاحم شعبها.
وبخصوص قمة برازافيل، أشار الوزير الأول إلى أن التئام هذا الاجتماع الافريقي يأتي في إطار الجهود الإقليمية والدولية الرامية لإخراج ليبيا من الأزمة التي تعصف بها منذ عدة سنوات، ليذكر بأن المشهد الليبي بات شديد التعقيد، بسبب التدخلات الأجنبية، مشهد يتصارع فيه القريب والبعيد وأصبح لا يحتمل التصعيد، أمام تفاقم الأوضاع وتزايد عدد القتلى والجرحى في صفوف المدنيين وتضارب المصالح بين القوى الكبرى، والتي مع الأسف لكل منها أجندتها الخاصة في ليبيا، فضلا عن سعي كل طرف إلى إعادة التموقع على الخارطة العالمية، وفي هذا السياق، ذكر الوزير الأول بأن الجزائر حرصت على الدوام، انطلاقا من مبادئها الثابتة، على أن يكون حل الأزمة الليبية، من خلال تسوية سياسية سلمية ترتكز على الحوار بين الليبيين وحدهم وعلى اختلاف آرائهم وتوجهاتهم السياسية لتحديد مستقبلهم، ورفض أي تدخل أجنبي في ليبيا، كما عاد جراد للتذكير بأن المسعى المذكور، كان قد أكد عليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في قمة برلين، ليؤكد، مرة أخرى، بأن الجزائر تقف على مسافة واحدة من جميع الفرقاء، وتتوخى أقصى درجات الحياد، وتدعم شرعية المؤسسات المعترف بها دوليا، كما أنها تجدد اليوم استعدادها لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتحاربة واحتضان أي لقاءات بين الأشقاء الليبيين تساهم في حل الأزمة وتؤسس للدولة الليبية الحديثة.
وفي ذات الصدد، توقف جراد عند نتائج مؤتمر برلين الذي اعتمد خارطة طريق للحل السياسي في ليبيا ضمن التأكيد على وقف إطلاق النار وتثبيت الهدنة بين الطرفين المتنازعين وحظر توريد الأسلحة والدعوة إلى ضرورة استئناف مسار التسوية السلمية تحت رعاية الأمم المتحدة بعيدا عن أي تدخلات أجنبية، وأشار إلى أن هذه القرارات تم التأكيد عليها خلال الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية دول الجوار لليبيا الذي احتضنته الجزائر بتاريخ 23 جانفي المنصرم، للمساهمة في دعم التسوية السياسية للأزمة وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في ليبيا.