الحدث

الجزائر ترفض محتوى "صفقة القرن" وحق الفلسطينيين غير القابل للتصرف

الأحزاب تُطالب بالتصدي ديبلوماسيا لها والخارجية تؤكد:

انتفضت الطبقة السياسية بالجزائر ضد ما سمي بـ"صفقة القرن" التي دعا إليها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ودعوا الدبلوماسية الجزائرية للتصدي السياسي لها، وطالبت أحزاب إسلامية خلال حديثها مع "الرائد" الشعوب العربية بالوقوف ضد ما أسموه بـ"الاحتلال الجديد"، في حين اقترح البعض التنديد بالصفقة والوقوف إلى جانب الفلسطينيين خلال "حراك الجمعة" يوم غد، بالمقابل استغل الجزائريون فضاءات السوشيال ميديا للتعبير عن رفضهم لهذا الصفقة التي وصفوها بصفقة العار، وعلى المستوى الرسمي أكدت الجزائر التي تريثت في إبداء موقفها الرسمي من محتوى الصفقة حتى وقت متأخر من يوم أمس، أكدت رفضها محتوى "صفقة القرن" وحق الفلسطينيين غير القابل للتصرف.

 

  • الخارجية: الجزائر ترفض محتوى الصفقة وتدعم الفلسطينيين

أعلنت الجزائر رفضها لما يعرف بـ"صفقة القرن" التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مجددة دعمها القوي والدائم للقضية الفلسطينية، وقال بيان لوزارة الخارجية أن حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف أو السقوط بالتقادم في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وسيدة عاصمتها القدس الشرقية، وأكدت الجزائر أنه لا سبيل للحل من دون إشراك الفلسطينيين، ناهيك إذا كان هذا الحل موجها ضدهم بعد الإعلان عن ما يسمى بـ"صفقة القرن".

وأعربت الجزائر عن تمسكها بمبادرة السلام العربية المعتمدة خلال القمة العربية ببيروت والمبنية على مبدأ الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة، كل الأراضي العربية، مقابل السلام في إطار الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لاسيما القرارين رقم 242 و338، ودعت الجزائر إلى التحلي بروح المسؤولية وإلى ضرورة رص الصف الفلسطيني وتوحيد كلمته، وإلى أهمية تنسيق العمل العربي والدولي المشترك من أجل تجاوز الانسداد القائم حسب بيان الخارجية.

 

  • حمس: أحرار العالم سيبصقون على وثيقة ترامب

اعتبر رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، خطة ترامب للسلام بـ"الصفعة الموجهة إلى العملاء"، وقال في تغريدة له إن " صفقة القرن هي صفقة العملاء والذين يحافظون على كراسيهم بالاستسلام والخيانة، أما أهل الرباط في بيت المقدس وأكنافه وشركائهم في القضية من المسلمين وأحرار العالم فإنهم يبصقون على هذه الوثيقة ويواصلون الكفاح بكل الوسائل حتى تحرير فلسطين و المسجد الأقصى ..يرونه بعيدا ونراه قريبا".

على المستوى الرسمي لحمس أشارت الحركة في بيان لها أن "الحق الفلسطيني لا يسقط مهما كانت صعوبة التحديات وحجم التآمر والخيانة"، مشيرة أن "صفقة القرن مرفوضة شكلا ومضمونا لتضييعها للحقوق الفلسطينية وخروجها عن القرارات الأممية وانتهاكها القانون الدولي وانحيازها التام لمحتل مجرم يسفك دماء الفلسطينيين وينهب أرضهم، ويهدد وجودهم، وأن هذا الإعلان هو دعاية انتخابية بائسة لإنقاذ نتنياهو سياسيا، وأن كل ما جاء في الخطة من بنود تهدف لمحاولة تصفية قضية فلسطين وفرض السيادة بطريقة أحادية على ما تبقى من أرضها المقدسة، ونؤكد أن شعب فلسطين المقاوم وحده من يقرر مستقبله ومصيره على أرضه المباركة الطاهرة المسقية بدماء الشهداء".

وأدانت في الصدد ذاته ما وصفته بـ "السكوت العربي والتخاذل الذي نخر بعض أنظمة الدول الخليجية الداعمة للصفقة، وإذ نعول بعد الله على الشعوب الحرة العربية والمسلمة في هذه الأقطار وغيرها الممتدة من طنجة إلى جاكرتا، فإن الكل الصهيوني لا يصده إلا الكل المسلم"، كما أدانت "الانحياز الكامل المكشوف للولايات المتحدة للاحتلال الصهيوني عقب الإعلان عن خطة ترامب للسلام بحضور سفراء ثلاث دول خليجية ومباركة بعض الدول العربية لها وسكوت الأخرى. وإذ إن توقيت الإعلان بالتحديد هو محاولة بائسة لتجاوز الأزمات السياسية الداخلية لترامب ونتنياهو التي تهدد مستقبلهما السياسي".

 

  • البناء: "حراك الجمعة" مطالب بالتنديد بـ"صفقة ترامب"

في حين أكدت حركة البناء الوطني على لسان نائب رئيسها أحمد الدان، أن الشعوب العربية مطالبة بالخروج للشارع للتنديد "بصفقة القرن"، مقترحا خروج الجزائريين في إطار "حراك الجمعة" للتنديد بالصفقة دعما للفلسطينيين، وأوضح في تصريح لـ"الرائد" بخصوص "شرعنة سياسات الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية " أن " الصفقة هي صفقة ترامب وليست صفقة القرن "، لافتا أنها محاولة لإضفاء اسم مهول عليها ، مشيرا إلى "تحويل مشاريع القرن إلى فضائح القرن " ، وقال محدثنا:"..صفقة ترامب هي نموذج من الصفقات السابقة التي حاولت بيع فلسطين ، وكانت هذه الصفقات تسقط في كل مرة".

ويعتقد محدثنا أن "رئيس البيت الأبيض يحاول الترويج الانتخابي في أمريكا على حساب الشعب الفلسطيني "، وأضاف:" صفقة ترامب لن تتعدى جزءا من حملة الانتخابية للعهدة الثانية ..والجديد في صفقة القرن هو الإنهزام العربي والذي يجعلنا نتحدث عن "أزمة قرن " بالنسبة للعالم الاسلامي والعربي".

 

  • "الخذلان العربي" جعل الفلسطينيين ضحية للمؤامرات

قال المسؤول ذاته:" الخذلان العربي عطل الشعب الفلسطيني عن حقوقه وحرياته، وغياب الديمقراطية والحريات في الوطن العربي جعل الشعب الفلسطيني يقع ضحية للمؤامرات الصهيونية الأمريكية، بعض الدول تؤيد تغيير واقع المنطقة من خلال التصورات المضادة التي قامت بها الشعوب والشعب الفلسطيني جزء من هذه الشعوب وضحية لهذه الثورات المضادة".

 

  • .."الفشل" يلاحق "صفقات العار"

ويعتقد الدان أن "مصير الصفقة سيكون الفشل وقيمتها لن تتجاوز الحبر الذي كتبت به "، مشيرا أن "هنالك شرعية دولية تخطاها ترامب ومبادرات سلام تخطاها ترامب وقوى إقليمية ومنظمات حقوقية داس عليها ترامب"، لافتا أن "الشعوب العربية مطالبة بالخروج للشارع للتنديد "بصفقة القرن" ، وعلى الجزائريين الخروج يوم الجمعة الحراك الشعبي وجعل حراك الجمعة من اجل دعم الحراك الفلسطيني ، داعيا الفلسطينيين للتلاحم فيما بينهم وقل بهذا الشأن :" الصفقة لن يكون لها طرف فلسطيني ..وهي مزاد علني وليس هنالك من يشتري لأن الفلسطينيين متمسكون بأرضهم ".

وبالمقابل دعا بيان للحركة الديبلوماسية الجزائرية لأن يكون لها موقف المبادرة في المنظمات الإقليمية والدولية للدفاع عن الشعب الفلسطيني والتصدي السياسي لمحاولات فرض واقع جديد.

 

  • العدالة والتنمية: نشجع كل تحرك شعبي يهدف لتحرير فلسطين

في حين أكد رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، أن الأقصى "خط أحمر "لا يقبل بأي شكل من الأشكال التهاون فيه أو التخاذل عن نصرته، داعيا للابتعاد عن الخمول الذي طغى على الأنظمة العربية والابتعاد عن "مواقف الخذلان" لشعبنا في فلسطين للتمكن من غلق ملف المفاوضات، وقال إن الجبهة تشجع كل تحرك شعبي يهدف إلى تحرير فلسطين.

وأوضحت التشكيلة السياسية ذاتها في بيان لها تحوزه" الرائد" بالقول:" ..لقد تابعنا كما تابع كل مهتم بفلسطين والأقصى ما يجري في فلسطين المحتلة، وقرار المتعجرف ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بنقل السفارة الأمريكية في الأراضي المحتلة إلى القدس باعتباره لها عاصمة دولة الكيان الصهيوني بكثير من الألم والغضب والأمل"، وأضاف :" الألم من الهوان الذي صار إليه حال الأمة التي أعزها الله بالإسلام فابتغى قادتها العزة بغيره فأذلها الله ..والغضب من مواقف الخذلان التي لم ينفك معظم قادة العرب والمسلمين اتخاذها، فأذلوا بها أنفسهم وأمتهم وأضاعوا بها فلسطين والأقصى .. والأمل بأن يكون في قرار ترامب ما يوقظ الضمائر النائمة ويحيي القلوب الميتة، فتصحوا العقول على قرارات فيها عزة وشهامة، تدين أمريكا وترفض قرارها وتضع الأمة عامة والفلسطينيين خاصة على طريق عودة الجهاد المبارك لتحرير فلسطين كل فلسطين".

ويؤكد رئيس الجبهة :'" إن فلسطين لم تؤخذ في تاريخها كله إلاّ غلابا واقتدارا وقهرا، وهذا حظها اليوم مع اليهود والمسيحيين الإنجيليين، وهم أسوأ خلق الله وأخونهم وأشدهم بطشا وإراقة للدماء لن تعود إلى أهلها الشرعيين وأصحابها الحقيقيين إلاّ غلابا واقتدارا وقهرا ".

 

  • فلسطين "أرض المقدسات"..

أكد جاب الله أن " فلسطين هي أرض المقدسات، والأقصى هو مكان التقاء السماء بالأرض .. فهي لذلك شأن عربي وإسلامي"، مشددا على أنّ "الوضع في فلسطين والأقصى لن ينجلي بسياسة الانبطاح لأمريكا، واتّباع أسلوب المفاوضات التي يرعاها أول داعم لدولة الكيان الصهيوني ومدافع عنها بالمال والسلاح والدبلوماسية، وإنما ينجلي بأن تنفض السلطة الفلسطينية ومن ورائها قادة الأنظمة في العالم العربي والإسلامي – أو معظمهم – أسباب الخمول والغفلة وعوامل الوهن والهزيمة وسياسات الثقة في أمريكا وهي رأس الكفر والعدوان"، داعيا "للتخلي عن مواقف الخذلان وغلق ملف المفاوضات وتسلح الراغبين في الجهاد والاستشهاد وتحمي ظهورهم وتشجع كل تحرك شعبي يهدف إلى تحرير فلسطين ودعم جهاد المقاومة الإسلامية المسلحة داخل فلسطين وتقطع علاقاتها الدبلوماسية مع أمريكا ومن يؤيد قرارها، فالأقصى خط أحمر لا يقبل بأي شكل من الأشكال التهاون فيه أو التخاذل عن نصرته".

 

  • الجزائريون يغردون.." تسقط صفقة القرن"

في حين انتفض الجزائريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي تنديدا "بصفقة القرن" التي تبيح الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، حيث تصدر هاشتاغ" صفقة -القرن" مواقع التواصل الاجتماعي أين طالب رواد "الفايسبوك " بإسقاطها، معربين عن غضبهم للصمت الذي غيم على قادة الدول العربية.

وأكد، وسام أبو زيد، مراسل التلفزيون الجزائري من الأراضي المحتلة بفلسطين بخصوص "صفقة القرن " خلال حديثه مع "الرائد" بالقول:" إن اختلفت الأسماء بين صفقة وخطة أو اقتراحات أو فرضيات أو إملاءات فهم يحاولون إيجاد كلمة أخرى بدل كلمة احتلال جديد"، مشيرا أن "الخيارات عند الشعب الفلسطيني أصبحت تتلخص بشقين اشتباك سياسي وآخر ميداني".

 

من نفس القسم الحدث