الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
يبدو أن ملف الغاز الصخري عاد للواجهة حيث عجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الرافضة والمؤيدة لاستغلاله، ويأتي هذا عقب حديث رئيس الجمهورية عن الملف محل الجدل نظرا لما شهده من رفض شعبي في عهد النظام السابق، ويؤكد خبراء في حديثهم مع "الرائد" أنه لابد من التأني في استغلال الغاز الصخري بالرغم من الحاجة الملحة له في الاقتصاد الوطني، فيما يحذر البعض الآخر من ربط الملف بالسياسة في ظل تواصل الحراك الشعبي، فكيف سيتعامل الشارع الجزائري مع عودة ملف عن الغاز الصخري للواجهة؟.
يرى الخبير الاقتصادي والمستشار الدولي، عبد المالك سراي، أنه لابد من ترك الخبراء يقومون بمهامهم، وقال إنهم من يقرر الانطلاق في استغلال الغاز الصخري من عدمه، محذرا من التسرع في استغلال الغاز الصخري.
أوضح سراي في تصريح خاص لـ"الرائد" بالقول:" ..قضية ملف الغاز الصخري كبيرة والجزائر تملك ثورة هائلة من الغاز الصخري على غرار المياه والغاز الطبيعي والبترول وغيرها "، وأضاف:" نحن في إنتظار تحليلات جديدة من الناحية العلمية ولا نستطيع في الوقت الحاضر الانطلاق في الغاز الصخري لأننا غير متمكنين من التقنيات للبحث "، مسترسلا بالقول:" لم نتمكن من التمسك في التكنولوجيا الخاصة باستخراج الغاز الصخري والتطورات العلمية و البحوث".
ويرى الخبير الاقتصادي أنه '" لابد من منح الملف الوقت الكافي ومراقبة كل التطورات الخاصة بالملف على المستوى العلمي من بحوث علمية خاصة على مستوى الدول التي انطلقت في البحوث ومنهم أمريكا وبولونيا وإنجلترا ونتحدث عن الأضرار التي يمكن أن تؤثر على البشر و المياه التي تزخر بها الجزائر "، مشيرا أن "الوعي موجود بخصوص أهمية استخراج الغاز الصخري لكن في نفس الوقت واعون بالمشاكل التي يمكن أن تخلفها عملية الاستخراج "، وقال:" لا أعتقد أنه حتى ولو تحدث رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عن الملف فلابد عدم من التسرع في استخراج الغاز الصخري"، محذرا بالقول:" حذاري ..حذاري من التسرع ..لابد من الانتظار إلى غاية التحكم كما ينبغي في التقنيات والبحوث بهذا الشأن "، ودعا سراي لفتح نقاش واسع بخصوص الملف وقال إنه ليس من الضروري فتح المجال للتجارب الأجنبية بالجزائر .
ويعتقد محدثنا أن ملف الغاز الصخري "قضية علمية" وهي اقتصادية وليست سياسية، وقال بهذا الخصوص:" إذا تم الحديث عن الملف الغاز الصخري في الحراك الشعبي فهو دليل على وجود مشوشين بالحراك "، داعيا لترك رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للقيام بالإصلاحات التي تعهد بها، وقال " الحكومة بدأت تعمل فلابد من مساندتهم ومراقبة عملهم "، وأضاف:" أنا من الداعين لفصل العلم عن السياسية"، داعيا لترك الخبراء يقومون بمهامهم وهم من يقررون الانطلاق في استغلال الغاز الصخري من عدمه.
يرى الخبير الطاقوي، بوزيان مهماه، أن صراع العصابة واستخدامها للغاز الصخري كسلاح حرب واستخدام الجنوب كمعركة للتموقع والاستيلاء على مفاصل الدولة هدد وحدة البلد، متأسفا لعودة التنظير ضد استغلال الغاز الصخري داعيا إياهم للابتعاد عن المغالطات.
أوضح مهماه في تصريح لـ" الرائد" بالقول:" أثمن موقف رئيس الجمهورية لأنني على قناعة بأن من سيصل إلى سدة الحكم خاصة لقيادة البلاد سيصطدم بحقائق الواقع الطاقوي و الاقتصادي و الإقليمي و الدولي وسيجد نفسه مجبرا على الذهاب لاستغلال هذه الأرض لأن الحديث عبر منصات التواصل الاجتماعي والتخاطب من البرج العالي للمؤسسات الجامعية بعيدا عن حقائق الواقع والتنظير المثالي"، وأضاف:" أعتقد أن كل هذه ستزول وتتلاشى حينما يستلم أي فرد من المجتمع الجزائري لمسؤولية قيادة البلاد حقائق الواقع تطرح النقاش "، مشيرا إلى أن "عودة النقاش مؤشر إيجابي ..وأنا من الداعين لفتح نقاش وطني واسع تشارك فيه كل المجموعة الوطنية لإنضاج رأي سليم وقابل للتجسيد لاستغلال الثورة الوطنية"، لافتا أن ا"لنقاش حول الموضوع يتطلب عدة مستويات من التصنيف المنهجي المستوى النماذج أتحدث ثلاثة نماذج أسياسية - النموذج الوطني للاستهلاك الطاقوي، نموذج الصناعي الوطني و النموذج التنويع الاقتصادي- وهي ثلاثة نماذج متداخلة، متسائلا:" كل من يرفض استغلال الغاز الصخري على مستوى النماذج هو مطالب بتقديم نموذجا وطنيا للاستهلاك الطاقوي "، وأضاف:" لحد الآن قدم لنا الخطوط العريضة.. يفترض أن يقوموا نموذج تفصيلي وحسابي حول ماهية الاستهلاك الوطني من الطاقة آفاق 2030 وما هي المصادر الطاقوية المتاحة والقابلة للاستغلال وذات الجدوى الاقتصادية التي يمكن تجديدها للوفاء باحتياجاتنا من الاستهلاك الوطني الطاقوي ".
أشار المتحدث إلى أن "..الخطابات الفلسفية مضرة بالبلاد خاصة وأنها بعيدة عن لغة الأرقام و النماذج ، ومن جهة أخرى من يدافع عن المؤسسات الناشئة واقتصاد المعرفة القائم على الاقتصاد الرقمي المعروف بأنه يقوم على موارد أسفورية هامة وأتربة نادرة التي تدخل في تصنيع مختلف معدات الثورة الصناعية الرابعة بما فيها الطاقات المتجددة والصناعات البتر وكيماوية فهي تقوم أساس على موارد الغاز الصخري"، ويرى أن "للتنويع الاقتصادي لابد من مصادر جديدة لمداخيل البلد بعيدا عن المحروقات "، وأضاف:" من يدعي وجود أضرار للغاز الصخري عليه أن يقدم لنا الأرقام ويجد لنا الحوادث ويسجل الأسباب".
وفي رده على سؤال بخصوص المخاوف من ردة فعل الشارع بخصوص الغاز الصخري قال محدثنا:" المشكلة ليست سياسية بل تمثلت أساس صراع العصابة واستخدامها للغاز الصخري كسلاح حرب واستخدام الجنوب كمعركة للتموقع و الاستيلاء على مفاصل الدولة ما هدد حدة البلد ولذلك تم تغذية الحراك بالمغالطات و الخرافات و الأكاذيب، متأسفا لأن حراك 2015 ضد الغاز الصخري أبرز بؤس الجامعة الجزائرية لأن الجامعة يفترض أن تكن قائدة لمختلف التحولات للمجتمع الجزائري.
تأسف الخبير الإقتصادي لعودة بعض الجامعيون بعد مرور خمسة سنوات من مرور احتجاجات الغاز الصخري للتنظير ضد الغاز الصخري ، وهذا يمس بالقيمة الأكاديمية لهؤلاء ، واصفا بأنهم يتعاطون المغالطات ، وقال إنه على الحراك الشعبي أن يكون واعيا وأن يتصدى للإشاعات و الأساطير.