الحدث

تجسيد الإصلاحات يقتضي الدعم الشعبي

يرى أن الرئيس سيحقق الإجماع، المحلل السياسي لزهر ماروك لـ"الرائد":

يرى المحلل السياسي والدكتور بجامعة الجزائر، لزهر ماروك، أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يسير بخطوات ثابتة لتجسيد الإصلاحات العميقة، مؤكدا في حوار مع " الرائد" أن الرئيس بحاجة إلى الكثير من الوقت والجهد والدعم الشعبي، مشيرا أنه أمام الجزائر فرصة تاريخية لإعادة بناء نفسها ومؤسساتها وتحقيق وثبة اقتصادية.

 

  • كيف ترون مشاركة الجزائر في مؤتمر برلين حول ليبيا؟

مشاركة الجزائر في مؤتمر برلين حول ليبيا يعد عودة قوية للدبلوماسية وعودة قوية للجزائر للقيام بدورها الإقليمي والدولي و الجزائر تحظى بتقدير كل الأطراف الليبية والأطراف الإقليمية و الدولية ، كما أن مشاركة في هذا المؤتمر تعزز النجاح السياسي والدبلوماسي وإبعاد شبح الحرب و التدخلات الأجنبية في ليبيا ، المشاركة الجزائرية كانت ناجحة وحضورها كان مؤثرا وقد ساعد كثيرا في إنجاح المؤتمر على اعتبار أن الجزائر دولة جوار جغرافي لليبيا ولديها علاقات تاريخية و اقتصادية معها ، فبالتالي الآن يعني الجزائر عادت وبقوة إلى الساحة الإقليمية و الدولية وستستمر في إنتهاج دبلوماسية وحضور مكثف ولتقديم اقتراحات قوية في حلول الأزمات وخاصة منه في يتعلق بالأزمة الليبية .

 

  • ينتظر أن تستضيف الجزائر حوار بين أطراف الصراع في ليبيا، ما تعليقكم؟

مخرجات مؤتمر برلين ركزت على العملية السياسية وهو جمع الفرقاء إلى غاية المفاوضات من اجل الخروج من بورقة طريق لإعادة الأمن و بناء مؤسسات ليبية ،والجزائر في كلمة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أعربت عن استعدادها لاستقبال الأطراف الليبية للحوار وإنجاح العملية السياسية بعيدا عن العنف و الحرب والقوة وبالتالي الجزائر الآن تحظى الآن مصداقية عند الأطراف الليبية و كذلك الإقليمية، كما أن الدول الكبرى تنظر إلى الجزائر بأهمية كبيرة لأنها الطرف المؤثر و المهم في المعادلة الليبية من خلال تركيزها على العملية السياسية واحترام الشرعية الدولية و بالتالي ، فاستضافة الجزائر لمختلف الأطراف الليبية سيشكل فرصة كبيرة في محيط الصف الليبي وإعادة الليبيين إلى جادة الصواب وإلى تحول الليبيين إلى طرف مهم في معادلة الحل في ليبيا ..الحل في أيديهم ودائما الجزائر تركز على أن الحل بيد الليبيين ، فاستضافة الجزائر للحوار الليبي يعتبر مهم بالنظر لمصداقية الجزائر و صحة مقاربتها ووقوفها مع احترام الشرعية الليبية مع عدم التورط في المحاور الإقليمية و الحياة .

 

  • يرى متتبعون أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي، جون إيف لودريان، إلى الجزائر تأكيد على قوة العلاقات بين البلدين، ممكن كلمة بهذا الخصوص؟

العلاقات الفرنسية الجزائرية مميزة وجيدة وهناك شراكة بيننا في مختلف المستويات السياسية والاقتصادية ولكن يعني ، ولكن العلاقات مرت بمرحلة توتر ونوع من الركود ، ولكن العلاقات عادت إلى مجراها الطبيعي ، وهي علاقات جيدة ، و الجزائر تربطها بفرنسا شراكة مهمة ، ولقاء رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش مؤتمر برلين حول ليبيا وزيارة وزير الخارجية الفرنسية، جان إيف لودريان إلى الجزائر يؤكد العودة القوية للعلاقات الجزائرية الفرنسية ، والجزائر تنظر إلى فرنسا كطرف دولي مهم ومؤثر في ليبيا ولذلك لابد من التنسيق و التشاور بين البلدين ، كما أن الجزائر طرف إقليمي مؤثر ومهم في المغرب العربي و في الساحل و في إفريقيا ، ولابد على فرنسا من التنسيق و التشاور مع الجزائر بخصوص كيفية إنجاح مخرجات مؤتمر برلين الوزير الفرنسي إلى الجزائر دليل على أن الجزائر بلد ذات وزن ومكانة وأهمية في كل الحلول للأزمات التي تعصف بالمنطقة سواء كانت بليبيا أو أحد القضايا الإفريقية .

 

  • في وقت عادت فيه الحركية للدبلوماسية الجزائرية، فهل سيتمكن تبون من تهدئة الشارع خاصة مع تواصل الحراك الشعبي؟

رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يسير بخطوات ثابتة ومحسوبة وتتمتع بالقدر الكبير من المصداقية فهو يعكف في الوقت الحالي على إصلاحات منظمة الحكم وإصلاحات عميقة وجذرية وتحتاج إلى الكثير من الوقت و الجهد والدعم الشعبي فبدلا من تضييع الوقت للحديث عن الأمر التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، يفترض أن نصطف كشعب واحد من أجل الحفاظ على الاستقرار في الجزائر و الانطلاق في الإصلاح السياسي و الاقتصادي لنستطيع استدراك ما فاتنا من فرص كثيرة الآن فرصة تاريخية أمام الجزائر لإعادة البناء نفسها ومؤسساتها وتحقيق وثبة اقتصادية وأعتقد أن الآن الرئيس تبون سيحقق الإجماع الوطني حول كيفية بناء وصناعة مستقبل الجزائر.

 

من نفس القسم الحدث