الحدث

باريس تريد تدشين عهد جديد مع الجزائر

لودريون قال إن التشاور يشكل أولوية لبلاده

أبدت باريس على لسان وزير خارجيتها جون إيف لودريون، طموحات لتدشين عهد جديد في العلاقات الثنائية بينها وبين الجزائر في عهد الرئيس المنتخب عبد المجيد تبون، وأوضحت أن العلاقة هذه ستكون مبنية على التشاور الذي يشكل بالنسبة لها الأولوية، وأكدت في السياق رغبتها في الرفع من مستوى المحادثات إلى الأعلى لإعادة بعث الديناميكية بين الطرفين في إطار الأجندة المصادق عليها بينهما، في المقابل أوضحت الجزائر وجهة نظرها حول آليات تفعيل مختلف الميكانيزمات بين البلدين، وركز وزير الخارجية صبري بوقادوم على ملفات عدّة تشغل الجزائر مع باريس اقتصاديا وسياسيا إضافة إلى ملف تنقل الأشخاص حيث طالب بمرونة في معالجة ملف التأشيرات.

 

  • لودريون: الجزائر "قوة سلم تتمسك بحزم باحترام سيادة الدول"

صرح وزير الشؤون الخارجية الفرنسي، جون إيف لودريون أن الجزائر تعد "قوة توازن وسلم تتمسك بحزم باحترام سيادة الدول والحوار السياسي"، وفي تصريح للصحافة عقب اللقاء الذي جمعه بوزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم، أكد الذي يجري زيارة عمل إلى الجزائر، على "تطابق وجهات النظر بين فرنسا والجزائر ويشكل التشاور فيما بيننا أولوية"، مضيفا أن "الجزائر تعد قوة توازن وسلم تتمسك بحزم باحترام سيادة الدول والحوار السياسي"، واسترسل يقول أن الجزائر بلد "يتم الاصغاء له ويحظى بالاحترام، ويمكننا بناء على هذا الاساس أن نقيم سويا علاقة جد قوية"، وأردف قائلا: "بخصوص الأحداث الدولية الراهنة وعلى وجه الخصوص الأحداث الاقليمية، ستسهر الجزائر وفرنسا على تنسيق جهودهما لاسيما فيما يتعلق بالنزاع الليبي لإقرار وقف لإطلاق النار مستديم واستئناف الحوار السياسي"، مؤكدا أن البلدين "سيتحركان سويا حتى تتواصل الجهود التي تمت مباشرتها خلال ندوة برلين".

وقال رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن البلدين "سيجريان تقييما لمسألة الساحل على أساس الهدف المشترك المتمثل في الأمن ومكافحة الإرهاب"، وبخصوص التعاون الثنائي، أشاد لودريون "بالطموح الذي عبّر عنه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون لإحداث إصلاح عميق في الجزائر وإعادة إقامة دولة القانون والحريات وبعث وتنويع الاقتصاد طبقا للتطلعات التي عبّر عنها الجزائريون وكذا التزامه بقيادة البلاد في إطار روح الحوار لتمكين كافة الجزائريين من إبداء آرائهم بشأن هذه الإصلاحات"، كما أعرب عن أمله في أن ينجح الرئيس تبون في هذه المهمة وأن يفضي تطبيق هذه الاصلاحات إلى "نجاح الجزائر والجزائريين" مبرزا من جديد "الصداقة التي تكنها فرنسا للجزائر".

وأكد المتحدث بهذه المناسبة التزام بلده بفتح "مرحلة جديدة" في علاقاتها الثنائية مع الجزائر، مشيرا إلى أن البلدين "يتشاطران الإرادة في تفعيل مبادلاتهما على أعلى مستوى (...) بغية بعث ديناميكية جديدة في جميع قطاعات التعاون"، واستطرد الوزير الفرنسي قائلا إن "الجزائر شهدت خلال السنة الماضية مرحلة حاسمة من تاريخها أكدنا خلالها دوما أنه يتعين على الجزائريين وحدهم تقرير مستقبلهم وإيجاد فيما بينهم سبيل الحوار الديمقراطي" موضحا أن هذا الموقف ينم عن "احترامنا لسيادة الجزائر"، وأضاف في هذا الصدد أن "الانتخابات الرئاسية (في الجزائر) قد جرت ويوجد الآن حكومة جديدة تريد فرنسا العمل معها".

 

  • بوقدوم يؤكد على ضرورة معالجة ملف تنقل الأشخاص بـ "أكثر مرونة"

بالمقابل أكد وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم، على ضرورة معالجة ملف تنقل الأشخاص بين الجزائر وفرنسا بـ "أكثر مرونة وسلاسة" من الجانب الفرنسي وبطريقة "تليق بمستوى وحجم العلاقات بين البلدين"، وقال المسؤول ذاته في تصريح للصحافة عقب المحادثات التي جمعته بنظيره الفرنسي، جون إيف لودريون الذي قام بزيارة عمل الى الجزائر، أمس أنه تمت "مناقشة ملف تنقل الأشخاص بين البلدين"، مبرزا "ضرورة تسيير هذا الملف بسلاسة أكثر وبمرونة تليق بمستوى وحجم العلاقات بين البلدين".

من جهة أخرى، أشار الى أن المحادثات مع نظيره الفرنسي سمحت بتناول "العديد من الملفات تهم العلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا في مختلف أوجهها، لاسيما في المجالين الاقتصادي والسياسي"، موكدا أن الطرفين اتفقا على "تفعيل مختلف الآليات الموجودة بين البلدين"، وأضاف أن الجانبين قررا تفعيل اللجنة الاقتصادية المشتركة الجزائرية-الفرنسية وكذا اللجنة الحكومية رفيعة المستوى التي يرأسها مناصفة الوزيران الاولان لكلا البلدين، بالإضافة الى مواصلة الحوار الاستراتيجي والمشاورات السياسية على مستوى وزارتي خارجية البلدين.

وفي المجال الاقتصادي، أشار الوزير الى أنه تم التطرق إلى الاستثمارات الفرنسية بالجزائر، مضيفا أنه لاحظ "استعدادا كبيرا" لدى لودريون لدعم رجال الأعمال الفرنسيين وتشجيعهم على "النظر إلى الجزائر بأكثر مرونة وجرأة".

هذا واستقبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مساء أمس بالجزائر العاصمة، وزير الشؤون الخارجية الفرنسي، جون إيف لودريون الذي يقوم بزيارة عمل الى الجزائر، وجرى اللقاء بمقر رئاسة الجمهورية بحضور مدير ديوان رئاسة الجمهورية، نور الدين عيادي، ووزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم والوزير المستشار للاتصال الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بلعيد محند أوسعيد والوفد المرافق لرئيس الدبلوماسية الفرنسية، وأوضحت الرئاسة أن اللقاء "استعرض العلاقات الثنائية ببعديها الانساني والتاريخي المرتبط بالذاكرة، وهي علاقات كثيفة و متنوعة تشمل خاصة التواصل وحركة تنقل الاشخاص"، وتابع البيان أن الرئيس تبون "حمل الوزير الفرنسي رسالة شفوية إلى الرئيس ايمانويل ماكرون".

وأوضح المصدر ذاته أن القضايا الجهوية والدولية "كانت في صلب المحادثات، وخاصة التطورات الاخيرة في ليبيا على ضوء نتائج مؤتمر برلين الى جانب الوضع في مالي ومنطقة الساحل".

 

من نفس القسم الحدث