الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
أكد الأمين العام لحركة النهضة، يزيد بن عائشة، أن الحوار الوطني السبيل الأوحد والأسلم لحلحلة الأزمة السياسية. ويرى المتحدث أن اللقاءات التشاورية التي يجريها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مع شخصيات وطنية وسياسية خطوة نحو التهدئة وفتح جسور حقيقية، وفيها صدق النوايا. وشدد، في حوار مع " الرائد"، على أهمية وجود إجراءات أكثر عمقا لتحقيق التهدئة على مستوى الشارع وإعادة الثقة تدريجيا إلى الطبقة السياسية.
موضوع الحوار الوطني فصلنا فيه منذ البدايات لأنه السبيل الأوحد والأسلم لحلحلة الأزمة السياسية، وأن يكون حورا جادا مسؤولا يترجم بعد ذلك مخرجاته في إطار الدستور أو في إطار قوانين الجمهورية لتصبح له فعالية التطبيق، من الناحية المبدئية مع الحوار الذي يفضي إلى الوصول إلى حلول تجسد ميدانيا وتكون لها ضمانات الحماية من أيدي التجاوز أو أي التفاف.
نحن بصدد تحضير مقترحاتنا سواء إذا كان الحوار ثنائيا أو يتم تقديمها في إطار الآلية التي ستعتمد بعد تحضير أرضية ومشروع الدستور الذي سينجزه فريق الخبراء ليعرض على الإثراء أو النقاش، حينها ستقدم الحركة مقترحاتها، وبعدها ترى إذا كان هناك تطابق في وجهات النظر فيما تم طرحه على مستوى المسودة التي ستحضر بالنسبة للدستور أو في كل الحالات نحن بصدد تحضير مقترحاتنا حول الدستور.
الوقت غير كاف للحكم على حكومة الوزير الأول عبد العزيز جراد، وموقفنا بخصوص الحكومة واضح، حيث تحدثنا عن العدد الكبير لهذه الحكومة، أما عن طريقة عملها وكيف سيتم في إطار خطة عمل ستعرض على البرلمان، أم أنها حكومة ستقوم بتسيير الأعمال إلى غاية الانتخابات المقبلة التي ستفضي إلى إيجاد الحكومة أو تشكيل الحكومة المنبثقة عن المؤسسات المنتخبة وتكون مطابقة للدستور، أما الآن فلا نستطيع الحكم عليها ليس بعد لأن الوقت غير كاف للحكم على الحكومة.
نرى أن الانتخابات الرئاسية وفي موقفنا السابق هي خطوة إلى طريق الحل، وكانت المطالب هي عمليتان أساسيتان، قبل كل شيء هي إجراءات التهدئة والعمل على بناء الثقة، وإجراءات التهدئة تتمثل في إطلاق سراح معتقلي الحراك، وتتمثل في فتح الفضاءات الإعلامية وتخفيف التضييق على المسيرات الشعبية، والأمر الثاني هو الانتقال من الوعود إلى العمل، حيث أنه تتجسد هذه التوجيهات أو التوصيات التي تمت في الحملة الانتخابية والتي تقضي إلى التكفل بالمطالب الشعبية السياسية ومد اليد لمكونات المجتمع للحوار، أعتقد أن الآن خطوات إيجابية تتجسد ميدانيا ونتمنى مستقبلا أن تتبعها إجراءات أكثر عمقا لتحقيق هذين الأمرين، أن يهدأ المجتمع والثقة تعود تدريجيا إلى الطبقة السياسية والمجتمع، والشعب عموما بالسلطة القائمة اليوم والتي عليها تولي هذه المطالب ميدانيا وعمليا.
في الحقيقة هو إجراء جيد، ونحن نثمنه لأنه من أي جهة كانت تعمل على زرع الكراهية والأحقاد والتفرقة بين أبناء الشعب الواحد، وهي حقيقة مرفوضة.. في الحقيقة نحن شعب واحد وله وطن حرره ويعيش فيه، ومن حق كل جزائري أن يعيش في أمان واستقرار في بلده ولا يحق لأي أحد أن يزرع الكراهية والأحقاد في المجتمع بأي مبرر كان، سواء كان عرقيا أو جهويا أو دينيا، وبالتالي نحن نثمن هذا الإجراء ونرجو أن يطبق في القريب العاجل على كل من تسول له نفسه زعزعة وحدة الشعب الجزائري واستقراره.
نحن نثمن هذه الخطوة مع شخصيات لها وزنها السياسي والتاريخي، خاصة وأنها شخصيات معارضة لمسار السلطة قبل اليوم، وتعد المبادرة خطوة نحو التهدئة وفتح جسور حقيقية وفيها صدق النوايا، ونتمنى أن تفضي تلك اللقاءات إلى ذهنية جديدة تتشكل في السياسة الوطنية، وهي خطوة إيجابية، وأعتقد أن الرئيس بذهابه إلى أحمد طالب الإبراهيمي إلى بيته يدشن مرحلة تواضع ابتدأت بانتزاع مصطلح "فخامة الرئيس" من ألفاظ مفخمة للرئيس إلى الذهاب إلى شخصية وطنية لها وزنها شعبيا نظرا لوضعه الصحي، فهي زيارة مريض وتقدير لوضع الرجل، وهو حقيقة يسجل للرئيس في هذه الخطوة السياسية المعبرة.
أحدث الحراك الشعبي تحولا كبيرا في مسار الأحزاب السياسية، ويرى متتبعون أن ما يعرف بأحزاب الموالاة والمعارضة لم تعد موجودة بعد الـ 22 فيفري، ما تعليقكم؟
نتمنى مستقبلا أن مسألة الانتهازية والبيئة التي تصنع هذا النوع من السلوك المرفوض "الزبائنية السياسية" والولاءات، وأن تتشكل بيئة جديدة خالية من الطفيليات، وتنتهي هذه الأحزاب بلا رجعة، وما يميز الانتخابات مستقبلا هو الانتخابات الحرة والنزيهة التي تشكل واقعا سياسيا جديدا.. إذا تشكلت هذه البيئة من خلال تعديل قانون الانتخابات وتجسيد إرادة الشعب في الاختيار الحر.. أعتقد أن كل هذا سينتهي ويتشكل مشهد سياسي آخر يبرز الموالاة الحقيقية وتكون معارضة حقيقية تعمل على تقديم البديل والمقترحات مستقبلا في إطار التداول على السلطة.