الحدث

بعد "تغيير التسميات"..هل تغير الأحزاب من ذهنياتها؟

لإحداث قطيعة مع الماضي والتخلص من إرث النظام السابق

يبدو أن أحزاب ما بعد الحراك الشعبي قررت تطليق ممارساتها والتخلص من إرث النظام السابق حيث اهتدت لتغيير تسمياتها ، وكانت البداية بحزب الكرامة الذي تطرق للقضية ليسير الأرندي على خطاه حيث تحدث الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي عز الدين ميهوبي عن " تغيير اسم الأرندي" للبحث عن تصورات وأراء جديدة، فهل تسير أحزاب الموالاة على خطى الأرندي و الكرامة؟ وهل ينجح الأرندي في تغيير التسمية وتجاوز الهزات التي تعصف به؟.

 

  • رخيلة لـ "الرائد": تغيير "تسميات الأحزاب" مسألة شكلية

يرى المحلل السياسي والخبير الدستوري ،عامر رخيلة، أن تغيير تسمية الحزب مسألة شكلية ولا يترتب عنه أي تغيير عن مساره، مشيرا أن الأحزاب تعتمد بقرار من وزارة الداخلية وهذا القرار لتحقيقه لابد من قرار آخر له، مؤكدا أنه لابد من انعقاد مؤتمر يصدر لائحة يغير بمقتضاها تسمية الأحزاب ويبرر التغيير.

وأوضح رخيلة في تصريح خاص لـ" الرائد" بالقول:"..الأحزاب تعتمد بقرار من وزارة الداخلية وهذا القرار لتحقيقه لابد من قرار آخر .. ما يصدر بقرار يلغى بقرار ما يسمى بقرار يعدل بقرار"، ويرى أن التسميات والتغيير على الأحزاب يفترض أن ينبثق عن مؤتمر ولا تأتي اعتباطا"، مشيرا أنه من غير المعقول أن يغير أي حزب تسميته بين عيشة وضحاها ، وأضاف:" ..لابد من انعقاد مؤتمر يصدر لائحة يغير بمقتضاها تسمية الأحزاب ويبرر التغيير".

ويرى رخيلة أن " الحزب كالإنسان ممكن تكون له في ذمته التزامات تجاه الغير بالتسمية القديمة .. وتغيير التسمية ليست مسألة مزاجية "، حيث أعطى أمثلة عن ذلك فمثلا تكون هناك مشاكل بين مناضل ينتمي للأرندي وعندما يلجأ لمقاضاة الحزب يكون الحزب غير اسمه وبالتالي قد تكون تغيير التسمية ذريعة للتملص"، مشيرا أنه'" لابد من انعقاد المؤتمر يناقش النقطة و يفصل فيها وبعدها يحيلها على وزارة الداخلية هي التي تقر التسمية الجديدة ، شريطة أن لا تكون التسمية امتداد لحزب سياسي آخر معروف في التاريخ ولا محلول أو ممنوع هناك اعتبارات لمنح الترخيص".

وفي رده على سؤال حول مدى تأثير تغيير تسميات الأحزاب على ممارساتها السابقة قال رخيلة:" تغيير الاسم لا يعني تغيير المضمون المعنى و الجسد ..المسألة سلوكية وغير مرتبطة بالخط السياسي للحزب، تغيير تسمية الحزب مسألة شكلية ولا يترتب عنه أي تغيير عن مسار الحزب يبقى الحزب هو الحزب".

 

  • قيجي لـ"الرائد" : تغيير تسمية "الأرندي" ليس نزوة .. وكل شيء وارد في المؤتمر

أكد رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي ،محمد قيجي، أن التوجه لتغيير تسمية حزب "الأرندي" ليست نزوة شخص أو مجموعة أو قيادة ، مشيرا أن المؤتمر الذي سينعقد نهاية مارس سيفصل في المسألة.

وأوضح قيجي في تصريح خاص لـ" الرائد": ".. نحن لا نتحدث من العدم و المؤتمر هو السيد ويرى من خلال اللوائح وأبجديات الحزب وإذا رأى ضرورة تغيير الاسم فلا مانع من ذلك "، واسترسل محدثنا قائلا:" ..المؤتمرون من يقررون لا شخص معين أو المكتب الوطني أو القيادة الوطنية المسألة طرحت وسنرى ما ستسفر عنه من الآراء المختلفة".وفي رده على سؤال بخصوص وجود إجماع حول تغيير التسمية قال محدثنا إن الفكرة طرحت ويبقى المؤتمر هو السيد وفي 19 و 20 مارس القادم من سيحدد المسألة ، وحول تغيير التسمية بصفة كلية أو المجيء باسم آخر أو إضافة كلمة أو غيرها قال محدثنا " لا توجد معطيات بهذا الخصوص".

وفي رده على سؤال بخصوص تغيير مسار الحزب لكون الأرندي يتجه لتغيير اسمه أكد قيجي قائلا:" تغيير الأسماء الأشخاص الأفكار و التوجه ..كل شيء وارد في المؤتمر"، كاشفا أن التوجه لتغيير التسمية ليست نزوة شخص أو مجموعة قيادة و المؤتمر من سيقرر .

 

  • بعد الكرامة و الأرندي..هل يغير الأفلان تسميته؟

يبدو أن الأحزاب السياسية قررت انتهاج مسار جديد تماشيا والمتغيرات التي تشهدها الساحة السياسية التي أفرزها الحراك الشعبي الذي عرفته الجزائر منذ الـ 22 فيفري الماضي ، وقررت بعض التشكيلات تغيير تسمياتها رغبة منها لإحداث قطيعة مع الممارسات السابقة في عهد النظام السابق حيث كانت البداية بحزب الكرامة الذي تطرق للقضية خلال لقاء بمقر الحزب بالعاصمة ليسير الأرندي على خطاه حيث تحدث الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي عز الدين ميهوبي عن " تغيير اسم الأرندي"، ويرى متتبعون أن توجه التشكيلات السياسية لتغيير تسمياتها ترمي للتخلص من إرث النظام السابق و ممارساته ، في حين يرى البعض الآخر أن تغيير التسمية لا يؤثر على مسار الحزب و أن القضية شكلية محضة، ما يطرح العديد من التساؤلات حول توجه أحزاب أخرى للسير على خطى الأرندي، وهل سيتم فعلا تغيير التسمية؟.

 

من نفس القسم الحدث