الحدث

"الأحزاب الإسلامية" مع الحوار ولكن..

تحدثوا عن ظلم العصابة ومحاولة تكسير الأحزاب في عهد بوتفليقة

عاد الحديث عن "تسلط العصابة" في عهد النظام السابق على الأحزاب السياسية، وخاصة الإسلامية، إلى الواجهة، حيث دعا زعيم حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، لإعادة الاعتبار للحركة ولإنصافها، كما تحدثت تشكيلات أخرى عن الظلم الذي تعرضت له ولمحاولة تكسيرها، آملين أن تصبح تلك الممارسات من الماضي. وفي سياق ذي صلة، أكد قياديون لـ"الرائد" أن الإسلاميين معنيون بالحوار الذي دعا إليه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، شريطة أن يكون جادا ومسؤولا وأن يجسد على أرض الواقع وأن لا يتم التلاعب به، مستندين في ذلك إلى التجارب السابقة.

 

  • مقري لـ"الرائد": "معنيون بالحوار من أجل الإصلاحات"

أكد رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، أن "حمس" معنية للحوار ولكن من أجل الإصلاحات، داعيا الطبقة السياسية للمساهمة في تحقيق الانتقال الديمقراطي من خلال الإصلاحات.

أوضح عبد الرزاق مقري، في تصريح لـ"الرائد" بالقول: ".. يجب أن نتجه إلى الحوار من أجل الإصلاحات وليس من أجل شيء آخر، والإصلاحات لابد أن تكون على مستوى الدستور والقوانين"، مخاطبا الطبقة السياسية: لنساهم جميعا في تحقيق الانتقال الديمقراطي من خلال الإصلاحات".

 

  • من ينصف "حمس" من ظلم "العصابة"..؟

وأكد عبد الرزاق مقري أنه لا يمكن الدخول في مرحلة جديدة دون إغفال ما تعرضت له "حمس" خلال النظام السابق، موضحا خلال ندوة صحفية بالقول: "لا ندخل مرحلة جديدة دون أن نسأل من ظلم حمس"، داعيا لإعادة الاعتبار لتشكيلته السياسية التي قال إنها كانت ضحية "الكوطات والتزوير"، مشيرا أنها "كانت لها فرص متكررة لقيادة البلد لكنها ظلمت من طرف العصابة".

 

  • بن خلاف لـ"الرائد": "العصابة" عملت على تكسير الأحزاب

أكد القيادي في جبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، أن الطبقة السياسية الجادة كانت ضحية للعصابة. وقال إن الأخيرة عملت على تكسير الأحزاب خاصة منها التي أسسها رئيس الجبهة عبد الله جاب الله.

وأوضح بن خلاف، في تصريح لـ"الرائد" بالقول: "..العصابة كانت تعمل كل ما في وسعها وتكسر الأحزاب عن طريق الدولة العميقة"، لافتا: "عمدت لتكسير أحزابنا خصوصا التي أسسها الشيخ جاب الله عبد الله، وقامت بتكسير حركة النهضة وقامت بتكسير حركة الإصلاح الوطني وقدمتها لمجموعة مشت في فلكها"، مشيرا أن ".. المتضرر من العصابة هي الديمقراطية المظهرية التي كانت تمارسها العصابة لحساب أحزابها لإيجاد دكتاتورية في المجالس كي تمرر ما تريده من سياسات خاطئة"، مستطردا: "الممارسة السياسية هي الضحية والطبقة السياسية الجادة هي الضحية"، وأضاف بالقول: "..نحن نعتبر أنفسنا من ضحايا الدولة العميقة.. والتزوير كان يمارس علينا في كل المناسبات السياسية، وهذا باعتراف آخرهم وهو أحد الولاة بعنابة"، مشيرا: "نتمنى أن هذه الممارسات تصبح من الماضي والشعب يختار ممثليه على مستوى الولايات في المجالس المحلية أو الوطنية أو رئاسة الجمهورية".

 

  • .. نحن مع الحوار الجاد والمسؤول

وبخصوص الحوار الوطني، أكد محدثنا أنه "لابد أن يكون الحوار جديا ومسؤولا، ما يعني أن المتحاورين عندما يصلون إلى أرضية معينة أو اتفاق معين، لابد أن يمشي ذلك الاتفاق مباشرة للتنفيذ، لتفادي تكرار التجارب السابقة الفاشلة التي جربناها مع العصابة". وقال إن "الأخيرة كانت تتلاعب مع الحوار حيث تحاور في الظاهر ولكن في الباطن تنفذ سياساتها الفاشلة". وقال القيادي: ".. نحن في جبهة العدالة والتنمية معنيون بالحوار الذي يفضي إلى حل المشاكل العالقة التي نعيشها منذ الـ 20 سنة الأخيرة على الخصوص".

 

  • الدان: العصابة تسلطت على الأحرار.. ونحن السباقون للحوار

أفاد نائب رئيس حركة البناء الوطني، أحمد الدان، بأن التسلط في عهد النظام السابق أدى إلى ظل الأحرار سواء الإسلاميين أو غيرهم، مشيرا أن حركة البناء موجودة في الساحة كقوة أولى وأن حضورها لا يتعلق بالآخرين، مؤكدا أنها من السباقين للحوار الذي يخدم الجزائر.

وأوضح الدان، في تصريح لـ"الرائد" بالقول: ".. في عهد بوتفليقة ظلمت الحريات والهوية الوطنية والثوابت والاقتصاد الوطني، وتسلط العصابة أدى إلى التوجه نحو الدولة المميعة والدولة الفاشلة، وهذا التوجه والتميع ميع المؤسسات.. الحكم الفردي يصبح ظالما لكل الأحرار سواء الإسلاميين أو غيرهم، ولذلك كانت الديمقراطية ضحية حكم الفرد والخيرات الاقتصادية ضحية لحكم الفرد والتطور الاجتماعي ضحية لحكم الفرد"، مشيرا أنه في الوقت الراهن لا يمكن الحديث عن أحزاب إسلامية أو غيرها لأنها كلها أحزاب وطنية وإسلامية، مؤكدا أن الفروق الإيديولوجية لا تسمن ولا تغني من جوع.. لأن الفروق الحقيقية هي مدى القدرة على التعاون من أجل الأهداف الإستراتيجية المتعلقة بالهوية والديمقراطية".

 

  • موجودون في الساحة كقوة أولى.. وحضورنا لا يتعلق بالآخرين

وبخصوص مستقبل الإسلاميين بعد الحراك الشعبي الذي غير الخارطة السياسية في الجزائر، أكد الدان "نحن حزب إسلامي وحركة البناء الوطني حزب إسلامي ونشأتنها إسلامية.. وهي في توسع الآن وأصبحت حزبا وطنيا". وأضاف: "طورنا خطابنا وبرامجنا ونسعى للتحول إلى حزب الشعب.. نحن موجودون في الساحة السياسية كقوة أولى". ويؤكد محدثنا: "ننظر إلى حضورنا أنه لا يتعلق بالآخرين، وقدمنا برنامجا طموحا وبالأرقام وبرنامج اجتماعيا اقتصاديا وبرنامجا دبلوماسيا وسياسيا، وهذا التعدد والأرقام تؤكد أن التيار الإسلامي له برنامج ولكن الحريات ما زالت ناقصة".

 

  • البناء من السباقين إلى الحوار الشامل

وبخصوص الحوار الوطني، أكد الدان أن البناء الوطني كانت من السباقين للدعوة للحوار، مشيرا أنه "لابد أن يطلق الحوار ليؤسس للمسارات الكبرى المتعلقة بتعديل الدستور أو القوانين أو الشراكة في تجاوز الأزمة أو حتى في تعبئة الجبهة الداخلية أو التحديات الخارجية". وأضاف: "الحوار ذو طابع سياسي في الأصل وتتفرع عنه ورشات متخصصة المجالات المختلفة"، مشددا على أهمية أن يكون الحوار مبادرة كبيرة وهي مسؤولية أولى من مسؤوليات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي يبادر إلى الحوار الكبير الشامل وأن لا يكون الحوار جزئيا أو محدودا أو ثنائيا.

 

من نفس القسم الحدث