الحدث

بن صالح يتنازل عن منصبه في رئاسة مجلس الأمة

اختيار خليفته يتطلب مشاورات ومقاييس خاصة

استقال رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، من منصبه الذي يشغله منذ جويلية قبل سنتين عن اكتمال عهدته السادسة على رأس المجلس، فاسحا المجال للبحث عن خليفة له. وخاطب بن صالح الذي شغل منصب رئيس الدولة لتسعة أشهر، رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في 29 ديسمبر الماضي، برسالة يخطره فيها برغبته في إنهاء عهدته على رأس مجلس الأمة، حسبما ذكرته الرئاسة أمس في بيان مقتضب. وتشهد الجزائر في الفترة الأخيرة عملية إعادة اعتبار لكثير من المهمشين وضحايا السلطة، والاستنجاد بمن يوصفون باحتياطي الجمهورية، وسط مطالب بتجديد الطبقة السياسية وتمكين وجوه شبانية من المناصب السامية في الدولة.

 

ولم تنقل الرسالة أسباب تنحي رئيس مجلس الأمة من منصبه، غير أنه يعتقد أن بن صالح وصل إلى قناعة بأن مهمته اكتملت، بعد تسليمه أختام الرئاسة لعبد المجيد تبون وإدراكه أن الأوان حان للاعتزال والانسحاب من الحياة السياسية، بعد قيادته البلاد لتسعة أشهر خلفا لعبد العزيز بوتفليقة الذي استقال من منصبه تحت ضغط الشارع.

وأشاد الرئيس تبون، في رده على الرسالة، بخصال بن صالح، وتوجه إليه بالشكر، معبرا له عن تقديره وامتنان الأمة "نظير إخلاصه وتفانيه في خدمة المؤسسة البرلمانية والدولة والشعب الجزائري"، وخاطبه "سوف يشهد لكم التاريخ، لا محالة، أنكم كنتم دوما رجل الموقف متى احتاج إليكم الوطن".

ويفتح قرار رئيس مجلس الأمة بالتنحي من منصبه الباب أمام مباشرة إجراءات استخلافه في مرحلة انتقالية تتضمن إعلان شغور المنصب، الذي سيتخذه المكتب الحالي، وبموجبه سيحتفظ رئيسه بالنيابة صالح ڤوجيل بمقعده لحوالي شهر، في انتظار الاتفاق على تمديد عهدته أو تكليف رئيس جديد من بين قائمة الشخصيات المقرر أن يعينها رئيس الدولة ضمن حصته في الثلث الرئاسي لتعويض الأعضاء المستقيلين.

ويخضع اختيار رئيس المجلس لمقاييس خاصة، بالنظر إلى حساسية صفته، حيث تتيح له هذه الصفة خلافة رئيس الجمهورية في حالة حصول المانع بسبب الاستقالة أو الوفاة.

وأضعف تعيين وزير أول من منطقة الأوراس حظوظ صالح ڤوجيل الذي ينتمي للمنطقة ذاتها، للاستمرار في منصبه على رأس المجلس وهي المهمة التي يشغلها منذ أفريل الماضي.

ويجري تداول اسم رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق كريم يونس لشغل المنصب الشاغر الآن، في إطار عملية لضمان توازن التمثيل الجهوي في مؤسسات الدولة، علما أن كريم يونس سبق له تعويض بن صالح في المجلس الشعبي الوطني عقب استقالة هذا الأخير منه في 2002.

وتشهد الجزائر في الفترة الأخيرة عملية إعادة اعتبار لكثير من المهمشين وضحايا السلطة، والاستنجاد بمن يوصفون باحتياطي الجمهورية، وسط مطالب بتجديد الطبقة السياسية وتمكين وجوه شبانية من المناصب السامية في الدولة.

 

من نفس القسم الحدث