الحدث

قياديو الأرندي يحذرون من التلاعب بمصيره

الرئاسيات لم تمر بردا وسلاما على الحزب

يبدو أن القرارات الأخيرة التي اتخذها الأمين العام بالنيابة في حزب التجمع الوطني الديمقراطي والقاضية بتجميد عضوية 4 قياديين في الحزب، يتقدمهم صديق شهاب وأميرة سليم، لم ترق لمناضلين بالحزب، حيث أطلقوا تحذيرات من التلاعب بمصير الحزب، مؤكدين أن قرار التجميد غير قانوني. ويرى متتبعون أن رئاسيات الـ 12 ديسمبر الفارط لم تمر بردا وسلاما على بيت الأرندي، في حين يرى البعض الآخر أن الحزب يتجه نحو مرحلة جديدة من شأنها مسايرة المستجدات على الساحة السياسية.

 

  • شهاب صديق يتهم ميهوبي بالانتقام من المناضلين لأغراض شخصية

اتهم القيادي في حزب التجمع الوطني الديمقراطي صديق شهاب الأمين العام لـ "الأرندي" عز الدين ميهوبي "باللجوء إلى عملية تضليل لم يشهدها الحزب في تاريخه بعد الهزيمة النكراء التي مني بها في الرئاسيات، لتصفية إطاراته الخيرة ليجعلها أداة لخدمة أغراض شخصية".

أوضح صديق شهاب، أمس، في بيان له، أن "لجوء الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي عز الدين ميهوبي إلى اللجنة الوطنية للانضباط، يوم 22 ديسمبر الماضي، واستدعائه لإطارات من خيرة ما أنجب "الأرندي"، جاء لتفريغ الحزب من كفاءاته، مبررا ذلك بحيازته ملفات ما هي إلا خدعة لجأ إليها كما يحسن الفعل"، مؤكدا أنه "أقحم الحزب بالماضي القريب في حملة تضليلية لم تعشها الجزائر من قبل، حيث قرر الترشح للرئاسيات دون أدنى اعتبار لرأي الحزب وقواعده".

وأضاف أن "عز الدين ميهوبي قد سوغ لقراره الفردي بما يكون قد تلقاه من جهات ادعى أنها نافذة، واختار أن يكون أداتها الطيعة ليقوم بعملية تضليل كبرى، فهدم بذلك كل ما بناه المناضلون في سبيل تنقية الحزب من تهمة التزوير التي لاحقته طيلة عقدين من الزمن، وفرض أنفسهم كقوة سياسية تستمد شرعيتها من الإرادة الشعبية"، كاشفا أنه "أعاد بطموحه المتهور الحزب إلى نقطة الصفر".

وذكر المتحدث أن "استدعاء الأعضاء المذكورين في البيان الصادر يوم 22 ديسمبر، جاء بناء على إحالة الأمين العام بالنيابة، غير مخول بهذه الصفة باتخاذ هكذا قرارات، وبالتالي فهو قرار غير قانوني بالنظر للنصوص الناظمة لعمل الحزب "المادة 33 من القانون الأساسي" وكذا "المادة 139 من النظام الداخلي"، مبرزا أن "الناحية القانونية وحدها كافية لإبطال هذا الإجراء، لكن ولأن الأمر يتعلق بتطبيق أجندة تهدف لتفريغ الحزب من إطاراته، فقد وجب الوقوف عند الأسباب السياسية والنضالية الحقيقية".

وتطرق القيادي في التجمع الوطني الديمقراطي إلى "مواقفه السياسية والنضالية التي طرحها في وقت سابق لإعادة تقويم مسار الحزب على المكتب الوطني، والتي عرضت على أعضاء المكتب والأمين العام الأسبق بعض التساؤلات تتعلق بمصير الحزب ومكانته مما يحدث من تجاذبات وصراعات سياسية".

وقال إنه "كان معارضا صريحا لتدعيم مطلب تمديد العهدة لسنة واحدة، باعتبار أن هذا الإجراء لم يكن بوسعنا التعرف على مخرجاته وأهدافه، ويصب في مصلحة أطراف نجهلها"، مشيرا أن "هذا الكلام لم يعجب الأمين العام آنذاك، وقال لي بالحرف الواحد إنني لا أقبل مثل هذا الكلام".

وأشار شهاب صديق أنه "تحمل مسؤولية كشف القوى غير الدستورية التي كانت تسير البلاد، وهي التصريحات التي لاقت ترحابا منقطع النظير في القاعدة النضالية للحزب"، مبرزا أن "هذه التصريحات جاءت في الوقت الذي كانت العصابة تصارع من أجل البقاء وكانت مستعدة لتدفع كل ما لديها للسطو على إرادة الشعب وتصدينا بكل شجاعة لهذا المخطط".

من جانب آخر، قال شهاب إن "اللوبي السياسي التابع للعصابة استعمل شبكات التواصل الاجتماعي والذباب الإلكتروني المأجور للإطاحة بمن عارضهم، ووقف ضد خططهم الخبيثة، رافعا شعارات عاطفية تتنافى تماما مع الواقع السياسي الذي نعيشه، فوصف الوفي للوطن بالخائن والولاء للفاسدين بالوفاء".

وتساءل القيادي في "الأرندي" عن "الأهداف الحقيقية التي يسعى هذا الأمين العام بالنيابة لتحقيقها، بعدما زج بالحزب في معركة هو في غنى عنها بالنظر لما يعيشه من تخبط وتيهان سياسي"، مؤكدا أن "هذه المغامرة السياسية أرجعت الحزب إلى نقطة الصفر وأصبح المناضلون يتساءلون هل سيكون لنا دور سياسي في المستقبل تحت قيادة هذا الشخص".

وفي الأخير دعا "المناضلين والمناضلات وأعضاء المجلس الوطني لأن يتحلوا باليقظة والوعي، وألا يتركوا الفرصة لأشباه السياسيين المجازفين بالتلاعب بمصير الحزب وعواطف المناضلين والمناضلات، وأن يأخذوا الحيطة والحذر من الخطابات الرامية لتفريغ الحزب من أبنائه المخلصين".

 

  • بين المغامرة والحوار الجاد

ويرى متتبعون أن الأرندي يسير نحو المجهول وأنه على الأمين العام بالنيابة، عز الدين ميهوبي، فتح حوار جاد مع معارضيه لإعادة الهدوء إلى بيت الحزب.

ومن جانبها، ردت النائب عن الجالية، أميرة سليم، في وقت سابق، على اتهامات ميهوبي، واصفة الأمر بما أسمته بـ"محاولة الانتقام" من قامات الحزب، وقالت: "أذكرك يا عز الدين ميهوبي أنني كنت ضدك مثل العديد من النواب والمناضلين الشرفاء النزهاء منذ أن ترشحت لأمانة الحزب".

وتابعت أميرة سليم: "أذكرك يا عز الدين ميهوبي أنني كنت ضد ترشحك لرئاسيات 12 ديسمبر لأنني كنت على يقين أن فشلك سابق لأوانه.. كان عليك أن تقيم فشلك أو تقدم استقالتك، وذلك بالحالة التي أوصلت إليها الحزب بدل الانتقام من الإطارات الوطنية النزيهة".

 

  • قرارات ميهوبي.. "داخلية"

ويؤكد قيادي في الأرندي لـ"الرائد"، رفض ذكر اسمه، أن قرارات الأمين العام بالنيابة هي "قضايا داخلية تناقش داخل أطر الحزب"، مشيرا إلى أنها من "صلاحيات الأمين العام ولجنة الانضباط"، لافتا أن القرار الأخير للمجلس الوطني لحزب التجمع الوطني الديمقراطي.

ويشار أن لجنة انضباط "الأرندي" قامت مؤخرا باستدعاء 4 أعضاء من المجلس الوطني، حيث اجتمعت "اللجنة بناء على أمر إحالة من الأمين العام بالنيابة للحزب، عبد الدين ميهوبي، من أجل النظر في قضايا انضباط الأعضاء، حكيم بري، إلياس برشيش، أميرة سليم وشهاب صديق"، ويؤكد المصدر أنه بعد مناقشة ملفات الإحالة المصحوبة بالأدلة وقرارات تجميد العضوية، قررت اللجنة استدعاء المعنيين للإجابة عن التهم المنسوبة إليهم.

 

من نفس القسم الحدث