الحدث

مقري بين المبادرة والتموقع

قاطع الرئاسيات ورحب بحوار تبون

أثارت التصريحات الأخيرة لزعيم حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري ضجة كبيرة بالساحة السياسية والتي أكد من خلالها أن "حمس" مع الحوار الذي دعا إليه تبون حيث دعا مقري الحراك الشعبي للانخراط في مسعى الحوار الوطني، ما أثار العديد من التساؤلات أهمها هل يبحث الإسلاميون عن التموقع خلال الفترة المقبلة؟

أحدث موقف "حمس" من الحوار الذي دعا إليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بلبلة بالساحة السياسة رغم أن العديد من التشكيلات الحزبية أعلنت ترحيبها على غرار الأفافاس الذي دعا إلى حوار جاد، وكشف عن شروط وقواعد للحوار منها التبني المشترك لجدول الأعمال واختيار المشاركين والطبيعة السيادية وشفافة للحوار، واعتماد بالإجماع برنامج للخروج من الأزمة بالإضافة إلى التزام الأطراف فيه بتنفيذه في المواعيد المحددة، ومن جانبه أبدى رئيس حزب جيل جديد، سفيان جيلالي، استعداده للمشاركة في الحوار، في حين أبدى رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله رغبته في الانخراط في مسعى الحوار شريطة أن يكون شاملا وملزما يلبي المطالب الشعبية، ما يدل على تفاعل الطبقة السياسية خاصة منها المعارضة على التفاعل مع الحوار ويطرح تساؤلات حول الانتقادات التي طالت مقري وعن حقيقية بحثه عن التموقع.

 

  • مبادرة أم تموقع..؟

يبدو أن إعلان رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري بترحيب "حمس" ومشاركتها في الحوار الوطني الذي دعا إليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون طلح تساؤلات عديدة أهمها:" ترحيب مقري بالحوار الذي دعا إليه تبون..مبادرة أم تموقع؟"، في حين أن مقري أكد في تصريح سابق أن "حمس" تتعامل مع الرئيس تبون، كرئيس للجمهورية انتخبه جزء من الشعب، بغض النظر عن ظروف إجراء الانتخابات، وهو نفس الموقف من الحكومة التي عينها، وقال من جهة أخرى إن "الحراك اليوم ينبغي عليه المشاركة في الحوار، وأنه ينبغي تثمين ما تحقق من نتائج إيجابية "، ويرى متتبعون أن مقري يبحث عن التموقع للحصول على حقيبة وزارية خاصة وأنه قاطع رئاسيات 12 ديسمبر الفارط.

 

  • حمس:"منهجيتنا لم تتغير ومواقفنا مدروسة"

وللرد على هذا التساؤل أكد القيادي في حركة مجتمع السلم، أحمد صادوق، أن مواقف " حمس" مدروسة ومنهجية ومنسجمة ومحدداتها الرئيسية هي الإصلاحات العميقة، مشيرا أن "الحريات والانتقال الديمقراطي وهو ما يمثل عمق المصلحة الوطنية ".

وأوضح صادوق لـ" الرائد" أن "الموضوعية تقتضي حينما نقيم شخصية ما أو حزبا ما أو سلوك سياسي ما أن نحتكم إلى قواعد ثابتة بعيدا عن التحريف أو التشويه أو الاتهام أو التخوين أو غيرها من السلوكيات السلبية التي طغت بشكل كبير للأسف في هذه الفترة على الساحة السياسية و الإعلامية في الجزائر بل وحتى على مستوى النخب خصوصا في مواقع التواصل الاجتماعي " من خلال نشاط ما أسمه بـ" الذباب الالكتروني الموجه لخدمة أجندات و أهداف معينة ".

وقال محدثنا:" حركة مجتمع السلم ورئيسها لم تتوقف منذ سنوات عن تقديم المبادرات والاقتراحات والبدائل المساهمة في إخراج البلد من الأزمة ومن الموضوعية أن تقيم في هذا المسار وليس بطريقة موجهة مغرضة وحينما تعبر عن موقفها الايجابي من الحوار وتطالب بإعطاء فرصة للرئيس الجديد لتجسيد وعوده هذا لا يعني أنها منبطحة أو مستسلمة أو تزكي كل ما يأتي من السلطة بالعكس منهجيتنا لم تتغير أينما تكون المصلحة الوطنية العليا نكون و حيثما أحسن المسؤول نقول له أحسنت و إذا أساء نقول له أسأت ونعارضه بقوة وفق ما يكفله القانون و الدستور و نطرح البدائل و الحلول".

ولفت المسؤول ذاته قائلا:" الحركة أكدت بخصوص الحكومة أنها غير معنية بها "، وأضاف:" نحن نؤمن أن المشاركة الحقيقة تنبثق عن انتخابات تشريعية نزيهة و شفافة "، مستغربا "الهجوم على شخص رئيس الحركة"، وقال إنه كان الأولى لهؤلاء أن ينتبهوا لغيرنا ممن كان يعارض صراحة إجراء الانتخابات ثم ينخرط في الحكومة أو ذلك الذي كان ينافس في الرئاسيات من خلال برنامج حزبي خاص ثم ينخرط في إنجاح تنفيذ برنامج مرشح آخر أصبح رئيسا أو ينتبهوا لمن كان يرفع شعار لا انتخابات مع العصابات ثم يكون أول من يبدي رغبة جامعة للمشاركة في الحوار المنبثق عن هذه الانتخابات "، مسترسلا بالقول:" مواقفنا مدروسة ومنهجية ومنسجمة ومحدداتها الرئيسية هي الإصلاحات العميقة و كذا الحريات والانتقال الديمقراطي وهو ما نعتقد أنه يمثل عمق المصلحة الوطنية ".

 

من نفس القسم الحدث