الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
شهدت العديد من القطاعات في 2019 فضائح بالجملة تتعلق بسوء التسيير وشكلت صدمة للرأي العام، بدءا بفضائح التسيير المحلي التي جعلت المواطنين يحتجون عبر أكثر من ولاية، وصولا إلى الفضيحة التي عرفها قطاع الثقافة بوفاة 5 أشخاص في حفل تدافع للمغني المغترب سولكينع، وبعدها مأساة الوادي التي سجل بها وفاة 8 رضع حرقا بسبب شرارة كهربائية، وأخيرا فضيحة مطار الجزائر الدولي التي تتعلق بطرد موظفة بسبب تبليغها عن الفساد، وهي كلها قضايا صنعت الجدل بين الجزائريين وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وخلال 2019 شهدنا العديد من الفضائح عبر أكثر من قطاع. فعلى المستوى المحلي عرفت العديد من البلديات والدوائر وحتى مؤسسات عمومية سوء تسيير جعل المواطنين يحتجون أكثر من مرة، في حين شهدنا في بداية السنة تحديدا بروز ظاهرة غلق المقار الإدارية والبلديات وحتى الدوائر بالجدران الإسمنتية كنتيجة ورد فعل للفضائح. وهي الظاهرة التي كلما تكررت كانت تصنع الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين مرحب بهذا السلوك الذي أدخل الرعب في نفوس المسؤولين من أميار ورؤساء دوائر وولاة ومدراء مستشفيات وهيئات لها علاقة مباشرة بالمواطن، وبين من رفض هذه الظاهرة باعتبارها تشكل تعطيلا لمصالح المواطنين.
وفي صيف 2019 اهتز الرأي العام على وقع فضيحة شهدها قطاع الثقافة، حيث تحول الحفل الفني الذي أحياه المعني المغترب عبد الرؤوف دراجي، المدعو "سولكينغ"، بملعب 20 أوت ببلوزداد بالعاصمة، إلى كارثة حقيقية بعد سقوط ضحايا بين قتيل وجريح بينهم قصر، نتيجة التدافع وضيق الملعب الذي لم يسع الجهور الغفير الذي تدفق على المكان، لتكون الحصيلة 5 قتلى وعشرات الجرحى. وقد سارع آنذاك رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، لتقديم تعازيه لعائلات المتوفين والمصابين، مؤكدا على ضرورة المتابعة "الصارمة" لحيثيات هذه الحادثة الأليمة واتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا. وخلف الحادث غضبا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث طالب العديد من النشطاء بمعاقبة المسؤولين، ليتم بعدها إقالة مدير الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة سامي بن شيخ، وإحالة ملفه على العدالة، في حين فاجأت وزيرة الثقافة مريم مرداسي متابعي القضية بتقديم استقالتها لرئيس الدولة، وهي الاستقالة التي شكك فيها الكثيرون، معتبرين أن الوزيرة تم دفعها للاستقالة. ومؤخرا ومع نهاية السنة تم الحكم في قضية حفل سولكينغ على مستوى العدالة، حيث أصدرت محكمة سيدي أمحمد حكما بالسجن ستة أشهر منها ثلاثة غير نافذة وغرامة مالية بقيمة 50 ألف دينار جزائري، في حق المدير السابق للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة سامي بن شيخ.
وبعد جدل حفل سولكينغ، استفاق الجزائريون يوم ثلاثاء أسود على وقع مأساة عرفتها ولاية الوادي، حيث عرفت الولاية حادثة احتراق مستشفى بشير بالناصر للأم والطفل المتخصص في الولادة والأمومة، وهو الحادث الذي راح ضحيته 8 رضع ماتوا حرقا، ووجهت أصابع الاتهام من طرف المسؤولين عن الصحة بالولاية، في بداية الأمر إلى الشرارة الكهربائية التي انبعثت من جهاز قتل الذباب، وهو ما رفضه الجزائريون محملين المسؤولية لتقصير المسؤولين وسوء التسيير الذي يعرفه القطاع خاصة بولايات الجنوب. وقد خلقت هذه الحادثة حالة من الحزن لدى معظم الجزائريين الذين تأثروا بالحادثة وحالة الضحايا من أسر الرضع الذين توفوا. وكرد فعل من وزارة الصحة، تم فتح تحقيق وإيقاف مدير وكذا الطاقم الطبي الذي كان مناوبا ليلة الحادثة، وإنهاء مهام المدير الولائي للصحة بالولاية، فيما طالب مواطنون بأن يطال التوقيف وإنهاء المهام حتى والي الولاية ووزير الصحة نفسه وإحالتهم على التحقيق، وهي القضية التي تمت إحالتها أيضا على العدالة مع حبس مدير المستشفى وممرضة كوبية وعدد من العمال المناوبين، لتفصل محكمة الوادي نهاية السنة في القضية ويتم الحكم على مدير المستشفى ونائبه بعام حبسا وغرامة مالية قدرت بـ 50 مليون سنتيم في جنحة الإهمال، كما أصدرت ذات المحكمة حكما بالبراءة في حق عون الصيانة، وحكمت بـ 6 أشهر موقوفة التنفيذ في حق قابلة، بالإضافة إلى تبرئة الممرضة الكوبية التي كانت متابعة في ذات القضية.
وبقطاع النقل والأشغال العمومية فجرت موظفة بمطار هواري بومدين، أواخر 2019، فضيحة مدوية عبر فيدو بالفايسبوك، تفاعل معه الجزائريون تحدثت فيه عن تعرضها لضغوطات واستفزازات جراء إبلاغها عن قضايا فساد بالمطار. ودعا الجزائريون آنذاك عبر منصات التواصل الاجتماعي العدالة إلى التدخل، إلا أنهم تفاجأوا بنشر ذات الموظفة قرارا بطردها من العمل. وقد شكل طرد هذه الموظفة، عوض فتح تحقيق معمق في هذه القضية، صدمة في أوساط المواطنين.
ومن جهة أخرى، خلفت تصريحات وزير الأشغال العمومية والنقل آنذاك، مصطفى كورابة، حالة من الاستياء الواسع، عندما رد الوزير على سؤال يتعلق بالقضية بطريقة شعبوية أنه "ليس لي فكرة عنها"، وأضاف "خلونا من المطار.. المطار راهو مليح وعندكم منشأة فنية هايلة الله يبارك خلونا يا راجل"، وهو التصريح الذي زاد من حدة الجدل وشبهه الجزائريون بتصريحات الوزراء في عهد العصابة.