الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
لم يكن شعار "يتنحاو ڤاع" الذي رفعه الجزائريون خلال مسيرات الحراك الشعبي الذي بدأ في 22 فيفري مجرد مطلب شعبي لإزاحة العصابة من الصورة، وإنما تحول هذا الشعار الذي اجتاح أغلب القطاعات ووصل صداه إلى العالم، إلى مبدأ للتعامل مع الفساد والفاسدين وتبناه الجزائريون في السياسة والاقتصاد والرياضة، ليكون هذا الشعار الأكثر تداولا بين الجزائريين في 2019.
وظهر شعار "يتنحاو ڤاع" في بداية الحراك الشعبي بصفة عفوية من طرف شاب سئل من إحدى مذيعات القنوات الأجنبية بالجزائر عن رأيه في سحب الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة ترشحه لعهدة خامسة وتأجيل الانتخابات، ليرد الشاب الذي تحول بعدها إلى أيقونة من أيقونات الحراك الشعبي بعبارة "يتنحاو ڤاع"، والتي قصد بها آنذاك أن التخلي عن العهدة الخامسة لا يلبي مطالب الملايين الذين خرجوا في احتجاجات ضد النظام، وإنما المطلوب هو ذهاب كل رؤوس العصابة التي تسببت في خراب البلاد لسنوات، وهو الشعار الذي تبناه بعدها الحراكيون لأكثر من عشر جمعات متتالية، حيث حضر شعار "يتنحاو ڤاع" وقائله في المظاهرات، عبر لافتات ورسومات كاريكاتورية رفعها المحتجون، كما ردده آخرون في هتافاتهم بمختلف الساحات والشوارع بالعاصمة وأغلب الولايات، واستطاع الجزائريون فعلا أن يطيحوا بأبرز رؤوس العصابة الذين "تنحاو ڤاع" وكان مصيرهم سجن الحراس والسجون العسكرية.
ولم تتوقف شهرة عبارة "يتنحاو ڤاع" عند هذا الحد، حيث تعدى صداها إلى خارج الجزائر وتحولت في فترة قصيرة إلى شعار عالمي استعمله العديد من المحتجين عبر عدد من البلدان العربية للإطاحة بأنظمة فاسدة، على غرار السودان وحتى مصر، حيث كان هذا الشعار ملهما للعديد من الشعوب خاصة أنه يلخص مطلبا هاما يتمثل في اجتثاث الفاسدين من جذورهم. وتم تداول الشعار على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر ومختلف الدول العربية، حيث تحول إلى "هاشتاغ" رغم واحد على مدار أسابيع، وتمت ترجمته إلى أكثر من لغة وتبناه الكثير من العرب في منشوراتهم عبر فايسبوك وتويتر.
هذا ولم يحمل شعار "يتنحاو ڤاع" بعدا مطلبيا وسياسيا فقط، حيث تحولت هذه العبارة إلى مبدأ يتعامل به الجزائريون مع الفساد والفاسدين، واجتاح الشعار أغلب القطاعات التي عرفت موازاة مع الحراك الشعبي احتجاجات وإضرابات تحت شعار "يتنحاو ڤاع"، حيث مثل هذا الأخير فزاعة للعديد من المسؤولين سواء وزراء أو ولاة أو حتى مسؤولين محليين ورؤساء مؤسسات عمومية. واستطاع هذا الشعار أن يعبر عن رغبة الجزائريين في التخلص من نظام فاسد استشرى في الجزائر، حيث تبنوا شعار "يتنحاو ڤاع" طيلة 2019 عبر أكثر من قطاع. فبدءا بالقطاعات الاقتصادية وقطاع التربية والتعليم العالي وصولا إلى قطاع الرياضة، عبر الجزائريون عن رغبتهم في تغيير المسؤولين الفاسدين عبر هذا المبدأ.
وبعيدا عن السياسة، فقد بات شعار "يتنحاو ڤاع" يتداول في الجزائر كعلامة مسجلة، إلى درجة أن الموسوعة الرقمية العالمية ويكيبيديا، أدرجت الشعار ضمن قائمة مصطلحاتها. وجاء تعريف ويكيبيديا للكلمة على أنها شعار باللهجة الجزائرية العامية (ليتنحوا جميعا) ظهرت خلال المظاهرات التي هزت الجزائر في فيفري 2019، لتصبح بعدها بمثابة صرخة حشد لمتصفحي الأنترنت مباشرة بعد مقطع الفيديو الذي تناقلته مختلف مواقع التواصل الاجتماعي لشاب جزائري تلفظ بالجملة على المباشر عبر قناة "سكاي نيوز" العربية مساء يوم 11 مارس 2019، حينما أعلن الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة عدم ترشحه لعهدة خامسة. وقد قام أحد المحررين في النسخة الفرنسية ويكيبيديا، بإنشاء صفحة خاصة عن الشعار في 27 جوان 2019، بينما وظفت العبارة في الأغاني حيث رددها الكثير من الفنانين عبر فيديو كليبات وأغان لقيت نسبة مشاهدة قياسية، كما تمت الاستعانة بالعبارة في اللافتات الإشهارية والإعلانات التلفزيونية كفكرة جديدة ومتزامنة مع الوضع، وحتى الرسومات الكاريكاتورية، كما قام عدد من الفنانين الجزائريين بحمل الشعار خلال مهرجان كان الدولي في نسخته 72، وحمله أيضا مشجعون أثناء فعاليات كأس الأمم الإفريقية التي احتضنتها مصر، كما استنبط منه المشجعون للفريق الوطني في هذه التظاهرة الرياضية شعار "نربحوهم ڤاع".