الحدث

ملايين الجزائريين يودعون قائدهم إلى مثواه الأخير

فقيد الجزائر حظي بجنازة رسمية وشعبية مهيبة أبكت الصغير قبل الكبير

ودع ملايين الجزائريين، أمس، فقيد الجزائر، القائد والمجاهد الراحل نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح، في جنازة مهيبة أبكت الصغير قبل الكبير، كما استغلها الجزائريون لتأكيد تمسكهم بجيشهم ورئيسهم المنتخب وبالخيارات التي أرست الجمهورية الجديدة التي كانت محمية من الفقيد الذي أوفى بالعهود التي أطلقها لهم منذ الحراك الشعبي وإلى غاية تسلم مقاليد الحكم بين رئيس الدولة ورئيس الجمهورية الجديد قبل أيام قليلة.

 

مراسم جنازة فقيد الجزائر، نهار أمس، التي أقل ما يقال عنها إنها كانت تاريخية في ذاكرة الجزائريين، خاصة الشباب، عرفت منذ ساعاتها الأولى توافد الملايين من المواطنين وكبار مسؤولي الدولة والمجتمع المدني وممثلي السلك الدبلوماسي على مبنى قصر الشعب، لإلقاء النظرة الأخيرة على فقيد الجزائر الفريق المجاهد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي.

وشهد محيط قصر الشعب مع وصول جثمان الفقيد المجاهد الفريق أحمد ڤايد صالح تجمعا كبيرا للمواطنين القادمين من العاصمة ومن مختلف ولايات الوطن من مختلف الأعمار، حاملين الراية الوطنية، أبوا إلا أن يلقوا النظرة الأخيرة على بطل من أبطال الجزائر الذي وهب نفسه للوطن وللشعب.

ووضع جثمان الفقيد مسجى بالعلم الوطني بقصر الشعب في جو مهيب يطبعه الخشوع والإيمان بقضاء الله وقدره، حيث ترحم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على روح الفقيد وبدا متأثرا وهو يقرأ على روحه الفاتحة، بعد أن ألقى النظرة الأخيرة عليه وتقديم واجب العزاء إلى أفراد عائلته التي كانت متواجدة بعين المكان. وأكد عبد المجيد تبون أن "الجزائر فقدت أحد رجالاتها الأبطال الذي بقي إلى آخر لحظة وفيا لمساره الزاخر بالتضحيات الجسام"، معتبرا أن "وفاة الفريق ڤايد صالح تعتبر فاجعة أليمة قاسية بأن تودع الجزائر في هذا الوقت بالذات"، كاشفا في ذات السياق أن "رئيس الأركان صان الأمانة وحفظ الوديعة وأوفى بالعهد في فترة من أصعب الفترات التي اجتازتها البلاد".

وبعده ترحم مسؤولون سامون في الجيش على روح الفقيد الراحل الطاهرة، وعلى رأسهم اللواء سعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة، وكذا مدير الأمن الداخلي واسيني بوعزة الذي ألقى هو الآخر النظرة الأخيرة على جثمان الفقيد الفريق ڤايد صالح، كما ترحم على روحه كل من رئيس مجلس الأمة بالنيابة صالح ڤوجيل، ورئيس المجلس الشعبي الوطني سليمان شنين، والوزير الأول بالنيابة صبري بوقادوم، وكذا رئيس الدولة السابق عبد القادر بن صالح.

وبدورهم شارك أعضاء الحكومة، على غرار وزير العدل بلقاسم زغماتي، وزير التجارة سعيد جلاب، وزير العمل والضمان الاجتماعي تيجاني حسان هدام، وزير العلاقات مع البرلمان فتحي خويل، وزيرة البريد والتكنولوجيات والرقمنة إيمان هدى فرعون، وزيرة البيئة، فاطمة زرواطي، وزيرة التضامن وكذا وزيرة الصناعة، بالإضافة إلى سفراء مختلف الدول وشخصيات وطنية وممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر على روح الراحل ڤايد صالح.

  • مئات الحافلات نقلت آلاف المواطنين إلى العاصمة لحضور الجنازة

كما شارك الجزائريون هذه المراسم في جو مهيب غمرته دموع الحزن على فقدان زعيم وأسد من أسود المؤسسة العسكرية. وعبر العديد من المواطنين الذين احتشدوا أمام مبنى قصر الشعب حاملين صور الفقيد عن حزنهم وبالغ تأثرهم لرحيل هذا الرجل الذي "كرس حياته لخدمة الجيش الوطني الشعبي والأمة، وفي الحفاظ على وحدة الجزائر واستقرارها وأمنها، لاسيما في الأشهر الأخيرة التي عاشت فيها البلاد أزمة سياسية خطيرة".

 

  • موكب جنائزي مهيب للمرحوم ڤايد صالح نحو مقبرة العالية

وبعد إلقاء النظرة الأخيرة على فقيد الجزائر الفريق المجاهد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، انطلق الموكب الجنائزي للمرحوم من مقر قصر الشعب باتجاه مقبرة العالية بالجزائر العاصمة وسط حشد جماهيري كبير.

وتجمع جمع غفير من المواطنين نساء ورجالا وشبابا من مختلف الأعمار على جنبات الطرق عبر مختلف شوارع العاصمة التي مر بها الموكب الجنائزي، والحزن والتأثر باد على وجوههم، حيث كان بعضهم يردد شعارات "جيش شعب خاوة خاوة، ڤايد صالح مع الشهداء"، "ڤايد صالح بطل الأمة" تمجيدا لرجل "كرس حياته لخدمة الجيش الوطني الشعبي والأمة" و"عمل دون هوادة من أجل الحفاظ على وحدة الجزائر واستقرارها وأمنها".

ومرّ الموكب الجنائزي بعد خروجه من قصر الشعب بكل من ساحة أديس أبابا ثم نهج الاستقلال فساحة أول ماي ثم شارع جيش التحرير، حيث اصطفت على جنبات الشوارع جموع غفيرة من المواطنين من مختلف الأعمار حاملين الراية الوطنية لتوديع الفقيد.

وقد شهد الموكب الجنائزي صعوبات في التقدم عبر المسار المحدد له بفعل تدفق حشود الجزائريين والجزائريات بغية إلقاء النظرة الأخيرة على ابن الجزائر البار الذي رافقوه إلى غاية مقبرة العالية.

وعرفت شوارع العاصمة موكبا جنائزيا مهيبا لنقل الفريق ڤايد صالح إلى مربع الشهداء بالمقبرة. وكان جثمان الفقيد مسجى بالراية الوطنية على متن عربة عسكرية، وجاب الموكب الرسمي للمرحوم أنحاء مختلف شوارع العاصمة وسط حضور جمع قوي للمواطنين الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن.

بالمقابل، فضل الملايين من الجزائريين التجمع منذ الساعات الأولى من صباح أمس أمام الطريق المؤدي إلى مقبرة العالية، في انتظار وصول الموكب الجنائزي لنائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الفريق أحمد ڤايد صالح.

وقدم المواطنون من مختلف ربوع الوطن واصطفوا على جنبات المقبرة، في حضور أمني مكثف لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الراحل الفريق أحمد ڤايد صالح الذي وافته المنية صباح الإثنين الماضي.

من جانب آخر، حمل المواطنون المتجمعون أمام مقبرة العالية شعارات ذكروا فيها بمآثر الفقيد من بينها "رحم الله حامي الجزائر"، "حقن الدماء ووقفتك مع المظلومين ستكون شفاعة لك إلى يوم الدين"، "ڤايد صالح يا مغوار حميت الشعب صغار وكبار".

 

  • كبار الشخصيات وضباط سامون يؤدون صلاة الجنازة

وأدى كبار الشخصيات في الدولة من وزراء وضباط سامين وحشود غفيرة من المواطنين، صلاة الجنازة على المرحوم الفريق ڤايد صالح، كما حضر صلاة الجنازة كل من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون مع عائلة الراحل، ووزراء من الحكومة، وكذا إطارات وضباط سامين من وزارة الدفاع، بالإضافة إلى العشرات من المواطنين الذين تسللوا إلى المكان الذي جرت فيه مراسم الجنازة تحسبا لدفنه في مربع الشهداء.

 

من نفس القسم الحدث