الحدث

تبون يتسلم مقاليد الحكم ويقدم مؤشرات خارطة طريق حكمه للجزائريين

يؤدي اليمين الدستورية اليوم بحضور شخصيات وطنية ودولية

يؤدي صبيحة اليوم الرئيس المنتخب عبد المجيد تبون، اليمين الدستورية لولاية تدوم 5 سنوات، هذه المراسيم التي أشرفت رئاسة الجمهورية على التحضير لها لم تكن كما كان يحدث سابقا إذ خرجت عن التقاليد المنتهجة بداية من استبعاد نواب الغرفتين البرلمانيتين، وممثلي المجتمع المدني والجمعيات وباقي التنظيمات الجماهيرية إذ اقتصر التمثيل على كبار مسؤولي الدولة العسكريين والمدنيين والسلك الديبلوماسي المعتمد وشخصيات أخرى وطنية ودولية.

 

ومباشرة بعد تسلمه مقاليد الحكم من يد رئيس الدولة عبد القادر بن صالح الذي تقلد هذا المنصب في ظرف حساس عرفته بلادنا إثر الحراك الشعبي الذي عاشته الجزائر منذ 22 فيفري الماضي، يرتقب أن يتوجه رئيس الجمهورية المنتخب الخميس الماضي بخطاب للأمة يحمل خارطة طريق المرحلة القادمة التي وعد بها، والتي ترتكز على إحداث القطيعة مع الممارسات التي كانت في فترة حكم بوتفليقة، إضافة إلى مدّ يده لمختلف الأطراف التي يمكنها أن تساعد على إرساء برنامجه الانتخابي الذي أوصله لسدّة الحكم، وهو الخطاب الذي سيتابعه الرأي العام بكثير من الاهتمام، ومباشرة بعد ذلك تتوقع أطراف أن يتوجه الرئيس إلى مقام الشهيد بأعلى العاصمة أين سيقف دقيقة صمت على أرواح شهداء ثورتها المباركة ثم يتوجه لمبنى رئاسة الجمهورية أين سيباشر مهامه بصفة رسمية تبدأ هذه المهام باستقبال الوزير الأول نور الدين بدوي الذي سيقدم استقالة الحكومة كما هو العرف، وتتوقع مصادر عدّة أن يقبل تبون استقالة الأخيرة على أن يباشر مشاورات لتعيين خليفتها في قادم الساعات وذلك بعد مشاورات قد تجمعه مع الكثير من الأطراف بما فيها تلك التي كانت تتنافس معه على منصب رئاسة الجمهورية رغم أن الكثير من المراقبين يتوقعون أن تكون حكومة تكنوقراطية لا حزبية لتسيير المرحلة الراهنة.

وبحسب الدستور يؤدي الرئيس المنتخب شعبيا في انتخابات 12 ديسمبر الجاري اليمين الدستورية أمام الشعب بحضور جميع الهيئات العليا في الأمة ويباشر مهمته كرئيس للجمهورية بمكتبه بقصر المرادية فور أدائه اليمين وفقا للمادة 89 من الدستور على" يؤدي رئيس الجمهورية اليمين أمام الشعب بحضور جميع الهيئات العليا في الأمة خلال الأسبوع الموالي لانتخابه، ويباشر مهمته فور أدائه اليمين".

وفي ذات السياق يتسلم الرئيس المنتخب عبد المجيد تبون السلطة وكامل صلاحياته حيث يتعهد خلال أداء اليمين بأن "يحترم البلاد ويحافظ على استقلالها وسلامة أراضيها وشعبها طيلة عهدته الانتخابية المقدرة بـ 05 سنوات كاملة" .

ويأتي هذا القرار بعدما أعلن المجلس الدستوري عن النتائج النهائية الرسمية بعدما شرع في وقت سابق استلام النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية من السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات وذلك طبقا للآجال الدستورية في ظل عدم تلقيه لأي طعن من قبل المترشحين الأربعة الآخرين لهذه الرئاسيات.

وقد حصل تبون على 58.13 بالمائة من الأصوات المعبر عنها، فيما بلغت نسبة المشاركة الإجمالية 39.88 بالمائة وجاءت أرقام المجلس الدستوري النهائية متقاربة مع تلك التي أعلنتها سلطة الانتخابات والتي أكد من خلالها رئيس المجلس الدستوري في وقت سابق أن "عبد المجيد تبون أصبح رسميا رئيسا للجمهورية بعد حصوله على الأغلبية المطلقة للأصوات كما ينص الدستور ويزاول مهامه فور آدائه اليمين الدستورية".

وكان الرئيس المنتخب عبد المجيد تبون قد أكد في أول تصريح له عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية أن "أصعب مهمة تنتظره هي تشكيل الحكومة الجديدة"، مؤكدا أن "الشعب الجزائري سيتفاجأ بوزراء شباب جدد من كلا الجنسين".

ويخلف تبون الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي دفعته الحركة الاحتجاجية إلى الاستقالة في 2 أفريل الماضي بعد أن قضى 20 سنة في الحكم والتي تولى بموجبها فيما بعد عبد القادر بن صالح الرئاسة المؤقتة وفقا للدستور.

 

من نفس القسم الحدث