الحدث

سوء توزيع محطات البنزين عبر الوطن بسبب غياب مخطط تنظيمي

في حين يؤكد المتدخلون في القطاع وجود عزوف عن الاستثمار في المجال بسبب تراجع هامش الربح

تعرف محطات البنزين سوء توزيع في العديد من مناطق الوطن. ففي وقت توجد بلديات بها 4 و5 محطات بنزين، هناك بلديات أخرى وقرى نائية في عدد من ولايات الوطن لا تحوي على محطة واحدة لتوزيع الوقود، وهو ما بات يكبد أصحاب السيارات عناء التنقل لمسافات بعيدة من أجل ملء خزاناتهم بالوقود، في حين يتحدث المتعاملون في هذا المجال عن تراجع الإقبال على الاستثمار في محطات البنزين بسبب غياب المردودية وانخفاض هامش الربح لأصحاب هذه المحطات.

يعترف المهنيون والمستثمرون في مجال توزيع الوقود بالجزائر بوجود غياب تام لمخطط تنظيمي لمحطات الوقود التي تتوزع بشكل عشوائي وفوضوي، حيث هناك مناطق نائية لا توجد فيها أي محطة بنزين، وسكانها يقطعون عشرات الكيلومترات لملء الوقود، وذلك راجع إلى المنح العشوائي للاعتمادات دون الرجوع إلى المخطط التنظيمي، وهناك مناطق تحتاج لعشر محطات فقط، لكننا نجد فيها 50 محطة، بينما توجد مناطق أخرى تحتاج لعشرين محطة ولا نجد فيها إلا محطة واحدة.

وزيادة على ذلك، فلم يتم إلى يومنا هذا تحديد المسافة بين محطة وأخرى، مثلما هو معمول به في المقاييس العالمية، ففي بعض المناطق هناك محطات بنزين لا يفصل بينها سوى مسافة أمتار، وهو ما يستدعي وضع مخطط تنظيمي يستجيب لارتفاع الحظيرة الوطنية من السيارات في السنوات الأخيرة، ويحمي المستثمر ويوفر للمواطن احتياجاته من الوقود.

من جانب آخر، يطرح المتدخلون في هذا المجال مشكل العزوف التام للمستثمرين عن فتح محطات وقود جديدة بسبب ضعف هامش الربح المحدد من طرف الدولة من جهة، وزيادة التكاليف وأعباء المحطات من جهة أخرى، خاصة تكاليف شراء التجهيزات وقطع الغيار مثل المضخات وأنابيب الضخ والصمامات، والمحركات والبطاقات المغناطيسية، وخزانات الوقود التي توضع تحت الأرض، بالإضافة إلى تكاليف الصيانة الخاصة بالمحطة، فقد تضاعفت أسعار هذه التجهيزات بعشرات المرات، في حين لم يتغيّر هامش الربح ولا حتى مرة واحدة، وهو ما جعل أصحاب رؤوس الأموال يعزفون عن الاستثمار في المجال، ما عقد حالة الفوضى التي تعرفها عملية توزيع محطات الوقود أكثر.

للإشارة، فإن أكبر شبكة لتوزيع الوقود في الجزائر تتكون من محطات المستثمرين الخواص، حيث يقدر عدد محطات الوقود التابعة للخواص بـ 1500 محطة ملك للمستثمرين الجزائريين الخواص، دون احتساب المحطات الصغيرة المنتشرة في المناطق النائية والمعزولة، والقرى والمداشر، وهي تمثل 70 بالمائة من شبكة توزيع الوقود على المستوى الوطني.

وتوظف محطات الوقود التابعة للخواص حوالي 30 ألف عامل، بمعدل يتراوح بين 20 إلى 40 عاملا في كل محطة، وذلك حسب حاجة المحطة والمرافق المتوفرة فيها، بينما تملك نفطال 300 محطة تابعة لها ومسيّرة من قبلها، و300 محطة تابعة لها ومسيرة من قبل الخواص، ما يعني أنه يوجد على المستوى الوطني ما مجموعه 2000 محطة بنزين، وهو عدد لا يغطي الطلب ولا يكفي للاستجابة لحجم الحظيرة الوطنية للسيارات.

 

من نفس القسم الحدث