الحدث

الأحزاب السياسية تتأهب لضبط أجنداتها المستقبلية

بالموازاة مع الحوار الذي دعا إليه الرئيس المنتخب وإمكانية مشاركتها في الحكومة الجديدة

تتأهب أغلب المؤسسات الرسمية للأحزاب السياسية، في الأيام القادمة، للاجتماع من أجل دراسة خارطة الطريق الجديدة، بعد عرض الرئيس المنتخب، عبد المجيد تبون، لأهم أجنداته المستقبلية. وسيتقرر كذلك خلال هذه الاجتماعات المغلقة إن كانت الأحزاب السياسية ستشارك في الحوار الذي دعا إليه الرئيس أم لا، وإن كانت كذلك ستشارك في الحكومة الجديدة التي سيتم تنصيبها في قادم الأيام. وحول الموضوع، يرى المحلل السياسي عامر رخيلة أنه من الممكن أن يتوجه الرئيس إلى تكوين حكومة تكنوقراطية، مستبعدا في ذات الصدد أن تكون الأحزاب السياسية جزءا منها.

 

يبدو أن نشاط الأحزاب السياسية سيعود من جديد إلى الواجهة بعد ركود دام لأشهر، بعد انتخاب الرئيس الجديد، عبد المجيد تبون، وعرضه لأهم أجنداته التي يعول على تطبيقها بعد مباشرة صلاحياته كرئيس للجمهورية. وفي اتصال ليومية "الرائد" مع العديد من التشكيلات السياسية، أكدت أن مؤسساتها الرسمية ستجتمع في الأيام المقبلة من أجل التباحث حول كيفية التعامل مع أجندات الرئيس، بالإضافة إلى أخذ قرار حول المشاركة في الحوار أو الحكومة الجديدة.

وعن الموضوع، قال رئيس مجلس شورى جبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، إن الحديث عن المشاركة في الحوار أو الحكومة أمر سابق لأوانه، مشيرا أن مؤسسات الجبهة الرئيسية لم تجتمع بعد، وستأخذ قراراتها بشأن المرحلة القادمة وتحدد أجنداتها المستقبلية في قادم الأيام.

ويذكر أن جبهة العدالة والتنمية أصدرت بيانا تدعو فيه إلى تنظيم حوار سيد وشامل حول الإصلاحات اللازمة والشروط المختلفة التي تحمي إرادة الشعب وتصونها، وتحفظ له حقه في السلطة والثروة والحرية والعدالة.

من جهة أخرى، رفض رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان، الإفصاح عن الأجندات المستقبلية لتشكيلته السياسية، غير أنه أكد إجراء ندوة صحفية بحر هذا الأسبوع، يفصح فيها عن رؤية الحزب المستقبلية وإن كانوا سيشاركون في الحوار الذي دعا إليه الرئيس أو الحكومة الجديدة.

حركة البناء هي الأخرى كان لها نفس الموقف، بحيث أكد نائب رئيس الحركة أن مؤسسات الحركة ستجتمع قريبا لدراسة مختلف الملفات وأهم المستجدات، ومن أبرزها أخذ قرار حول اشتراكهم في الحوار الذي دعا إليه الرئيس، وكذلك إمكانية اشتراكهم في الحكومة المقبلة التي سيتم تنصيبها في قادم الأيام بعد مباشرة الرئيس لصلاحياته.

ويذكر أن رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن ڤرينة، طلب إعفاءه من رئاسة الحركة بعد هزيمته في رئاسيات 12 ديسمبر، غير أن مؤسسات الحزب لم تتخذ أي قرار بشأنه.

وحول الموضوع، يرى الدكتور والمحلل السياسي، عامر رخيلة، في تصريحات لـ"الرائد"، أنه بما أن الرئيس ترشح بشكل حر، والدستور الجزائري غير واضح في مسألة تولي منصب الوزير الأول أو تشكيلة الحكومة بالنسبة للأغلبية للبرلمانية، ويقابل ذلك إعلان عبد المجيد تبون قطع الصلة مع جبهة التحرير الوطني، وبرنامجه لا يزال يحتاج إلى ثقافة اجتماعية، فإنه من الممكن أن يتوجه الرئيس إلى تشكيل حكومة تكنوقراطية، من خلال تعيين كفاءات في جميع الحقائب الوزارية.

وفي محور إجابته عن سؤال يتعلق بوجود إمكانية لمشاركة الأحزاب التي كانت رافضة أو متحفظة على رئاسيات 12 ديسمبر، يقول رخيلة إن الرئيس قام بحملة انتخابية وله قراءة عما يجري في الساحة السياسية، مستبعدا أن يعتمد الرئيس على الأحزاب السياسية المتواجدة في الساحة لتشكيل الحكومة الجديدة، مضيفا أن الأحزاب السياسية تصحرت منها الساحة منذ أشهر عديدة ولم يكن لها أي نشاط حتى بالنسبة للجمعيات والمنظمات التي كانت تملأ الساحة ضجيجا وعويلا، فإن المراقب لما يجري يرى وجود مؤشرات تدل على انسحابها.

 

 

من نفس القسم الحدث