الحدث

خبراء: هذا ما ينتظر الرئيس والتغيير ظهر في خطابه الأول

اعتبروا قراره المتعلق بمحاورة الحراكيين بادرة إيجابية وطرحا عقلانيا

يرى محللون سياسيون واقتصاديون أن ما حمله خطاب الرئيس المنتخب، عبد المجيد تبون، للجزائريين بعد افتكاكه منصب رجل الدولة الأول، إثر استحقاقات الخميس الماضي، يعتبر بادرة إيجابية وانطلاقة جيدة من أجل التغيير، خاصة ما تعلق بمد يده للحراكيين من أجل الحوار دون أية شروط، وإعادة النظر في ملف معتقلي الحراك، وهو ما يعتبر عربونا وعنوان ثقة وطرحا عقلانيا من شأنه بعث الطمأنينة في المجتمع الجزائري وفي أوساط المحتجين، كما قدم المعنيون اقتراحات عديدة في الشق السياسي والاقتصادي، وما يفترض أن يبدأ الرئيس الجديد للبلاد في تطبيقه خلال الشروع في ممارسة مهامه بعد أداء اليمين الدستورية مطلع الأسبوع القادم.

 

·     أعراج: الكفاءات الشبانية ستعطي دفعا قويا لكل القطاعات في الدولة

قال المحلل السياسي سليمان أعراج، في تصريحات لـ"الرائد"، معلقا على ما جاء في أول ندوة صحفية للرئيس المنتخب، عبد المجيد تبون، إن نجاح الانتخابات الجزائرية، هو تتويج لمطالب الإرادة الشعبية بصناعة التغيير نحو الأفضل ونحو جزائر جديدة، مشيرا إلى أن ما أكده رئيس الجمهورية في أول خرجة له بعد فوزه بالرئاسيات، عندما قال "يدي ممدودة للحراك"، يعتبر عربونا وعنوان ثقة وطرحا عقلانيا من شأنه بعث الطمأنينة في المجتمع الجزائري وفي أوساط المحتجين.

مضيفا في ذات السياق، قائلا إنه يبقى الرهان على الآليات الكفيلة بترجمة هذه الثقة، ويتجسد هذا بحسب ما أكده الرئيس من خلال محاور كبرى سيعمل على إرسائها بدءا بتعديل الدستور، والانطلاق بحكومة شبابية، والتأكيد أيضا على الملف الاقتصادي ورهاناته، كما سيعمل أيضا على امتصاص الغضب الموجود في الشارع، لأن إعادة التوازن الاقتصادي من خلال بناء علاقة قوية بين رجال أعمال شرفاء ومؤسسات الدولة والسوق الجزائرية، إضافة إلى الشريك الأجنبي، ستكون كلها عناصر مكونة للمشهد الاقتصادي مستقبلا.

وفي تعليقه على ما طرحه الرئيس عبد المجيد تبون في ندوته بخصوص وجود وزراء في حكومته يتراوح سنهم ما بين 26 و27 سنة، يقول أعراج إن هذا الأمر وارد وعقلاني، لأن الجزائر فيها إطارات وكفاءات شابة يمكنها أن تعطي دفعا قويا لكل القطاعات في الدولة سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية.

وتوقع ذات المصدر أن يشرع رئيس الجمهورية في تطبيق التزاماته بحسب الأولوية، مشيرا أنه سيقوم بمباشرة صلاحياته في أقرب الآجال بعد أدائه اليمين الدستورية، كما قال إن هناك ملفات استعجالية وملفات أخرى تحتاج لإعادة ترتيبها من أجل ضمان معالجتها بشكل فعال وقوي، مضيفا أنه يرى أن وتيرة عمل الرئيس ستكون بالفعالية التي تتطلبها حساسية الظرف الحالية وتطلعات المواطنين الجزائريين.

 

·     ڨرد: تبون كان صريحا فيما تعلق برفضه اختلاط المال بالسياسة

ومن جهة أخرى، يرى الناشط السياسي والحقوقي، فاتح ڨرد، أن الندوة الأولى لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون حملت العديد من النقاط الإيجابية، أبرزها كانت من خلال مد يده للحراك الشعبي ودعوته للحوار دون أي شروط، إضافة إلى استعداده للنظر في قضية مسجوني الحراك، وهو ما يتعبر خطوة إيجابية من أجل تهدئة الأوضاع. وفي سياق ذي صلة، يقول المتحدث إن الرئيس أظهر من خلال هذه الندوة أنه يريد أن تكون الديبلوماسية الجزائرية كقوة حقيقية من خلال جوابه حول تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وعن الأولويات التي ذكرها عبد المجيد تبون في ندوته، يقول المتحدث إنه لا يمكن الحكم عليها حاليا إلا بعد تطبيقها، مشيرا أن مشروع الدستور الذي يعده تبون وسيعرضه على الشعب للاستفتاء، في حالة كان يتضمن المزيد من الحريات والمزيد من الحقوق للمواطنين ويوضح حدود السلطات التي تعتبر متداخلة بشكل كبير في الدستور الحالي، وتقوية السلطة التشريعية من خلال منحها الاستقلالية الكاملة، بحيث تكون سلطة رقابة حقيقة، وتحرير العدالة وجعلها مستقلة، وكل هذا يعتبر أمرا إيجابيا وسيلقى الإجماع من طرف الشعب.

وبخصوص تعديل قانون الانتخابات الذي تم التطرق إليه في الندوة من طرف الرئيس، يقول ذات المصدر إن تبون كان صريحا فيما تعلق برفضه اختلاط المال بالسياسة، وهو ما تسبب في إقصائه من الوزارة الأولى سابقا، مشيرا أن هذا الأمر يحتاج لإجراءات رادعة في قانون الأحزاب وفي القانون العضوي للانتخابات من خلال إبعاد المال عن العملية الانتخابية.

 وفي سياق متصل، يقول فاتح ڨرد، إنه يجب إعادة النظر في نظام الترشيحات، لأنه حاليا الحزب السياسي هو من يرتب القائمة الانتخابية، ما يفتح المجال لدخول المال في السياسة، مقترحا جعل القائمة الانتخابية مفتوحة، غير مرتبة ويقع على الناخب ترتيبها في صندوق الاقتراع.

 

·     هارون: إعادة الاعتبار للشباب والجامعة ستعطي دفعا للاقتصاد الجزائري

وعلى صعيد آخر، قال المحلل الاقتصادي الدكتور عمر هارون إن ما جاء في ندوة عبد المجيد تبون كان أغلبه متعلقا بالتهدئة وإعادة الثقة للمواطنين في السلطة. وعما تعلق بالجانب الاقتصادي، يقول هارون إنه تكلم عن نقطة أساسية وهي تعهده باسترجاع الأموال المنهوبة من قبل العصابة، مشيرا أن هذا الأمر يتمناه كل الجزائريين لأن الأموال تعتبر من حقهم ويريدون استرجاعها.

وأوضح المتحدث أن خطاب الرئيس حمل بوادر إيجابية وهي تعهده أيضا بإعادة الاعتبار للشباب وللجامعة الجزائرية، وهذا يعني أن أغلب القرارات التي ستصدر مستقبلا في مختلف القطاعات ستكون من طرف نخبة من المجتمع.

وعما يجب تحقيقه في القطاع الاقتصادي، يقترح الدكتور عمر هارون البدء بإصلاحات عميقة في جانب التمويل، لأن المنظومة البنكية الحالية مهترئة بشكل كبير، إضافة إلى إعادة إدماج السوق السوداء التي تبلغ قيمتها حوالي 50 مليار دولار في السوق الوطنية، كما يقترح المتحدث بعث الديبلوماسية الاقتصادية من أجل التعريف بالمنتوجات الوطنية والاستثمارية الموجودة في الجزائر، وهذا سيعطي الجزائر القدرة على استقطاب حجم كبير من الاستثمارات الأجنبية.

كما يقترح أيضا إعادة النظر في طريقة منح القروض وفي قوانين الاستثمار الموجودة الآن في الجزائر، خاصة الأدوات الاستثمارية المتعلقة بلونساج وكناك ولونجام، واستحداث آليات تكوين للشباب في المجال المقاولاتي من أجل الدخول في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

 

من نفس القسم الحدث