الحدث

واقع أسود يعيشه الجزائريون بقطاع النقل خلال فصل الشتاء

معاناة المسافرين تتضاعف، الناقلون يتنصلون من المسؤولية والوزارة الوصية تتفرج

لا وسائل نقل بالمدن الكبرى بعد السادسة مساء

70 بالمائة من حافلات نقل المسافرين لا تصلح للسير خلال هذا الفصل

بوشريط لـ "الرائد": قطاع النقل يزداد تدهورا بسبب الفوضى وسوء التسيير

تزداد معاناة الجزائريين خلال فصل الشتاء أضعافا مضاعفة مع وسائل النقل، سواء العمومية أو حتى الخاصة. فبالإضافة إلى مشكل اهتراء الحافلات وكون أكثر من 60 بالمائة منها لا تصلح للسير خلال هذا الفصل، تعاني محطات النقل هي الأخرى وضعية مزرية بسبب غياب التهيئة، في حين يطرح مشكل آخر يتعلق بنقص وانعدام حافلات النقل الجامعي وتحديدا بعد السادسة مساء، سواء تعلق الأمر بالمدن الكبيرة أو المناطق النائية على حد سواء، ناهيك عن التأخيرات والحوادث التي باتت تتسبب فيها وسائل النقل هذه، والتي تكثر في فصل الشتاء تحديدا، وهو ما يجعل الجزائريين يعيشون واقعا أسود، فيما تبقى الوزارة الوصية في موقف المتفرج.

لا يزال الجزائريون تحت رحمة قطاع نقل يعيش الفوضى والتخلف، حيث تزداد معناة المسافرين مع وسائل النقل خلال فصل الشتاء تحديدا، خاصة عند تسجيل التقلبات الجوية، وهو ما يجعل تنقلات المواطنين، خاصة العمال والطلبة، تتحول إلى رحلة في الجحيم بسبب رداءة الخدمات ونقص وسائل النقل العمومية واهتراء الحظيرة الوطنية للحافلات، وكذا وضعية محطات النقل المزرية، وهي مشاكل يؤكد ممثلو الناقلين تتحمل مسؤوليتها الوزارة الوصية التي تبقى في موقف المتفرج إزاء دعوات ونداءات متكررة يطلقها الناقلون من أجل مساعدتهم ودعمهم لتحسين الخدمات وتجديد حافلاتهم.

لا وسائل نقل بالمدن الكبرى بعد السادسة مساء

ويشتكي العديد من الجزائريين بالمدن الكبرى، منها العاصمة، خلال فصل الشتاء تحديدا من نقص وسائل النقل بأصنافها بعد الساعة السادسة مساء، فبمجرد بدء حلول الظلام يصبح إيجاد حافلة نقل مهمة شبه مستحيلة، فرغم أن هذا التوقيت يبدو مبكرا في باقي الفصول، غير أن الأمر يختلف في فصل الشتاء الذي تتقلص فيه ساعات النهار ويبدأ حلول الظلام عند الساعة الخامسة والنصف تقريبا، وهو توقيت بدء مغادرة أصحاب حافلات النقل تاركين المواطنين في رحلة شاقة في البحث عن وسيلة نقل. ورغم أن الحافلات التابعة لمؤسسة إيتوزا تمكنت من تغطية هذا النقص في العديد من البلديات، إلا أن هناك بلديات أخرى معروفة بكثافتها السكانية الكبيرة تبقى تعيش نفس المشكل وتتكرر بها نفس صورة الاكتظاظ وساعات الانتظار في محطات نقل المسافرين، حيث يضطر المواطنون لمواجهة أزمة نقل حادة بعد السادسة مساء، في حين يبرر صحاب الحافلات هذا الوضع باهتراء الطرق وضعف الإنارة بها، ما يضطرهم إلى التوقف عن العمل باكرا تفاديا لأي مكروه قد يلحق بهم وبحافلاتهم.

70 بالمائة من حافلات نقل المسافرين لا تصلح للسير في فصل الشتاء

من جانب آخر، يعد مشكل اهتراء أكثر من 70 بالمائة من الحافلات الخاصة وحتى العمومية التي تضمن النقل عبر ولايات الوطن من بين أكثر المشاكل التي تطفو إلى السطح خلال فصل الشتاء، حيث يصبح سير هذه المركبات المهترئة شبه مستحيل بسبب رداءة الأحوال الجوية، وهناك مسافرون عبر بعض الخطوط التي تعرف سيطرة من أصحاب الحافلات المهترئة من يضطرون لفتح مطارياتهم داخل الحافلات كونها تسرب مياه الأمطار، وهو وضع كارثي، في حين يشير المختصون أنه حتى بعض الحافلات الجديدة لا تمتلك ضوابط عالمية تجعلها صالحة للسير في فترة الشتاء بالجزائر، فرغم أنها حديثة الصنع، إلا أنها قد تعرض المسافرين للخطر خلال أيام سوء الأحوال الجوية التي يصاحبها تساقط للثلوج والأمطار وانتشار للضباب والصقيع عبر الطرقات الوطنية، بسبب عدم مطابقتها للمعايير، وهو ما يجعلها خطرا على ركابها.

محطات مهترئة تفتقد لأدنى المعايير والتجهيزات

هذا ويعد اهتراء محطات نقل المسافرين مشكلا آخر يزيد من تعميق أزمة النقل في فصل الشتاء، حيث تعرف أغلب محطات النقل سواء الكبرى وما بين البلديات تدهورا كبيرا في طرقاتها وأرصفتها، وتتحول كل المسالك المؤدية إليها إلى برك من المياه، ما يصعب على المارة الراجلين والمركبات التنقل إلى داخل المحطات، في حين تخلو هذه الأخيرة من الكراسي والواقيات التي تحمي المسافرين من الحرارة في فصل الصيف والأمطار في فصل الشتاء، بينما هناك محطات لا تزال عبارة عن نقطة توقف بالطرقات السريعة دون وجود أي إشارة أو دليل يشير أن هذه النقطة هي محطة لنقل المسافرين او توقف الحافلات، وهو ما يجعل المواطنين يخاطرون بحياتهم بالوقوف في هذه المحطات.

بوشريط: واقع النقل يزداد تدهورا بسبب الفوضى وسوء التسيير

وفي رده على جملة هذه المشاكل الموجودة على مدار السنة وتزداد حدتها خلال فصل الشتاء تحديدا، اعترف، أمس، رئيس فيدرالية الناقلين الخواص، عبد القادر بوشريط، أن واقع قطاع النقل يزداد تدهورا من سنة لأخرى، مشيرا أن مسؤولية تطوير هذا القطاع وتحسين الخدمات تقع على عاتق الوزارة الوصية التي ترفض أي مبادرات من أجل تحسين الخدمات، مشيرا أن الناقل سواء خاصا أو مؤسسة عمومية لا يمكنه لوحده النهوض بخدمات النقل في ظل الفوضى وسوء التسيير واللامبالاة التي تطبع القطاع، معتبرا أن العديد من المشاكل لا يتحمل مسؤوليتها الناقل، بل هو أصلا يعاني منها على غرار اهتراء محطات النقل والطرقات وغياب الإنارة العمومية بها، بالإضافة إلى قدم الحظيرة الوطنية للنقل، حيث قال بوشريط في هذا السياق إن فدراليته طالبت وراسلت الوزارة أكثر من مرة من أجل مساعدة ودعم الناقلين لتجديد حافلاتهم، غير أنها لم تتلقى أي رد. أما فيما يتعلق بندرة وسائل النقل بعد السادسة مساء حتى بالمدن الكبرى خلال فصل الشتاء، قال بوشريط إن مديرية النقل هي من يفترض أن تشرف على تنظيم مخطط وتحدده بالتوقيت اللازم لكل من النقل الحضري وبين البلديات. ولأن قانون النقل في مثل هذه الحالة، يضيف بوشريط، لم يحدد الفترة التي يعمل بها صاحب الحافلة سوى للذين يملكون بطاقات التوقيت بين البلديات، يبقى الإشكال مطروحا والسير لدى النقل الحضري بشكل اختياري، مذكرا بالمقترح الذي عرض على الوزارة الوصية بضرورة العمل بفوجين في النقل الحضري للتقليل من الاكتظاظ بالطرقات وحتى لتنظيم القطاع، حيث يعمل الفوج الأول من 6 صباحا إلى غاية الثانية، ثم يأتي الفوج الثاني للعمل من الثانية زوالا إلى غاية الثامنة أو التاسعة ليلا أو أكثر، غير أنه لا حياة لمن تنادي، يقول بوشريط.

من نفس القسم الحدث