الحدث

غضب شعبي بسبب المصادقة على قانون المحروقات وتخوين لنواب الشعب

خلال مسيرات الجمعة 39 من الحراك الشعبي

نريد خطابا منطقيا خلال الحملة الانتخابية ولا للغة الخشب والوعود الكاذبة

واصل الجزائريون، أمس، حراكهم الشعبي الذي بلغ هذا الأسبوع جمعته الـ 39، حيث خرج المتظاهرون أمس لتأكيد مطالبهم منها ضمان نزاهة وشفافية الانتخابات، غير أن الموضوع الأبرز أمس كان المصادقة على قانون المحروقات من طرف نواب المجلس الشعبي الوطني، والذي فجر غضب الحراكيين الذين خونوا نواب الشعب، معتبرين أن تمرير هذا القانون في هذا التوقيت بالذات لا يصب في مصلحة الجزائر.

لم تمنع الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على العاصمة أمس وانخفاض درجات الحرارة، المتظاهرين من النزول إلى الشارع في جمعة الحراك الـ 39، حيث اعتبر كثير من الحراكيين أن الشارع بقي الخيار الوحيد لحماية وضمان المطالب الشعبية التي يبقى جزء منها غير محقق. ورغم أن الأعداد تراجعت مقارنة بالأسابيع الماضية إلا أن مئات المواطنين بالعاصمة توافدوا عبر الشوارع والساحات للتعبير عن إصرارهم على تنفيذ مطالبهم الشعبية.

وبدأ تجمع المتظاهرين منذ حوالي الساعة العاشرة صباحا في شارع ديدوش ليكتمل نصاب المسيرات بعد الانتهاء من صلاة الجمعة وخروج المتظاهرين من مسجد الرحمة، وكذلك وصول المتظاهرين من أعالي ديدوش مراد إلى ساحة أودان ومنها إلى شارع عبد الكريم الخطابي.

مطالب بحل البرلمان بسبب تمرير قانون المحروقات

وسادت خلال المسيرات أمس أجواء غاضبة بسبب مصادقة المجلس الشعبي الوطني بالأغلبية على قانون المحروقات، رغم ما صنعه من جدل بين الجزائريين في الفترة الأخيرة ورفض الحراكيين لهذا القانون والخروج لأكثر من ثلاثة أسابيع للتنديد به، ومحاولة تمريره في هذا التوقيت بالذات. واعتبر متظاهرون أن تجاهل المطلب الشعبي بتأجيل مناقشة هذا المشروع على الأقل في الفترة الحالية هو خيانة للشعب والوطن، مطالبين بحل البرلمان الذي بات لا يمثل صوت الشعب ولا يزال يعمل بمعزل عن المطالب الشعبية، خاصة وأن التصويت كان بالإجماع. وواصل الجزائريون أمس رفع الشعارات التي سبق وأن رفعوها في مسيرات سابقة منها "الجزائر ليست للبيع" و"حافظوا على حق الأجيال المقبلة" و"يسقط البرلمان".

نريد خطابا منطقيا خلال الحملة الانتخابية ولا للغة الخشب والوعود الكاذبة

من جانب آخر، استمر في أوساط المسيرات الشعبية أمس النقاش حول المرشحين لرئاسيات الـ 12 من ديسمبر المقبل عشية بدء الحملة الانتخابية لهذا السباق الرئاسي، حيث عبر الحراكيون عن عدم اقتناعهم بالوعود والتصريحات التي أطلقها هؤلاء المترشحون طيلة الأسبوع الماضي، معتبرين أن الوجوه المرشحة للرئاسيات المقبلة هي وجوه نظام سابق وما يحاولون ترويجه من وعود هو مجرد إعادة إنتاج للنظام السابق، مؤكدين أن القطيعة التي طالب بها الجزائريون منذ 22 فيفري الماضي تاريخ بداية الحراك الشعبي لا تكون بالمزايدات ولا بلغة الخشب والوعود التي يعرف الشعب الجزائري أنه من المستحيل تحقيقها، داعين لتبني خطاب منطقي خلال هذه الحملة الانتخابية لأن الشعب بات واعيا. كما دعا المتظاهرون أمس لضمان نزاهة وشفافية الانتخابات وإنجاح هذا الموعد.

دعم لاستقلالية العدالة ودعوة إطلاق مسجوني الرأي تتجدد

هذا وجدد الجزائريون مرة أخرى مطالبهم القديمة منها تطبيق المادتين 7 و8، حيث أكدوا أنه انطلاقا من أن الشعب هو مصدر السلطة وحاميها طبقا للمواد 7 ـ 8 من الدستور، ينتخب من يشاء ويعزل من يشاء، وأن إرادة الشعوب تعلو ولا يعلا عليها، مؤكدين أن الشعب الجزائري مازال في منتصف الطريق ويجب أن يشمر على سواعده وينظم نفسه لتحقيق مكاسب أخرى والذهاب إلى مرحلة أخرى تكون مبنية على المطالب الشعبية التي تجمع الجزائريين، تحت شعار "التتويج الحقيقي للشعب الجزائري"، كما جدد المتظاهرون دعمهم لاستقلالية العدالة، فيما طالب آخرون بإطلاق سراح الموقوفين في إطار الحراك الشعبي، خاصة المجاهد لخضر بورڤعة الذي رفعت صوره مرة أخرى في مسيرات أمس، في حين ندد بعض المتظاهرين بالأحكام التي أصدرت منتصف الأسبوع ضد رافعي الراية الأمازيغية في التظاهرات.

من نفس القسم الحدث