الحدث

الجزائريون يحبسون أنفاسهم مع بدء أولى التقلبات الجوية العنيفة!

بسبب ارتباط فصل الشتاء لديهم بالكوارث والأزمات

انقطاعات في الكهرباء وندرة في غاز البوتان

كوارث على جيوب الزوالية والأسعار تلتهب بالأسواق

العزلة تتربص بسكان المناطق النائية

يحبس أغلب الجزائريين أنفاسهم مع بدء موسم البرد وأولى التقلبات الجوية العنيفة وتساقط الثلوج، حيث يرتبط فصل الشتاء عند معظم المواطنين بموسم الكوارث، سواء تعلق الأمر بالكوارث الطبيعية التي تتسبب فيها الأمطار والثلوج وكذا حوادث الاختناقات بالغاز التي ترتفع إلى مستويات كارثية خلال هذا الفصل، أو الكوارث على "الجيوب" بسبب أزمات الغلاء والندرة في سيناريو يتكرر كل سنة.

يعد فصل الشتاء بالنسبة للجزائريين مرادفا للأزمات والكوارث، وهو ما جعل أغلب المواطنين يحبسون أنفاسهم مع بدء أولى التقلبات الجوية العنيفة وتساقط الثلوج، والتي تسببت أساسا في كوارث عبر أغلب ولايات الوطن وانقطاع لعدد من الطرقات الولائية والوطنية، وكذا سيول وانزلاقات تربة وانهيارات صخرية أدت إلى تسجيل ضحايا. وبسبب انخفاض درجات الحرارة إلى مستويات دنيا، تم تسجيل عشرات الحوادث لاختناقات الغاز مع وقوع ضحايا. وبغض النظر عن الكوارث الطبيعية، فإن فصل الشتاء يعرف أيضا تسجيل كوارث على جيوب المواطنين بسبب أزمات ندرة وغلاء دائما ما يعرفها موسم الشتاء. ففصل الشتاء يعد أكثر الفصول غلاء حيث تعرف فيه كل المنتجات ارتفاعا صاروخيا بسبب التقلبات الجوية وتحجج التجار كل مرة بهذه الأخيرة لرفع الأسعار.

قطع الطرقات، السيول وانجرافات التربة مشاهد ثابتة كل فصل شتاء

ونحن على أبواب فصل الشتاء تتكرر مشاهد سقوط قتلى وتشريد المئات من العائلات، وقطع عشرات الطرق الرئيسية وجرف الجسور بسبب سيول الأمطار والثلوج، حيث تصنف خارطة المخاطر الكبرى 12 ولاية في خانة خطر "مرتفع جدا" فيما يتعلق بإمكانية حدوث فيضانات، بينها الجزائر العاصمة، بومرداس، المسلية، الجلفة، تيزي وزو، سكيكدة، باتنة، تيارت، غرداية برج بوعريريج، عين الدفلى، و14 ولاية أقل خطرا أي "مرتفع"، على غرار البويرة، بجاية، البليدة، تيبازة، المدية، إلى جانب تصنيف 11 ولاية في خانة خطر "متوسط"، كما أن المناطق الشرقية أكثر تعرضا لخطر الفيضانات بنسبة 75 بالمائة، و50 بالمائة بالنسبة للمناطق الوسطى، 30 بالمائة بالنسبة للمناطق الغربية وأخيرا 15 بالمائة للمناطق الجنوبية وأقصى جنوب البلاد، وهو ما يجعل فصل الشتاء مخيفا بالنسبة للجزائريين الذين يبدون قلقا كبيرا من هذا الفصل، خاصة مع بدء أولى تساقطات الثلوج التي بدأت تتسبب في قطع عشرات الطرقات والمحاور.

كوارث على جيوب الزوالية والأسعار تلتهب بالأسواق

ويرتبط فصل الشتاء أيضا بغلاء أسعار أغلب المنتجات وهو ما بدأنا نسلمه هذه الأيام في الأسواق مع أولى التقلبات الجوية العنيفة وانخفاض درجات الحرارة، حيث تعرف أغلب المنتجات الفلاحية من خضر وفواكه ارتفاعا كبيرا بالإضافة إلى البقوليات التي تعد المواد الأكثر استهلاكا في فصل الشتاء. من جانب آخر تعرف أسعار باقي المنتجات من حليب ومشتقاته نوعا من الاستقرار رغم أن هذه الاستقرار قد لا يدوم في الفترة المقبلة. ورغم أن بعض ممثلي التجار أرجعوا الغلاء الحالي لفترة الانتقال ما بين الفصول، مرجحين عودة استقرار الأسعار في غضون أسبوع، إلا أن بدء التقلبات الجوية سينسف هذه التوقعات لأن التقلبات الجوية تعد لوحدها عاملا لارتفاع الأسعار وبشكل كبير بسبب عدم قدرة الفلاحين على جني منتوجاتهم خلال التقلبات الجوية، ما ينجر عنه نقص في العرض وبالتالي ارتفاع كبير في الأسعار.

العزلة تتربص بسكان المناطق النائية وأزمة غاز البوتان وفواتير الكهرباء تتحول إلى هاجس

من جانب آخر، فإن فصل الشتاء يعتبر فصل عزلة بالنسبة لسكان المناطق النائية والمعزولة والقرى والمداشر، حيث اتخذت العائلات في هذه المناطق منذ الآن عددا من التدابير لتوفير المواد الأساسية والضرورية التي "تنقرض" خلال فترات تساقط الثلوج، خاصة ما تعلق بغاز البوتان والمواد الغذائية الأساسية، حيث يشهد فصل الشتاء كل سنة تجدد أزمة غاز البوتان ونقص وندرة القارورات في أكثر من ولاية، ما يخلق فيما بعد مضاربة بهذه المادة التي تصل في بعض الولايات إلى ألف دينار للقارورة التي من المفرض أنها لا تتجاوز الـ 250 دينار. في حين تشكل فواتير الكهرباء وغاز المدينة بالنسبة للسكان الذين يقطنون المدن الكبيرة هاجسا حقيقيا خلال فصل الشتاء، حيث يرتفع استهلاك الطاقة خلال هذا الفصل أيضا ما يجعل الفواتير ثقيلة.

القاتل الصامت يتربص بالجزائريين وحملات توعية لتقليل الضحايا هذا الموسم

وبعيدا عن الزيادة في الأسعار والندرة في بعض المواد، يتخوف الجزائريون من فصل الشتاء لارتباطه بارتفاع حوادث الاختناقات بالغاز، والتي بدأت منذ الآن تسجل منحى تصاعديا خطيرا، حيث تحتل حوادث الاختناق بالغاز صدارة الحوادث المنزلية وتزداد مخاطر التعرض لها مع كل دخول فصل الشتاء، بسبب استعمال بعض العائلات لأجهزة التدفئة الغازية كانت أو الكهربائية، دون الالتزام بالحيطة والحذر من المخاطر التي تشكلها بعض الماركات من المدافئ وسوء استعمالها، وهو ما يتسبب في عدة حوادث خطيرة ومميتة، وهو ما جعل مصالح الحماية المدنية وعددا من جمعيات المجتمع المدني تبدأ في حملات تحسيسية على أمل أن تساهم التوعية بمخاطر القاتل الصامت في تقليل الحوادث هذا الموسم.

من نفس القسم الحدث