الحدث

مختصون يحذرون من خطر "الإشاعة" مع اقتراب الرئاسيات

دعوا الدوائر الاتصالية في الإدارات والمؤسسات لتكثيف عملها في المرحلة المقبلة

يحذر المختصون في علم الاجتماع من تفاقم الإشاعة في المرحلة المقبلة، استغلالا للوضع الحساس الذي تمر به الجزائر، خاصة أن الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي جعل هذه الأخيرة مصدرا للأخبار لملايين الجزائريين. ومع ضعف ثقافة الاتصال بالمؤسسات الرسمية، فإن زرع الإشاعات يصبح أمرا سهلا على مروجيها.

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والمنعرج الحاسم الذي ستمر به الجزائر، حذر مختصون من ترك المجال الاتصالي مفتوحا لتداول الإشاعات التي قد تنعكس سلبا على الأوضاع في الجزائر، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي بات لديها دور كبير في الترويج للقيل والقال، في ظل ضعف ثقافة الاتصال في الجزائر وإحجام الدوائر الرسمية وقنواتها الإعلامية عن ممارسة دعامة الاتصال بالشكل الذي يضمن إجهاض الإشاعات في مهدها، حيث عادة ما تعرف مواقع التواصل الاجتماعي عشية كل مناسبة انتخابية تداول مئات الإشاعات المدعومة بالصور والفيديوهات المفبركة، ما يصعب التحقق منها كون منصات التواصل تعد فضاء مفتوحا من الصعب فرض الرقابة عليه، ليبقى المطلوب من المؤسسات الرسمية ومختلف الدوائر الوزارية هو تفعيل سياسة اتصالية ناجعة من أجل محاربة الإشاعات.

وفي هذا الصدد، أكد الأستاذ في علم الاجتماع بجامعة الجزائر، الهادي سعدي، في تصريح لـ"الرائد"، أنه عادة تعرف الإشاعات منحى تصاعديا قبيل أي مناسبات انتخابية، خاصة إذا تعلق الأمر برئاسيات هي الأولى بعد الحراك الشعبي، مرجحا أن يتم خلال الفترة المقبلة تداول مئات الإشاعات التي قد تؤثر في الجزائريين وتصنع رأيا عاما لقضايا سياسية واقتصادية وحتى اجتماعية.

ويشير سعدي أن الإشاعة كظاهرة اجتماعية لطالما كانت موجودة، غير أنها أصبحت في السنوات الأخيرة من تفاصيل يوميات الجزائريين، حيث ربط ذات المختص بين الإشاعة وبين الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت مصدرا للأخبار لأغلب الجزائريين دون التأكد، بالإضافة إلى ضعف ثقافة الاتصال، معتبرا أنه لا يوجد أخطر من الإشاعة في تضليل الرأي العام وتفتيت نسقه العام اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، غير أن سعدي أشار أن أسباب الإشاعة أحيانا ترجع إلى ضعف ثقافة الاتصال في الجزائر وإحجام الدوائر الرسمية وقنواتها الإعلامية عن ممارسة دعامة الاتصال بالشكل الذي يضمن إجهاض الإشاعات في مهدها. وقال سعدي في السياق ذاته إننا مقبلون على انتخابات رئاسية سترفع من مستوى تدفق الأخبار والمعلومات بشكل مذهل، وهو ما يؤدي إلى تواجد الأخبار الكاذبة والمغلوطة والإشاعة، داعيا مختلف الدوائر الاتصالية من وزارات ومؤسسات رسمية لضرورة تفعيل مخطط اتصالي مضاد للإشاعة، خلال الفترة المقبلة التي تعد مرحلة حساسة في تاريخ الجزائر، مضيفا أنه بهذه الطريقة يمكن الحد من تداول الإشاعات وتكذيبها في الوقت المناسب قبل تفاقمها، بشكل يجعل منها حقيقة مطلقة.

يذكر أن فترة الحراك الشعبي عرفت تداول مئات الإشاعات التي تناقلتها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وحتى عدد من وسائل الإعلام التي اعتمدت الفايسبوك وتوتير مصدرا لأخبارها، وهو ما دفع العديد من الدوائر الاتصالية في عدد من المؤسسات، منها المؤسسات الأمنية، للمسارعة لتكذيب هذه الإشاعات التي صنعت الجدل على مدار أسابيع الحراك، وهو الأمر المرجح أن يتكرر خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة التي تعد موعدا حساسا يجب أن تتجند كافة المؤسسات لإنجاحه.

من نفس القسم الحدث