الحدث

"جروح حرب" ليلة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف !

مصالح الاستعجالات تعيش حالة طوارئ وتستقبل عشرات الإصابات البليغة بسبب المفرقعات

التهبت ليلية الجمعة إلى السبت أغلب الشوارع والأحياء بحرب المفرقعات والألعاب النارية، وهو ما دفع ثمنه مئات الأطفال والمراهقين، حيث عرفت المستشفيات والمصالح الطبية الاستعجالية حالة طوارئ بسبب تسجيل حروق بليغة وإصابات في العيون والأطراف، تسببت في حالات عمى وبتر للأصابع، فضلا عن الحرائق التي طالت المنازل أو السيارات والحافلات بسبب المفرقعات.

لم تمر ليلة المولد النبوي الشريف بردا وسلاما على عشرات العائلات الجزائرية التي تضرر أبناؤها بآثار المفرقعات التي عمّت الأجواء، حيث سجلت عشرات الإصابات البليغة على مستوى الجلد والعيون على مستوى مصالح الاستعجالات والمناوبة التي تجندت عبر مختلف المؤسسات الاستشفائية تحسبا للإصابات التي تعودت على استقبالها سنويا في مثل هذه المناسبات.

وحسب ما كشف عنه أطباء مناوبون في مصلحة الاستعجالات الطبية والإنعاش الطبي بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، فإن هذه الأخيرة استقبلت ليلة الجمعة إلى السبت حوالي 20 حالة ما بين مراهقين وأطفال لا يتعدى سنهم الـ12 سنة، أصيبوا بحروق وجروح بسبب استعمال المفرقعات والألعاب النارية. وحسب الأطباء، فإنه رغم أن عدد الإصابات هذه السنة تراجع بحوالي 60 بالمائة مقارنة بالسنوات الماضية، إلا أن الحصيلة تبقى مرتفعة، خاصة مع تسجيل إصابات بليغة عند حوالي 4 حالات.

من جهته، أكد مصدر طبي من مستشفى نفيسة حمود "بارني" سابقا، أن مؤسسته استقبلت حوالي 30 حالة إلى غاية منتصف نهار أمس، حيث استقبلت مصلحة طب العيون 20 حالة بينهم 3 يخضعون للاستشفاء بسبب الإصابة البليغة على مستوى الجفن والقرنية. وبدورها استقبلت مصلحة جراحة الأطفال بذات المستشفى 10 حالات تراوح سنها بين 12 شهرا و13 عاما، أصيبوا بحروق تتراوح بين الدرجة الأولى والثانية بسبب استعمال المفرقعات والألعاب النارية.

وبعيدا عن المستشفيات الجامعية، استقبلت بعض المؤسسات الصحية الجوارية حالات متفاوتة لإصابات سطحية أسعفت في حينها، غير أنها حسب الأطباء تراجعت مقارنة مع ما ألفوه في السنوات الماضية، غير أنه ورغم تراجع الحوادث هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية، غير أن الأطباء أكدوا أن الحوادث المسجلة أثارت استغرابهم كونها كانت عند بعض الحالات بليغة بشكل كبير، ما جعلهم يشيرون أن ما تعرض له بعض الأطفال ليلة المولد هي "جروح حرب" وليست مفرقعات وألعابا نارية، مطالبين بتحليل محتوى المفرقعات التي تحتوي حسبهم على مواد خطيرة تستعمل في القنابل اليدوية والأسلحة، وتتسبب في سرطان الجلد، وهذا ما يفسر حسبهم نوعية الإصابات التي خلفتها هذه المفرقعات، والتي وصلت حد بتر أطراف بكاملها، وحرائق لمنازل وسيارات ومستودعات، ناهيك عن الحروق من الدرجة الثانية، والتي راح ضحيتها عشرات الأطفال. لتبقى الحملات التحسيسية والتوعوية التي نظمتها وزارة الصحة ومصالح الحماية المدنية والأطراف الفاعلة بالمجتمع لتجنب المفرقعات والألعاب النارية الخطيرة، لما قد ينجر عنها من إصابات وحوادث أليمة خلال مناسبة المولد النبوي الشريف، غير كافية في ظل غياب الوعي لدى فئة من الجزائريين، وهو ما تؤكده هذه الحوادث، ما يستدعي تكثيف هذه الحملات في السنوات المقبلة.

من نفس القسم الحدث