الحدث

تراجع في تجارة المفرقعات وغلاء يجتاح الأسواق!

عشية المولد النبوي الشريف

ركود وندرة شديدة في تجارة المفرقعات والسبب "حبس العصابة"!

يستعد الجزائريون للاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف في أجواء استثنائية هذه السنة طبعها التراجع الكبير في تجارة المفرقعات والندرة المسجلة في هذه المواد، بفعل تراجع وتيرة استيرادها غير الشرعي وتهريبها، وكذا تنامي الوعي بخطورة هذه المواد.

من جانب آخر، تعرف الأسواق عشية هذه المناسبة الدينية التهابا كبيرا في الأسعار، حيث استغل التجار ككل سنة مناسبة المولد لرفع أسعار الدواجن والخضر والفواكه.

وعكس السنوات الماضية، تعرف تجارة المفرقعات هذه السنة عشية الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف ركودا كبيرا بسبب ندرة شديدة مسجلة في هذه المواد عبر الأسواق. ويرجع البعض ذلك إلى تراجع وتيرة الاستيراد غير الشرعي لهذه المادة وتضييق الخناق على مهربيها.

ركود وندرة شديدة في تجارة المفرقعات والسبب "حبس العصابة"!

وشهدت الأسواق، أمس، قبيل الاحتفال بليلة المولد النبوي الشريف انتشارا محدودا لطاولات المفرقعات والألعاب النارية. فحتى بسوق جامع اليهود الذي كان قبلة الشباب في المولد تضاءلت الكمية المعروضة به، والكل يفسر ذلك بحبس العصابة التي كانت تقف وراء عمليات الاستيراد غير الشرعية لهذه المواد الممنوعة من التداول.

وبحسب تجار المفرقعات، فإن شح طاولات عرض الألعاب النارية هذه السنة يعود إلى الندرة، فالكمية القليلة المعروضة من هذه المواد تعد مخزونا من السنوات الماضية، حيث لم يتم استيراد أي كميات هذه السنة، خاصة وأن الجزائريين بدأوا يبدون قلة إقبال على هذه المنتجات بسبب ارتفاع أسعارها وتدني قدرتهم الشرائية.

وحسب ما وقفنا عليه، فإن المواد المعروضة عبر عدد من الشوارع وأحياء العاصمة هي عبارة عن شموع بمختلف أنواعها وفوانيس وألعاب، في حين سجلت ندرة كبيرة من المفرقعات خاصة تلك المعروفة بخطورتها، في حين أكد التجار المحدودون لهذه المواد أن قلة العرض قابلتها أيضا قلة إقبال، فزبائنهم عشية المولد النبوي ينحصرون في فئة الأطفال الذين يقتنون منتجات لا تتعدى تكلفتها الإجمالية الـ 1000 دج في أحسن الأحوال.

موجة غلاء تجتاح الأسواق واللحوم البيضاء لمن استطاع إليها سبيلا

بالمقابل، فإن تراجع الطلب على المفرقعات، عشية المولد النبوي الشريف، قابلته موجة من اللهفة والاكتظاظ بأسواق الخضر والفواكه، وهو ما استغله التجار لرفع الأسعار، حيث اجتاحت الأسواق في الـ 48 ساعة الماضية، موجة ارتفاع شديدة في أسعار الخضر والفواكه وكذا اللحوم البيضاء ومواد استهلاكية أخرى بحلول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وفوجئ المستهلكون ببلوغ سعر اللحوم البيضاء أعلى معدلاته، بالإضافة إلى نقص كميته عبر الأسواق الوطنية.

وقد وقفنا في جولة قادتنا، أمس، إلى بعض أسواق العاصمة على الارتفاع الذي عرفته معظم المواد الغذائية، على رأسها الخضر والفواكه، بالإضافة إلى أسعار اللحوم البيضاء التي باتت حديث العام والخاص، مع تزامن مناسبة المولد النبوي الشريف الذي يسجل إقبالا على هذا النوع من اللحوم. وقد قفز سعر الدجاج إلى 450 دينار للكيلوغرام الواحد، في حين تراوح ثمن دجاجة متوسطة بين 800 و900 دينار، وهو السعر الذي اعتبره المواطنون المترددون على محلات بيع الدواجن بـ"غير المعقول"، وفي المقابل شهد سعر الديك الرومي ارتفاعا قليلا مضاهاة بالدجاج، حيث عرض للبيع بـ 850 دج أيام المولد النبوي الشريف، بعد أن بيع في الأيام العادية بـ 750 دج للكيلوغرام الواحد. أما اللحوم الحمراء فقد تراوحت أسعارها بين 1350 دينار للحم البقر و1450 دينار للحم الغنم. الارتفاع نفسه سجلته أسعار الخضر والفواكه، فبعض الخضر بدا سعرها غير معقول كالبطاطا حيث وصل إلى 60 دينارا، فيما استقر سعر الجزر واللفت والطماطم رغم أنها من الخضر الموسمية عند سعر 70 و100 دينار، وهناك أنواع أخرى عرفت ارتفاعا واضحا كالخس الذي وصل 150 دينار والكوسة 180 دينار.

دعوات لأخذ الحيطة والحذر وحماية الأطفال من خطر المفرقعات

من جانب آخر، فقد استمرت، أمس، التحذيرات والحملات التحسسية بشأن خطورة استعمال المفرقعات والألعاب النارية ليلة المولد النبوي الشريف، حيث أطلقت العديد من الهيئات منها جمعيات حماية المستهلك ومصالح الحماية المدنية وكذا الأجهزة الأمنية دعوات للأولياء من أجل توعية أبنائهم بمدى خطورة هذه المواد الممنوعة، وما ينجم عنها من أخطار كالانفجار في اليد والحروق على مستوى العين أو فقدان حاسة السمع، بالإضافة إلى حرق الملابس واندلاع الحرائق في المنازل، لاسيما شرفاتها، وتجنب إلقاء المواد النارية على الأشخاص والسيارات أو بالقرب من المستشفيات والمراكز الصحية ومحطات البنزين، مشيرة أن حماية الأطفال من حوادث المولد النبوي الشريف تقع على عاتق الأولياء.

من نفس القسم الحدث