الحدث

إنشاء ديوان وطني لمسابقة الدكتوراه مع إضافة مرحلة ثانية

ردود الفعل المدينة لكارثة المعدلات تتواصل ومقترحات جديدة لإنقاذ الوضع

إلغاء التصنيفات من مسابقة الدكتوراه أضحى ضروريا

انتقد بن عمرة عبد الرزاق، باحث في قطاع التعليم العالي، تصريح وزير التعليم العالي والبحث العلمي في رده على سؤال متعلق بالمعدلات الكارثية في مسابقة الدكتوراه خلال السنوات الأخيرة، والتي تفاقمت أكثر ووصلت درجة أن ينجح طالب بمعدل 0.88 من 20، حيث اعتبر الوزير أن المعدلات ليست معيارا لتحديد كفاءة الطالب، بل هي مجرد مرحلة انتقاء لعدد معين من الطلبة من أجل التحضير للتكوين في الدكتوراه.

وقال الباحث في قطاع التعليم العالي إن تصريحات الوزير ليست علمية وغير منطقية، وهو بطريقة غير مباشرة يشجع الرداءة، فالمعدلات الكارثية في مسابقة الدكتوراه هي مؤشر على وجود أخطاء في مسابقة الدكتوراه.

وذكر مصدرنا على سبيل المثال لا الحصر أن "عدد المترشحين القليل في المسابقة يقلل المنافسة، هذا إذا لم نقل يقتل المنافسة كليا بين المترشحين، حيث الطالب لما يجد نفسه أمام عدد قليل من المترشحين لا يقدم كل ما لديه من قدرات، فيركز على النجاح حتى ولو بالحظ أكثر من تركيزه على منافسة زملائه علميا في ورقة الامتحان. لهذا تكون المعدلات ضعيفة".

كما ذكر ذات المتحدث بالتصنيفات التي تقصي طلبة مجتهدين وتفتح المجال لنجاح طلبة مضخمة نقاطهم. وبالتالي تكون المعدلات ضعيفة، ناهيك أن مواضيع الامتحان صعبة أو أنها غامضة ولا تتناسب مع الوقت المخصص للامتحان، أو أن التنقيط غير عادل بين أسئلة الامتحان، مع وجود أخطاء في التصحيح، وهو احتمال وارد، لهذا تكون المعدلات ضعيفة.

وتطرق ذات الباحث إلى تركيز الطالب على الحظ وربط نجاحه بغياب المترشحين، وهذا نظرا لوجود عدة مسابقات في تخصصه وفي تواريخ متقاربة، يجعل من المعدلات ضعيفة، زيادة على تأثير نتائج الناجحين في السنوات السابقة على المترشح لسنة مقبلة، فأصبح يركز على النجاح بدل تركيزه على المعدل.

كما تطرق ذات الباحث إلى مستوى الطلبة المتقارب والضعيف حيث لا يوجد فرق بينهم علميا، بل الفرق الوحيد هو الحظ، سواء في غياب المرشحين أو كثرة المسابقات في نفس السنة.

 إلغاء التصنيفات من مسابقة الدكتوراه أضحى ضروريا

ومن أجل تصحيح هذه الأخطاء، اقترح الباحث إلغاء التصنيفات من مسابقة الدكتوراه والتي تعتبر أول سبب لتدني المستوى وكوارث المعدلات في المسابقة، وبالتالي يرتفع عدد المترشحين لتصبح هناك منافسة تامة.

كما اقترح إنشاء ديوان وطني لمسابقة الدكتوراه ينظم المسابقة، خاصة فيما يخص تحرير مواضيع الامتحان والتصحيح، مثل الديوان الخاص بقطاع التربية، مع فرض حد أدنى للمترشحين في الامتحان الكتابي، كأن يشترط حضور فعلي لــ 10 أضعاف عدد المناصب المفتوحة على الأقل. وفي حالة غياب طالب واحد على الأقل تلغى المسابقة.

كما اقترح بدوره إدراج نقطة إقصائية في المسابقة. مثلا من يتحصل على معدل أقل من 10 من 20 يقصى مباشرة، وتوحيد المسابقة وطنيا وعدم تركها جهوية كما هي حاليا، وذلك بفتح تخصص واحد في مؤسسة جامعية واحدة في سنة معينة، دون أن يكرر في مؤسسة أخرى، مع عدد مناصب كبير نوعا ما، مثلا 10 مناصب.

ومن المقترحات أيضا إلغاء سنوية التخصصات، وجعلها دورية بين المؤسسات الجامعية، ففي حالة فتح تخصص معين لابد أن لا يفتح إلا بعد مرور 03 سنوات على الأقل.

هذا فيما يخص مسابقة الدكتوراه، أما بالنسبة للتكوين الذي تحدث عنه الوزير كذلك، فتوجد فيه أخطاء كثيرة لابد أن تعدل، حسب ذات المصدر، مقترحا إضافة مرحلة ثانية في الدكتوراه، وتنتهي بشهادة دكتوراه أكاديمية، مع الإبقاء على الدكتوراه الحالية واعتبارها مرحلة أولى تنتهي بشهادة دكتوراه مهنية، مع إلغاء الشروط البحثية للمناقشة، أي بمجرد تحرير الأطروحة يناقش الطالب ويتحصل على شهادة دكتوراه مهنية ويتوظف بها في الجامعة. وحتى يترقى، يشترط عليه التسجيل المباشر في الدكتوراه الأكاديمية (+ شروط المناقشة البحثية)، بعد أن يتحصل على معدل لا يقل عن 12 من 20 في المرحلة الأولى من الدكتوراه، هذا واقترح أيضا إجراء امتحانات كتابية في المرحلة الأولى من الدكتوراه وليس كما هي حاليا، حيث يعتبر التكوين النظري شكليا من دون امتحانات.

من نفس القسم الحدث