الحدث

رضوان بوهيدل: الرئاسيات القادمة لن تكون محصورة بين تبون وبن فليس

توقع أن يحسم أحد المترشحين الفوز لصالحه من الدور الأول

    • التيار الإسلامي لن يدعم المحسوب عليه لأنه لا يحقق التوافق داخله

 

يتوقع المحلل السياسي رضوان بوهيدل، أن من سيدخلون غمار الرئاسيات القادمة سيحاولون حسمها من الدور الأول لصعوبة العملية في دورها الثاني، وأشار إلى أن الذين يعتقدون أن المنافسة ستكون فقط بين مرشحين اثنين كعلي بن فليس وتبون مخطئون، وانتقد بالمقابل التسرع الذي ظهر عليه المترشح عن حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة، في إعلان ترشحه دون التنسيق مع حلفاءه السابقين خاصة من التيار الإسلامي وتوقع أن يضعف هذا التوجه حظوظه، في حين يرى أن التعرف على هوية رئيس الجمهورية في اقتراع 12 ديسمبر المقبل سيتوضح من الدور الأول.

 

    • بعد إعلان وتقديم الملفات الخاصة بالترشح من قبل عبد المجيد تبون وعلي بن فليس الكثير حصر التنافس في الرئاسيات القادمة بين هاتين الشخصيتين نظرا لثقلهما، هل تتوقع أن يكون التنافس بينهما فقط أم أننا سنشهد مفاجئة مثل التي حصلت في بلدان مجاورة؟

 

من الصعب أن نقول اليوم أن الانتخابات ستكون محصورة بين تبون وبن فليس فقط، الأمر متروك للصندوق ووعي الهيئة الناخبة، وهذه الأخيرة  من الممكن أن ترى في بعض الشخصيات أنها وإن كانت علاقتها من بعيد بالنظام السابق غير أنها تراها وتتصورها على أنها كانت جزء منه، ومن الممكن أن تقاطع  هؤلاء كإجراء عقابي، وأيضا عدم انتخاب أي شخصية أخرى، ومنه أستطيع أن أقول لك أن هذه الرئاسيات مفتوحة على كل الاحتمالات، وبحسب رأيي فالراغبين في الترشح ميهوبي وبلعيد وبن قرينة لديهم أيضا حظوظ نظرا لتجاربهم السابقة وأيضا استفادتهم من تجربة أنهم كأحزاب مهيكلين.

 

    • حتى بالنسبة لمرشح حركة البناء التي تعتبر هذه الانتخابات الأولى لها منذ تأسيس الحزب، وشاركت في التشريعيات والمحليات السابقة بدعم حزبين عريقين؟

 

صحيح أن هذه الرئاسيات تعتبر أول تجربة لهم ولكن مرشحهم هو وزير سابق، وشارك في العملية سواء من قريب أو من بعيد، وأضيف لك حتى بالنسبة لتبون فهذه أول مشاركة له في الرئاسيات، لكنه جزء من النظام السابق بطريقة أو بأخرى وتعامل مع العملية الانتخابية، وباعتبار أن عبد القادر بن قرينة ممثلا للتيار الاسلامي في هذه الاستحقاق الانتخابي، فإنه لن يستطيع لوحده أن ينجح أو يحقق شيئا في ظل عدم تحالف هذا التيار مع أبناءه، وأنا أرى أنه تسرع في عملية سحب الاستمارات وتقديم ملفه دون التنسيق أو استشارة حلفائه السابقين، وكان من المنتظر أن يرشح ويتفق التيار الاسلامي على مرشح واحد توافقي ويتم دعمه من طرف الجميع، لكن خرجة بن قرينة اعتبرها خطوة قسّمت التيار الاسلامي.

 

    • بما أن كل أحزاب التيار الاسلامي عزفت عن تقديم مرشح خاص بها يمثلها في هذه الرئاسيات باستثناء حركة البناء، ألا ترى أنه سيتقى الدعم من كتلة هذا التيار لدى الهيئة الناخبة على الأقل؟

 

لا هنا الأمر مختلف، فبن قرينة لا يحقق التوافق داخل التيار الإسلامي، بدليل أنهم لم يعلنوا ذلك، وبالنسبة لعزوفهم فمثلا تيار حمس لديه رهانات كثيرة، من أبرزها التشريعيات القادمة في ظل تقهقر الأحزاب الكبرى ويريد أن يأخذ الفرصة في البرلمان وهذا الأهم بالنسبة له، لكن هذا لا يعني أنه ليس لها قناعة في الترشح، وأوكد لك هذه الأحزاب ضخمت إعلاميا فقط وهي تحاول المحافظة على تلك الصورة المضخمة، خاصة وأن الصندوق يعتبر هاجسا لهم، وإذا كانت العملية نزيهة وشفافة ستعود هذه الأحزاب لحجمها الحقيقي وستخسر حتى تلك الصورة الإعلامية المضخمة بالإضافة إلى خسارة الكثير من الرهانات وعدم التواجد في المشهد السياسي المقبل بعد رئاسيات 12 ديسمبر.

 

    • يعني ذلك أنك تستبعد كليا أن يكون بن قرينة مرشح توافقي؟

 

بالتأكيد لن يكون هو، وحتى إن توافقت هذه الأحزاب على مرشح معين فتأكد كليا أنه لن يكون بن قرينة، بالمقابل يمكن أن يكون التوافق على بن فليس وبدرجة أقل تبون، لأنها عملية مفتوحة على كل الأصعدة ونستطيع توقع أي شيء، وما يجري في الكواليس من مفاوضات أكثر مما هو ظاهر للعيان من خلال الندوات والتصريحات، لأن هذا الأمر تحكمه المصالح الضيقة لهذه الأحزاب، خاصة وأن حراك 22 فيفري قضى على معظمها والبقية تحاول التموقع ليس إلا.

 

    • هناك وعاء انتخابي مهم جدا ويلعب دورا كبيرا في المواعيد الانتخابية سابقا وهو وعاء الحزب العتيد، وفي ظل عدم مشاركة الحزب بمرشح خاص به، من تعتقد أنه الأقرب للهيمنة على هذا الوعاء؟


الحقيقة أن الأفلان مسيطر ومتواجد بالسلطة منذ سنوات كثيرة، ومن الصعب عليه أن ينسحب بهذه الطريقة، فإذا لم يقدم أي مرشح خاص به أو لم يدعم أي طرف فهذا يعني نهاية الأفلان كليا كحزب سياسي كبير، غير أنه من المتوقع أن يكون الأفلان وراء أحد الراغبين في الترشح، وهناك أيضا الكثير من الأحزاب الكبيرة التي أغضبت الشعب وهي متخوفة من المواجهة المباشرة، وبالتالي من الممكن أن تتوافق على مرشح معين وتدعمه.

 

    • وماذا عن الكتلة الصامتة ؟؟

 

الأكيد أن الجزء الصامت من الهيئة الناخبة له دور كبير، وفي حالة مشاركتهم سيعاقبون بعض المترشحين البارزين كإجراء عقابي، مثل الذي حدث في تونس أين تمت معاقبة أبرز الأسماء عن طريق الصندوق التي كانت مرشحة للفوز، بحيث نتج عن ذلك بروز مرشح لم يكن أحد يتوقع وصوله وهو قيس السعيد.

 

    • هل تتوقع أن يكون الاستحقاق الانتخابي في دورين أم تحسم المنافسة في دور واحد؟

 

كل مترشح متخوف من الدور الثاني لصعوبته الكبيرة، بحيث من الممكن أن تنقلب الموازين فيه، فليس بالضرورة أن من يتحصل على المرتبة الأولى في الدور الأول سيفتكها في الدور الثاني، بالإضافة إلى أن الدور الثاني ستكون فيه تحالفات كثيرة وهي التي ترجح كفة الفوز، ولن يخرج الخاسرون من الدور الأول من اللعبة فارغين الأيدي، وسيعملون على دعم طرف معين في المرحلة الثانية، لهذا أعتقد أن المرشحين الذي سيدخلون غمار رئاسيات 12 ديسمبر سيحاولون حسمها في الدور الأول دون المخاطرة بالذهاب لدور ثاني، وفي حالة كانت الانتخابات شفافة ونزيهة ستشهد الجزائر لأول مرة في تاريخها دور ثاني في الانتخابات الرئاسية. 

سأله: سفيان غزال

 

من نفس القسم الحدث