الحدث

الجزائريون للمرشحين للرئاسيات "لا نريد لغة الخشب ولا المزايدة"

في قراءة للتصريحات الأولية التي صدرت عن هؤلاء لدى إيداع ملفاتهم

تابع الجزائريون باهتمام بالغ، خلال الـ 48 ساعة الماضية، عمليات إيداع الراغبين في الترشح لرئاسيات 12 ديسمبر 2019 لملفاتهم على مستوى السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات. وقد صنعت تصريحات 22 مودعا لملف الترشح الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ففي وقت كانت خطابات البعض محسوبة ومدروسة، بالغ آخرون في ترديد شعارات حب الوطن وخدمة الشعب وتلبية النداء وهو ما شكل مادة للسخرية لدى الجزائريين عبر السوشيال ميديا تحت شعار "لا نريد لغة الخشب".

شكلت تصريحات من أودعوا ملفات ترشحهم ليلة أمس الأول على مستوى السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، الموضوع الأبرز عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل الجزائريون مع هذه التصريحات التي اختارها البعض محسوبة ومدروسة خاصة من المرشحين الذين يصنفون في خانة الأسماء الثقيلة، في حين بالغ مرشحون آخرون، ربما لا يملكون الخبرة والحنكة السياسية، في ترديد شعارات الوطنية وحب الوطن وتلبية نداء الشعب الجزائري، وهو ما كان محل سخرية من طرف العديد من التعليقات عبر السوشيال ميديا، حيث اعتبرت هذه التعليقات أن المطلوب في المرحلة المقبلة مع بدء الحملة الانتخابية هو الحديث عن برامج دقيقة وخطط مدروسة وليس ترديد لغة الخشب، لأن ذلك لن ينفع مع الجزائريين في زمن الحراك الشعبي.

وفي هذا الصدد، كتبت إحدى التعليقات "لا نريد مزايدة في الوطنية ولا لغة خشب ولا شعارات حب الوطن.. نريد برامج حقيقية لإخراج الجزائر مما هي فيه"، في حين أشار تعليق آخر "ألم يقتنع البعض أن لغة الخشب في زمن الحراك باتت مثيرة للسخرية.. لا داعي لترديد شعارات حب الوطن فكلنا نحب الجزائر"، في حين كتب ناشط آخر "جميع المترشحين يتحدثون عن تلبية نداء الشعب ولا أحد له الحق في الحديث باسم الشعب إلا من سيزكيه الصندوق يوم 12 ديسمبر".

هذا ودائما ما تطرح إشكالية مضمون الخطاب الانتخابي في الجزائر عشية كل انتخابات، سواء رئاسية أو حتى تشريعية، حيث كان المسؤولون على مر العقود الماضية يرددون خطابا عقيما ولغة خشب مل منها الجزائريون، خاصة أن الوضع اليوم مختلف، فالجزائريون عاشوا أكثر من 8 أشهر من الحراك الشعبي، ما جعل إقناعهم بالشعارات والخطاب المبني على استهداف مشاعر الوطنية أمرا مستحيلا.

فالمواطن اليوم يبحث عن برامج حقيقية وخطب تتحدث عن محاور تشرح الوضع الحالي للجزائر، سواء من الناحية السياسية الاقتصادية أو الاجتماعية بشكل مقنع، ما يعني أن أي خطاب بشعارات ولغة الخشب لن يجدي نفعا خلال هذه الحملة الانتخابية، غير أن الأمر لن يكون سهلا بحسب المراقبين، خاصة أن أغلب المرشحين لرئاسيات 12 ديسمبر 2019 هم من المحسوبين على النظام السابق أو ممن كانوا فيه، وهو ما سيجعل خطاب الحملة الانتخابية لهذه الرئاسيات مرتكزا على تبرئة الذمم أكثر منه شرحا للبرامج والخطط التنموية، حيث سبق لمراقبين ومحللين سياسيين أن أكدوا أن عددا قليلا من المرشحين هم من سيعتمدون على خطاب انتخابي، مبني على معطيات دقيقة وتحليل للأوضاع وفقا لما هو قائم، بينما من المنتظر أن نرى الكثير من التجاذبات وتبرئة الذمم والهجوم على النظام السابق، والكثير الكثير من لغة الخشب والحديث عن المعجزات، وهي اللغة التي بدأت تبرز مؤشراتها منذ الآن ويرفضها الجزائريون جملة وتفصيلا.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث