الحدث

عودة قوية للنكتة السياسية مع اقتراب الرئاسيات وأرانب المرادية محور السخرية؟!

تحولت من مجرد تسلية إلى فعل سياسي خلال مسيرات الحراك وعبر السوشيال ميديا

شكلت تصريحات المرشحين المحتملين لرئاسيات ديسمبر المقبل، خاصة تلك التي تصدر عن شخصيات تروج لنفسها أنها تملك حظوظا كبيرة للوصول إلى كرسي المرادية، موضوع سخرية بين الجزائريين، حيث عادت النكتة السياسية بقوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحولت من مجرد تنفيس وإبداء للرأي إلى فعل سياسي بات يمارسه الجزائريون عبر السوشيال ميديا وحتى في الشوارع خلال مسيرات الحراك الشعبي.

يتبادل الشباب الجزائري ورواد الشبكات الاجتماعية عشرات الصور المفبركة والنكت الساخرة عن المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة أولئك الذين صنعوا الجدل بتصريحاتهم وكذلك الذين يصنفون في خانة أرانب السباق للرئاسيات.

فموازاة مع بروز تصريحات مثيرة للجدل من طرف المرشحين المحتملين للرئاسيات المقبلة ومحاولة هؤلاء التهويل من حظوظهم في الوصول إلى كرسي المرادية، عادت بقوة النكتة السياسية عبر السوشيال ميديا وحتى عبر مسيرات الحراك الشعبي، لتتحول من مجرد إبداء للرأي وتنفيس للجزائريين عن أفكارهم، إلى فعل سياسي يتلاءم مع الحراك والأهداف والأفكار التي يحاول هذا الأخير أن يحقّقها وينجزها على الأرض، حيث يشير المختصون في علم الاجتماع أن بروز السخرية السياسية هذه الأيام مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، هي نوع من المشاركة السياسية، حيث لا يمكن وضع الحركية التي تعرفها السوشيال ميديا والتي تنصب حول السخرية من تصريحات المرشحين المحتملين ومن الوضع العام في هامش الصورة وكأنها نوع من التسلية فحسب، بل هي تصنف ضمن المشاركة السياسة.

وفي هذا الصدد، أكد أمس الأستاذ في جامعة الجزائر والمختص في علم الاجتماع، الهادي سعدي، أن الحراك الشعبي السلمي في الجزائر فتح مساحة "لا محدودة من الحرية" للشباب الجزائري، حيث أصبح يمارسه هذا الأخير في الشوارع والساحات وأيضا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وبما أن الجزائريين معروفون بالفكاهة والسخرية من كل شيء، فقد أدت هذه الحرية إلى عودة بروز النكتة السياسية هذه الأيام مع اقتراب الرئاسيات، خاصة مع توفر المناخ الملائم لذلك ببروز مرشحين يصنفون في خانة المهرجين، رغم أنهم شخصيات مثقفة وليس كما كان يحدث في المواعيد الانتخابية الماضية.

وأكد سعدي، في السياق ذاته، احتمال أن تكون النكت السياسة التي برزت في الفترة الأخيرة موجهة من طرف بعض الأطراف ومحاولة لجس النبض وسبر الآراء، فليست كل السخرية السياسية، يضيف ذات المتحدث، بالضرورة هدفها إزعاج الأشخاص الذين تم التنكيت عليهم، بل قد يكون هؤلاء وراء إثارتها كوسيلة لمعرفة شعبيتهم مع اقتراب الرئاسيات، مؤكدا أن هذه السخرية السياسية لا يمكن حصرها حاليا في مجال التسلية فحسب، وإنما تحولت إلى مشاركة سياسية وفعل سياسي قائم بذاته بأسلوب السخرية والنكتة.

دنيا. ع

من نفس القسم الحدث