الحدث

"حراكنا مستمر لضمان انتخابات حرة ونزيهة ونرفض الوصاية"

الجزائريون يردون على بن صالح خلال مسيرات الجمعة 36 من الحراك الشعبي

واصل الجزائريون، أمس، في العاصمة وعبر عدد من ولايات الوطن، حراكهم الشعبي في إطار مسيرة التغيير التي بدأوها في الـ 22 فيفري الماضي، حيث أدرك الحراك جمعته الـ 36 وكانت أهم شعاراته هي ضمان انتخابات حرة ونزيهة بوجوه تملك الكفاءة والخبرة، وليس بالداعمين للنظام السابق و"بزناسية المعارضة"، مع التأكيد على رفض الوصاية من أي جهة خارجية ورفض التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية، والدعوة لتحرير كل مؤسسات الدولة من دوائر الحكم الفاسد ومواصلة اجتثاث العصابة.

بلغ الحراك الشعبي أمس جمعته السادسة والثلاثين، حيث خرج الجزائريون في مسيرات حاشدة قبل حوالي 36 ساعة عن غلق باب الترشيحات للرئاسيات المقبلة، لتأكيد مطلبهم المتجدد منذ أكثر من شهرين، وهو ضمان انتخابات حرة ونزيهة تفرز رئيسا منتخبا يكون كفئا وذا مصداقية عند الشعب، وليس من وجوه النظام السابق أو فئة المعارضة التي تحاول ركوب الموجة. كما جاءت مسيرات أمس رافضة مرة أخرى للتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية وللوصاية من أي جهة أو طرف كان.

 

    • الجزائريون يرفضون العودة إلى منازلهم حتى تحقيق التغيير المنشود

 

وبسبب الأمطار المتساقطة أمس، فقد بدت العاصمة هادئة خالية من المتظاهرين في ساعات الصباح الأولى، غير أن أعدادا كبيرة بدأت في التجمع بعد صلاة الجمعة بالأحياء الفرعية وسط الجزائر العاصمة، مع تواجد تعزيزات أمنية للشرطة بالشوارع الرئيسية، لتنطلق المسيرات في حدود الواحدة والنصف ظهرا في محيط شارع خليفة بوخالفة وفيكتور هيغو، ومن ساحة الشهداء مرورا بشوارع العربي بن مهيدي، باستور والعقيد عميروش وصولا إلى شارع ديدوش مراد وساحة أودان، فيما اتجهت مسيرات مماثلة من ساحة أول ماي وساحة الشهداء نحو البريد المركزي بالعاصمة. ومثل سائر المسيرات، رفع المحتجون شعارات حملت المطالب التي تتكرر منذ أول مسيرة، وأخرى جديدة تتناسب والمستجدات الأخيرة التي شهدتها الساحة السياسية في الأيام الأخيرة، منها ضرورة ضمان انتخابات حرة ونزيهة ونريد رئيس شاب وكفء.

 

    • "لا أحد وصي على الجزائر ونرفض التدخل في شؤوننا"

 

من جانب آخر، فقد صنعت تصريحات رئيس الدولة عبد القادر بن صالح أمام نظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال قمة روسيا إفريقيا يوم الخميس، الجدل خلال مسيرات الجمعة 36 من الحراك الشعبي، حيث جدد الجزائريون رفضهم لأي محاولات للتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية، كما نددوا بتصريحات بن صالح التي اعتبروها إنقاصا من قيمة الجزائر عندما أكد أنه أراد مقابلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خصيصا لتقديم تطمينات وتوضيحات فيما يخص الوضع في الجزائر، معتبرا أن الوضع محتكم فيه رغم مواصلة بعد العناصر الخروج للتظاهر ورفع عدد من المطالب.

واعتبر الحراكيون، أمس، أن خروجهم إلى الشارع كل جمعة ليس ضد الجزائر ولا مصلحتها ولا يأتي في إطار التشويش على الانتخابات الرئاسية ولا لزعزعة صورة الجزائر في الخارج، وإنما الآلاف من الجزائريين ما زالوا يخرجون إلى الشارع من أجل تأكيد مطالبهم والدعوة لضمان نزاهة وشفافية الانتخابات وإحداث القطيعة مع نظام العاصبة، وهو ما يتقاطع مع المصلحة العليا للوطن.

 

    • الرئيس الشاب، مواصلة محاربة الفساد وإطلاق سراح المعتقلين مطالب تتكرر كل جمعة

 

من جانب آخر، استمر الجزائريون، أمس، على نفس المطالب المتعلقة بالرغبة في مرور مرشح كفء وشاب للانتخابات الرئاسية، وهو ما ظهر من خلال الشعارات التي رفعت على غرار "نريد رئيسا من جيل الاستقلال"، و"الحراك الشعبي خرج ليسترد شرعيته الشعبية والخروج من الهيمنة الثورية"، و"الشعب هو الرئيس"، و"نحن مع الانتخابات للخروج من المأزق السياسي، لكننا لسنا مع الوجوه القديمة حتى لو كانت الانتخابات نزيهة ونظيفة" و"لا نقبل بترشح من كانوا في الحكم، وسيخرجون في الانتخابات أصفارا". بالمقابل، طالب المتظاهرون مرة أخرى بإطلاق سراح سجناء الحراك، قبل المرور إلى الانتخابات، على غرار المجاهد لخضر بورڤعة، إلى جانب الشباب الذين تم توقيفهم في مسيرات الجمعة، مطالبين برفع التضييق تنفيذا لوعود رئيس الدولة عبد القادر بن صالح الذي وعد بإجراءات تهدئة. كما رفع المحتجون شعارات تصب كلها في خانة محاربة الفساد وأهله، حيث شدد المتظاهرون على ضرورة مواصلة جهاز العدالة في محاسبة الفاسدين الذين عاثوا بأموال الشعب فسادا.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث