الحدث

شلل وركود مستمر بأسواق السيارات

لا بيع ولا شراء وتساؤلات حول تأثير قرار العودة إلى استيراد السيارات المستعملة على الأسواق المحلية

تعيش أسواق السيارات، هذه الفترة، مزيدا من الركود والشلل، فلا وجود للبيع والشراء بسبب أن أغلب الجزائريين ينتظرون دخول قرار إلغاء التجميد على استيراد السيارات المستعملة ومعرفة تأثير هذا القرار على أسعار السيارات المستعملة محليا.

لأسبوع آخر، عاشت أسواق السيارات، أمس، حالة من الشلل والركود، فلا بيع ولا شراء عبر أكبر الأسواق الوطنية الأسبوعية، منها سوق تيجلابين بولاية بومرداس، حيث انخفض العرض بهذا السوق إلى مستويات دنيا، في حين انحصر زائرو هذا الأخير على بعض الفضوليين الذين يرغبون في معرفة مستوى الأسعار لا غير.

وتعرف أسواق السيارات، منذ أشهر، مزيدا من التدهور والشلل بعد ركود عرفته لسنوات بسبب ارتفاع الأسعار وأزمة وكلاء السيارات، غير أن اقتراب دخول قرار استيراد السيارات المستعملة حيز التطبيق جعل الوضع يتعقد أكثر، فأغلب الجزائريين يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار اقتناء سيارة سواء من السوق المستعملة الجزائرية أو التوجه نحو استيراد سيارات مستعملة أوروبية.

وتطرح بسوق السيارات العديد من التساؤلات حول تأثير قرار العودة إلى استيراد السيارات أقل من ثلاث سنوات على أسواق السيارات المحلية، خاصة أن هذا القرار يشوبه الكثير من الغموض، في حين يتم ترويج أخبار وأحاديث عبر الأسواق أن هذا القرار لن يكون كما هو منتظر، وأن أسعار السيارات التي ستستورد من الخارج لن تكون أقل مما هو متداول حاليا بالأسواق الجزائرية، وهو ما قد تكون له نتائج عكسية على الأسواق. فبدل أن يخفض هذا القرار من أسعار السيارات المعروضة للبيع في الأسواق المحلية، فإنه قد يؤدي إلى ارتفاع أسعارها أكثر، خاصة أن هذه العملية تستثني سيارات الديزل التي باتت مطلوبة في السنوات الأخيرة من الجزائريين.

فرغم أن هذه السيارات تصنف في خانة السيارات الملوثة للبيئة غير أنها تعد اقتصادية وموفرة بالنسبة للجزائريين. فمالكو هذه السيارات يصرفون أقل في تنقلاتهم لأن هذه السيارات لا تستهلك الوقود مقارنة بالسيارات التي تشتغل بالنزين. من جهتها، وعلى غرار الأسواق الأسبوعية، تعرف الأسواق الإلكترونية لبيع السيارات ركودا غير مسبوق، فحسب شهادة أكبر موقع إلكتروني لبيع السيارات المستعملة، فقد انخفض عدد المتصفحين للموقع من 800 ألف إلى 500 ألف يوميا، وهو ما يعبر عن عزوف عدد كبير من الجزائريين عن شراء السيارات المحلية والتفكير في شراء سيارة مستوردة، بينما انتقل اهتمام الجزائريين لتصفح مواقع بيع السيارات الفرنسية والألمانية من أجل معرفة بورصة الأسعار في هذه البلدان تحضيرا لاستيراد سيارة مستعملة من هذه البلدان.

للإشارة فإن سوق السيارات الجديدة يعرف هو الآخر أزمة كبيرة منذ بداية شهر أوت الجاري، بعد استنفاد أصحاب مصانع التركيب للحصص الخاصة بسنة 2019، والتي حددتها وزارة الصناعة والمناجم، في الوقت الذي يتواجد أرباب هذه المصانع رهن الحبس قيد التحقيق، الأمر الذي منع من تموين السوق الوطنية بعدد كاف من المركبات.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث