الحدث

وضعية كارثية للسدود عبر الوطن مع اقتراب فصل الشتاء

غياب الصيانة والمراقبة الدورية خفض قدرة استيعاب الكثير منها

تعاني العديد من السدود المائية عبر الوطن وضعية كارثية بسبب غياب الصيانة والمراقبة الدورية لها، وهو ما يجعلها عرضة للعديد من المشاكل، أهمها مشكل انجراف التربة والتوحل واللذين باتا يفقدان بعض السدود حوالي 40 بالمائة من طاقة استيعابها.

ومع اقتراب فصل الشتاء، توجد العديد من السدود المائية عبر الوطن في وضع صعب، حيث سبق لمسؤولين في وزارة الموارد المائية أن اعترفوا بدخول 17 سدا "عجوزا" عبر الوطن مرحلة الخطر بسبب قدمها وتعرضها لمشكلة الانجراف والتوحل، وهي سدود تجاوز عمرها الـ 50 سنة، فيما يوجد سدان آخران تجاوزا قرنا من الزمن، وهو ما يدعو إلى ضرورة إعادة النظر في ترميمها ومراقبتها بشكل يومي، لمنع حدوث كوارث قد تتسبب فيها هذه الوضعية للسدود.

من جانب آخر، يؤكد خبراء ومختصون في مجال الري والمياه أن أكثر من 40 بالمائة من السدود بالجزائر تعرف سوء صيانة ومتابعة من طرف مصالح وزارة الموارد المائية، وهو ما أثر على مردوديتها وجعلها عرضة للعديد من المشاكل، ونحن على مقربة من فصل الشتاء، خاصة مشكل التوحل، حيث تشير الإحصائيات أن كل سنة يذهب نحو 4000 طن من التربة في كل كيلومتر مربع إلى السدود عبر الوديان، محدثة توحّل السدود بالطمي.

وحسب الخبراء، فإن التوحل الناجم عن الفيضانات يحرم الجزائر من نحو 800 مليون متر مكعب من المياه، حيث تراجعت قدرات تخزين الكثير من السدود في السنوات الأخيرة بشكل مقلق، كما هو الحال بسد بوحمدان بڤالمة الذي انخفضت قدرته من 220 مليون متر مكعب من المياه عند إنجازه منتصف الثمانينات، إلى 185 مليون متر مكعب سنة 2019. ومن بين 114 سداً منتشرة عبر تراب الجزائر، هناك 52 منها مصنفة كسدود كبيرة تفوق قدرة الواحد منها مليون متر مكعب، ويبلغ مجموع طاقتها الاستيعابية 2.5 بلايين متر مكعب، أكبرها سد بوهارون (بليون متر مكعب) في ميلة شرق العاصمة. ومن بين هذه السدود الكبيرة 15 سداً متضرراً بشكل كبير جراء التوحل.

حيث أشارت أرقام أن حجم الطمي المترسب في مجموع هذه السدود يفوق الـ 900 مليون متر مكعب. ويدعو الخبراء وزارة الموارد المائية إلى ضرورة التحرك خاصة أن فصل الشتاء على الأبواب، وهو ما يستدعي إجراء صيانة وترميم للسدود المتضررة حتى تتم حماية مياه الجزائريين، خاصة أن التوقعات المناخية تشير إلى تسجيل شتاء ممطر هذه السنة، وهو ما سيسمح برفع نسبة امتلاء السدود إلى مستويات جيدة تضمن الأمن المائي للجزائر.

دنيا. ع

من نفس القسم الحدث