الحدث

الجمعة الـ 35 بشعار: نريد رئيسا شابا وكفانا مزايدات يا "أرانب المرادية"!

جددوا التمسك بمطالب الحراك وأكدوا رفضهم فتح النقاش حول مواضيع حساسة في هذا التوقيت

واصل الجزائريون، أمس، حراكهم الشعبي، حيث خرج آلاف المواطنين عبر عدد من ولايات الوطن، في مقدمتها العاصمة، للمطالبة بإنجاح الانتخابات الرئاسية المقبلة والتأكيد على ضرورة أن تكون هذه الأخيرة نقطة تحول في تاريخ الجزائر، ليسجلوا بذلك إصرارهم على الذهاب نحو عهد تتكرس فيه السيادة الشعبية بالدرجة الأولى، مع تجديد رفضهم لعدد من المسائل المستجدة على الساحة الوطنية، منها رفض قانون المحروقات الجديد.

 

    • مشاركة قياسية في مسيرات الجمعة 35 من الحراك الشعبي

 

وشهدت الجزائر العاصمة، ككل جمعة، تعزيزات وإنزالا أمنيا كثيفا فضلا عن غلق مداخل الولاية الشرقية والغربية بحواجز أمنية لمراقبة الوافدين إليها من المناطق الأخرى، موازاة مع مشاركة قياسية في مسيرات أمس، حيث عرفت هذه الأخيرة حضورا من آلاف الجزائريين الذين من الواضح أنهم يحاولون إعادة زخم الحراك الشعبي قبل الرئاسيات، حتى يكون هذا الأخير ورقة ضغط على السلطة لحملها على مزيد من النزاهة والشفافية في تنظيم هذا الموعد التاريخي والهام للجزائر والجزائريين. وتجمع أوائل المتظاهرين بالقرب من مسجد الرحمة بخليفة بوخالفة بقلب العاصمة حيث يؤدي أغلب المتظاهرين صلاة الجمعة قبل الخروج في المسيرة والالتحاق بالشوارع والساحات الرئيسية، على غرار شارع ديدوش مراد وحسيبة بن بوعلي والعربي بن مهيدي وساحات أودان والبريد المركزي وكذا أول ماي، وسط حضور أمني كثيف من أعوان الأمن وعربات الشرطة التي اصطفت على امتداد شوارع العاصمة.

 

    • الجزائريون ينددون بالمحاولات الجديدة لزرع الفتنة ويؤكدون على الوحدة الوطنية

 

وقد خرج الجزائريون، أمس، لتأكيد مطالبهم مرة أخرى، حيث أصر المتظاهرون على عدم التنازل عن أي مطلب مرفوع، منها ما تعلق بضرورة ضمان نزاهة وشفافية الانتخابات الرئاسية التي يجب أن تحدث القطيعة مع نظام العصابة وإرجاع السلطة للشعب وتكريس السيادة الوطنية والانتقال لبناء جزائر جديدة، قوامها العدل والمساواة.

من جانب آخر، رفض المتظاهرون المحاولات الجديدة لزرع الفتنة والجهوية بين الجزائريين من خلال توظيف قرارات إدارية تتعلق بغلق كنائس بمنطقة القبائل، معتبرين أن أبناء الجزائر شعب واحد باختلاف لغتهم وديانتهم. هذا وقد أشاد الجزائريون، أمس، بنجاح الانتخابات الرئاسية في تونس، متمنين أن تشهد الانتخابات بالجزائر هي الأخرى مثل هذا النجاح من حسن التنظيم والنزاهة والشفافية، لوضع حد للأزمة السياسية التي تعرفها البلاد.

 

    • نريد رئيسا شابا وكفانا مزايدات يا "أرانب المرادية"!

 

ووسط هتافات وأهازيج وطنية، صدحت في سماء العاصمة، جاب المتظاهرون أهم الشوارع، حاملين شعارات كتب فيها "أطلقوا سراح الجزائر"، "نريد جزائر جديدة مبنية على أسس ديمقراطية صحيحة" و"من أجل جزائر العدالة والديمقراطية"، ليسجلوا بذلك إصرارهم على الذهاب نحو عهد تتكرس فيه السيادة الشعبية بالدرجة الأولى، في حين ردد المتظاهرون شعارات "مبروك لتونس ولعقوبة لينا"، في إشارة لنجاح الانتخابات في الشقيقة تونس وأمل الجزائريين في أن تفرز الانتخابات الرئاسية رئيسا شرعيا منتخبا بقوة الصندوق يكرس للعدل والمساواة. وأعرب متظاهرون عن عدم التنازل عن مطالبهم، داعين لانتخاب رئيس شاب يقود الجزائر نحو مستقبل أفضل، مؤكدين أنه لا يمكن التقدم نحو تنظيم انتخابات رئاسية بوجوه قديمة، أثبتت في السابق عدم قدرتها على تقديم أي إنجاز، في حين شكل المرشحون المحتملون للرئاسيات المقبلة موضوع سخرية من طرف المتظاهرين، حيث وصف الحراكيون أمس بعض المترشحين على أنهم أرانب سباق، واصفين تصريحاتهم ومزايداتهم في الفترة الأخيرة بالمهزلة.

 

    • "حملة الفساد يجب أن تستمر" و"لا لقانون المحروقات الجديد"

 

إلى ذلك، طالبت حشود المتظاهرين في الجمعة الـ 35 من الحراك برؤوس الفساد والفتنة الذين نهبوا المال العام وخانوا الأمانة، وعاثوا في الأرض استبدادا، مثمنين استمرار حملة سجن المسؤولين السابقين والمحسبين على النظام السابق. كما رفع المتظاهرون شعارات عديدة، من بينها الرفض التام لقانون المحروقات الذي يرهن مستقبل الأجيال بتقديمه تنازلات كبيرة للشركات الأجنبية، حسب لافتات المحتجين. فيما طالب آخرون بتأجيل الفصل في قانون بهذا الحجم إلى ما بعد الرئاسيات ومجيء حكومة جديدة تتمتع بشرعية أكبر، كما وصفوا حكومة بدوي بالحكومة غير الشرعية، والتي لا يحق لها الفصل في القرارات الاستراتيجية، داعين السلطة إلى التحاور مع الشعب وتنظيم أبواب مفتوحة لشرح مضمون القانون.

س. زموش

من نفس القسم الحدث