الحدث

الأحزاب تخشى على نفسها من المغامرة وتتمسك بالوعود الفضفاضة

قال إن مشاركتها في الرئاسيات جاء بناءا على مصالحها الخاصة، جاب الله:

قال رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله أن أغلب من قرروا خوض غمار السباق الرئاسي قد اتخذوا قراراتهم بناء على مصالحهم الخاصة وبناء على تمسك غالبيتهم بمنطق المصالح الحزبية والامتيازات التي حصلت عليها في نضالاتها السابقة سواء تعلقت بالسلطة أم بالثروة فهي لذلك تخشى على نفسها ومصالحها.

أفاد عبد الله جاب الله، أمس، في منشور له عبر صفحته الرسمية بشبكات التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" أن "هناك نوعين من المواقف إزاء هذه الثورة السلمية نوع تمثله معظم القيادات التنظيمية الكلاسيكية ذات الثقافة التنظيمية القديمة تؤمن بتحكم القيادات والمؤسسات في الموقف من الأحداث الجارية، وتتمسك بمنطق المصالح الحزبية والامتيازات التي حصلت عليها في نضالاتها السابقة سواء تعلقت بالسلطة أم بالثروة".

وذكر أن "هذا النوع يخشى على نفسه ومصالحه من المغامرة التي قد تكلفها الكثير من التبعات فصار عندهم بسبب ذلك القابلية للتعاطي مع الخيارات الرسمية والانقياد وراء الوعود الفضفاضة تحت شعارات شتى منها الحفاظ على المصلحة الوطنية والتقليل من الأضرار الاقتصادية التي تهدد مصالح الشعب بشكل جدي وضرورة إعطاء فرصة للنظام القائم الذي أكدت قياداته صدقها وجديتها في تنظيم انتخابات حرة ونزيهة" .

وأشار جاب الله أن "هذا النوع لا يعترف بأن البلاد تعيش ثورة سلمية، وإنما يعتقد بأنها تعرف أزمة شغور منصب الرئاسة لذا تبنى مسارا حافظ به على استمرارية النظام واستقرار المؤسسات وقرر اليوم الذهاب إلى انتخابات لا تتوفر على شروط النزاهة".

واعتبر جاب الله أن "النوع الثاني من المواقف يمثله بشكل خاص جيل من الشباب الثائر على الوضع كله فهو رافض للوضع كله وغير واثق في الوعود التي تصدر من قيادات النظام مهما تنوعت"، مشيرا انه "متطلع إلى التغيير الشامل في البنية القانونية والمؤسسية والسياسية التي حكمت البلاد أو شاركت في حكمها، وهو جيل متحرر من كل الضغوط وليس عنده ما يفقده".

وفي نفس السياق قال رئيس جبهة العدالة والتنمية أن "هذا النوع تمكن من وسائط التواصل الاجتماعي فاطلع من خلالها على مجريات الحياة في العالم وعرف مرارات الواقع الذي يعيشه وشعبه والمتسببين فيه وحجم ما ألحقوه بهم من ظلم وفساد، قائلا أن "تلك الوسائط أضحت جزءًا من حياته وجعلها أداته في ممارسة المعارضة الشرسة المتحررة من كل الضوابط لكل ما يرمز للنظام أو يذكر به واستعملها للتكتل مع نظرائه من الشباب في ممارسة ذلك النقد والدعوة إلى التغيير الشامل".

واعتبر أن "النوع الثاني نجح في إبقاء الثورة السلمية كل هذه الأشهر، ونجح في التأثير في الأحداث التي عرفتها البلاد خلالها، وهو مستمر في ثورته ومصمم على تحقيق أهدافه في التغيير عبر هذه الوسائل البسيطة والمتاحة للجميع بعيدا عن المنظومة البشرية والفكرية والسلوكية القديمة".

من جهته أكد جاب الله أن "هذه الحالة التي عليها الساحة اليوم وإن استمرت قد تفضي إلى الصدام وهو أمر خطير في نتائجه وفي مآلاته ولابد على عقلاء الأمة من العمل على تفاديه".

هني. ع

من نفس القسم الحدث