الحدث

سليمان أعراج: عهد مسك العصا من الوسط قد ولى !!

توقع أن يمنع الرئيس القادم استنزاف خيرات البلاد ويتصدى للوبيات

    • عمليات التخوين لأصحاب الرأي المخالف غير أخلاقية

 

قال المحلل السياسي والأستاذ الجامعي سليمان أعراج، أن التدخلات الأخيرة لبعض الدول الأوربية في الشأن الداخلي للجزائر راجع لتضرر مصالحها الاقتصادية بالجزائر، مضيفا أن انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب الآجال سيقطع كل الطرق عن العصب واللوبيات المرتبطة مع هذه الأطراف والتي كانت تستنزف خيرات البلاد في السابق، وفي الشأن السياسي طالب المتحدث من يصطلح على تسميتهم بـ"الطبقة الصامتة" أن تخرج من هذه الدائرة وأن توضح موقفها مما يحدث في المشهد السياسي العام في البلاد خاصة وأن عهد مسك العصى من الوسط قد ولى، وبخصوص التصريحات غير المسؤولة لأحد نواب الاتحاد الأوروبي مؤخرا حول الشأن الداخلي للجزائر أشار أن "أوروبا لم تنجح لحد الآن في حل مشكل الهجرة واللجوء، ولم تنجح في تقديم نموذج جيد في التعامل مع الحركات الاحتجاجية كما أن لديها الكثير من المشاكل المتعلقة بالأقاليم المطالبة بالانفصال لذلك فالأجدر بهؤلاء النواب التفكير في  تكييف منظومتهم  القانونية والتعامل مع تغيير النظرة اتجاه القضايا ومعالجتها، أما الجزائر فهي ماضية في تحقيق التغيير المنشود من خلال الصورة الايجابية التي قدمتها عبر التماسك والوعي".

يرى سليمان أعراج أن محاولة بعض الدول الأوربية التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر، راجع لتضرر مصالح شركاتها خلال الفترة السابقة والتي كانت تعتبر السوق الجزائرية مصدرا للدخل والتمويل، وقلل المتحدث في تصريحات أدلى بها أمس خلال نزوله لدى حصة ضيف الصباح بالقناة الإذاعية الأولى من شأن هذه التدخلات، حيث قال لا يمكن لأحد أن يعطي للجزائر الدروس والتعليمات وحتى  التوجيهات في كيفية إدارة الشأن العام داخل الجزائر، مضيفا أن الجزائر تمتلك مؤسسات ذات سيادة وأبرزها مؤسسة الجيش الوطني الشعبي التي أدت أدوار إيجابية خلال المرحلة هذه المرحلة.

كما وصف هذه التدخلات بالمحاولات اليائسة باعتبارها الأخيرة لهم، مضيفا أن اللوبيات التي كانت تستنزف خيرات البلاد تعيش حالة من التخبط، بسبب فقدانها الكثير مما كانت تتمتع به في السابق، وهو ما أدخلها في هذه الحالة الهستيرية كما وصفها ذات المتحدث.

وأشار في هذا الصدد إلى أن التصريحات الأخيرة لبعض الأشخاص المحسوبين على الاتحاد الأوروبي، صنعها صعود اليمين المتطرف في أوروبا، مشيرا أنه يوجد فئة متطرفة داخل البرلمان الأوروبي تضر بسمعة هذا الأخير بسبب تصريحاتها المتطرفة، غير أنه يقول أن هذه التصريحات لا تعبر عن موقف الاتحاد الأوربي بل هي مجرد تصريحات منفردة ليس إلا.

وعرج بالمناسبة على المشاكل التي يتخبط فيها دول الاتحاد والتي لم تستطع حلها لغاية الآن من أبرزها قضية الهجرة غير شرعية، وقضية اللجوء وعدم قدرتها على معالج المشاكل التي تعصف بعدد من دول القارة وحركات الاحتجاج التي تعيشها عدّة عواصم، إضافة إلى قضايا الانفصال، وهي قضايا يفترض أن يتفرغ نواب الاتحاد لمعالجتها بدل التدخل في شؤون دول أخرى.

سياسيا وعن أهمية انتخاب رئيس للجمهورية خلال الاستحقاق المرتقب مطلع شهر ديسمبر المقبل، قال أعراج أن الرئيس القادم سيقطع الطريق أمام من كان يستنزف خيرات البلاد، سواء كانت العصابة الموجود في الداخل أو اللوبيات المرتبطة بالخارج، موضحا أن الذهاب لرئاسيات 12 ديسمبر سيسمح بوضع حاجز بوجه من كان سببا في تضرر الاقتصاد الجزائري، مشيرا أن الكثير من التعاملات سيتم إعادة النظر فيها بعد هذا الموعد الانتخابي، لأن الجزائر خسرت كثيرا على المستوى الاقتصادي وحتى الديبلوماسي نتيجة ارتباطات غير متكافئة في المصالح، وكانت المنفعة فيه من طرف واحد فقط.

هذا واعتبر المتحدث أن انتخاب رئيس للجمهورية يعتبر بمثابة إعلان عن عودة الشرعية الدستورية وشرعية المؤسسات، خاصة على المستوى الخارجي، ومكانة الجزائر دوليا، بحيث تحتاج هذه الأخيرة لرئيس يحافظ عن مكانتها وصورتها الإقليمية والدولية.

ويرى ضيف البرنامج الإذاعي أن المعركة الحالية هي معركة وعي، وعلى كل الجزائريين أن يدركوا حجم المخاطر التي تتربص بالجزائر خلال هذه المرحلة، وقال في هذا السياق: "صحيح نريد أن نبيني مستقبل أفضل، لكن هذا المستقبل لا يتم بمعزل عن المتربصين هذا البلد"، وشدد على ضرورة تحول الحراك الشعبية من السلمية إلى الفعالية، من خلال تأسيس وعي يكون بحجم التحديات التي تمر بها الجزائر، مطالبا أن يخرج الحراك من دائرة بعض السلوكيات التي حدثت مؤخرا مثل السب والشتم والتخوين، والتي يرى أنها حدثت بفعل فاعل من أجل اختراق الحراك وتحييده عن هدفه، وتحويل انظاره من القضايا الرئيسية التي تهم المواطن إلى قضايا ثانوية غير مهمة.

على صعيد آخر تحدث المحلل السياسي ذاته على ضرورة خروج الطبقة الصامتة وإظهار موقفها مما يجري حاليا في البلاد، إذ يعتقد أن ضيفا عهد إمساك العصا من الوسط قد ولى، بالنظر إلى أن المسألة الحالية تعتبر مصيرية وتحتاج لكل الجزائريين أن يساهموا في المرحلة القادمة وأن يكونوا في مستوى التحديات والتطلعات، مضيفا أنه من غير المعقول أن يتم تخوين أي شخص له موقف مغاير أو مختلف، وأضاف أن هذا الأمر غير اخلاقي وغير مسؤول، لأن الجزائر الجديد التي نطمح أن نبنيها نهي جزائر ديمقراطية تتقبل كل الآراء، لكنه أشار في نفس السياق إلى أن هناك حدود وجب الوقوف عندها لأنها تتعلق بالمصلحة الوطنية للدولة الجزائرية، مشددا على أن هذا الأمر خط أحمر لا يجب تجاوزه.  

وبخصوص الجهات التي تطلق حملات التخوين في كل الجهات، قال أن هؤلاء ليس له أي مشروع ولا هدف ولا رؤية مستقبلية وهم يعارضون من أجل المعارضة فقط، مشيرا أن عليهم يعيدوا حساباتهم، وأن ينظروا للماديات المتوفرة حاليا المساعدة على تحقيق الأفضل للجزائر.

سفيان غزال

 

من نفس القسم الحدث