الحدث

مختصون: البرامج هي من تحدد شخصية رئيس الجمهورية القادم لا ماضيه

شددوا على ضرورة الابتعاد عن الخطاب الشعبوي

يعتقد محللون سياسيون أن المترشحين الذين سيتنافسون بعد أسابيع على منصب رئيس الجمهورية ضمن الحملة الانتخابية الخاصة باقتراع 12 ديسمبر المقبل مطالبون بالابتعاد عن الخطابات الشعبوية، أو تلك التي يمكنها أن تؤثر على مسعى حثّ الهيئة الناخبة والجزائريين عموما على الاقبال على صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم المستقبلي، وحول المناوشات وتبادل التهم التي بدأ البعض يطلقها تزامنا مع بداية ظهور الراغبين في الترشح لهذا الموعد خاصة ممن عملوا مع النظام السابق وفي فترة حكم عبد العزيز بوتفليقة، أشار هؤلاء إلى أن البرامج هي من ستحدد شخصية رئيس الجمهورية القادم لا ماضيه منتقدين في هذا الصدد هذه التصرفات، وطالبوا المترشحين بضرورة التحلي بالجدية.

قال عضو السلطة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات محمد لحسن زغيدي، في تصريحات إذاعية لبرنامج" ساعة نقاش" أمس، أن سلطته اتجهت بعد المراجعة الاستثنائية لمراقبة الانتخابات إلى تنصيب المندوبين الولائيين، حيث أشار في هذا الخصوص أن عدد المندوبين في كل ولاية تم رفعه بعد مشاورات بين اعضاء السلطة ليصل إلى 15 عضوا، مضيفا ان القوائم الخاصة بهؤلاء تم ضبطها، وسيعلن عنها رئيس السلطة محمد شرفي، تمهيدا لتنصيبهم خلال الساعات القادمة.

كما أكد أن المندوبين الذين اختارتهم السلطة لتمثيلها في الولايات، هم عبارة عن خليط ممزوج من شباب الحراك ومن النخبة المثقفة ومن رجال القانون، مشيرا أن الشعب الجزائري من خلال انشاء هذه السلطة يعيش تجربة جديدة من الديمقراطية، خاصة وأنه هو الذي سيسير العملية الانتخابية ويراقبها وينظمها ويختار الرئيس القادم.

ويضيف الأستاذ الجامعي أن الدولة وفرت لسلطة مراقبة الانتخابات كل الوسائل لإنجاح مهمتها، وبخصوص المقرات التي سيزاول فيها المندوبين الولائيين مهاهم، أكد أن السلطة ستستغل نفس المقرات التي كانت تزاول فيها هيئة دربال مهامها سابقا.

ويرى زغيدي أن فرض الشهادة الجزائرية على المترشحين هو تجربة جزائرية محضة، جاءت نتيجة تطلعات شباب الحراك الذي طالب طوال الفترة السابقة بانتخاب رئيس مكتمل الجوانب، مضيفا أن أغلبية القانونين لم يعترضوا على قرار إدراج الشهادة الجامعية كشرط للترشح، كما علق ذات المتحدث عن العدد المرتفع للمترشحين الذين سحبوا الاستمارات، بقوله أن القانون سمح لهم وتوفرت فيهم كل الشروط لمنحهم الاستمارات ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نحرمهم من حقهم في الترشح الذي خوله لهم الدستور.

في حين قال المراقب الدولي السابق للانتخابات في العديد من الدول الإفريقية نورالدين بن براهم في تصريحات لذات البرنامج، أن تكوين السلطة الوطنية لمراقبة الانتخابات جاء نتيجة لمطالب شعبية خلال الفترة السابقة المطالبة بحياد الإدارة وتكوين هيئة مستقلة تشرف على العملية الانتخابية، لمنع اي تلاعب أو تزوير بها، مشيرا أن السلطة أمام تحدي كبير من أجل التحضير  لإنجاح هذا الموعد الانتخابي في ظل قصر الوقت وضيقه، قبل أن يؤكد استقلالية السلطة وحيادها يعتبر أكبر ضامن على نزاهة العملية الانتخابية، خاصة أمام الصلاحيات الكبيرة التي خولها لها القانون.

ويرى بن براهم أن الجزائر عاشت في الفترة السابقة وضعا غير مسبوق، لكنه أشار إلى أن الظروف الحالية تتوفر فيها كل الشروط من أجل الذهاب للرئاسيات القادمة بكل حرية، داعيا المترشحين الطامحين للوصول لكرسي المرادية أن تكون برامجهم خاصة بالقضايا التي تهم المواطن وبالبلاد بالدرجة الأولى، متسائلا في نفس الوقت حول الرؤى ونوعية البرامج التي يحملها كل المترشحين الذين سحبوا الاستمارات.

كما طالب ذات المتحدث المترشحين للتحلي بالجدية، داعيا كل من يتقدم للترشح أن تتوفر فيه كل المواصفات لقيادة البلاد، خاصة وأن الجزائر تعيش مرحلة تحولية من جميع النواحي، الأمر الذي يتطلب وجود شخصية قوية تلقى الإجماع من قبل الجزائريين لتسيير المرحلة القادمة، وهذا من خلال ما تستطيع هذه الشخصية أن تقدمه للجزائريين من حلول للوضع الراهن الذي يعيشونه سواء كان سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي.

بينما أوضح المحامي حسن تواتي أن مفهوم الديمقراطية الحقة هي الابتعاد عن تتبع الأشخاص، والتوجه لاختيار أحسن البرامج، وأشار لذات الفضاء إلى أن الرئيس القادم عليه أن يخاطب الشعب من خلال برامج حقيقة تسمح باستقطاب أكبر عدد منهم، مضيفا أن من إيجابيات الحراك الشعبي أنه أعاد الشباب لتتبع الوضع العام والسياسي للبلاد، بعد مقاطعة طويلة بسب حالة اليأس والقنوط التي كانوا يعيشونها، مما يفرض على المترشحين للرئاسيات أن يكون لهم خطاب جديد لإقناع الشعب وخاصة الشباب للمشاركة في الرئاسيات القادمة ومنحهم أصواتهم.

وعن الخطاب السياسي الذي يستقطب الهيئة الناخبة، قال تواتي أن التخصص في الخطاب سيكون له اهمية كبيرة ويستقطب أكبر عدد من الناخبين، بحيث يخاطب المترشح كل فئة باللغة التي تحتاجها، كما دعا ذات المتحدث المترشحين لتفادي الشعبوية التي تبعث باليأس وتؤدي إلى العزوف والتأجيج، مضيفا في سياق ذي صلة أن إنجاح العملية الانتخابية ليست حكرا على سلطة مراقبة الانتخابات فقط بل هي مسؤولية الجميع.

سفيان غزال

من نفس القسم الحدث