الحدث

عية: المساجد لا تزال بعيدة عن المستجدات الحاصلة في البلاد

حجيمي اعترف بالأدوار المنوطة بالأئمة لحثّ المواطنين على أهمية الاستحقاق الانتخابي

يعترف فاعلون في قطاع الشؤون الدينية بالأدوار المنوطة بالمساجد في الوقت الراهن الذي تعرف فيه بلادنا تحديات خاصة أفرزها الحراك الشعبي منذ 22 فيفري المنصرم، والأزمة التي خلفها التأخر في انتخاب رئيس للبلاد، واستمرار الوضع على حالة مع تمسك فئة بمطالب رفض اجراء الاستحقاق المرتقب في 12 ديسمبر القادم، ما يجعل جميع الأطراف والمؤسسات مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى على لعب أدوارها كاملة غير منقوصة فيما يتعلق بحثّ المواطنين والهيئة الناخبة بضرورة التوجه نحو دعم مسعى اجراء الاقتراع الرئاسي في مواعيده القانونية، وتجد المساجد نفسها مرةّ أخرى ملزمة أخلاقيا بلعب هذا الدور شأنها شأن مؤسسات وهيئات أخرى كالأحزاب وفعاليات المجتمع المدني ووسائل الإعلام وغيرهم، وهي الأطروحات التي تعيد المسجد للساحة السياسية بسبب ثقل دوره في المجتمع وقدرته على التعبئة والتوجيه أكثر من أي فضاء آخر، وهو ما يؤكد عليه إمام المسجد الكبير بالجزائر العاصمة علي عية، وجلول حجيمي رئيس نقابة الأئمة بالرغم من الاختلاف في آليات القيام بهذا الدور ومكانة المساجد اليوم والهيئة الحكومية التي ينتمون إليها.

عن هذا الموضوع يقول الإمام علي عيةفي تصريح لـ"الرائد"، أنه بالرغم من المؤسسة الحكومية التي ينتمي لها الإمام وهي وزارة الشؤون الدينية لاتزال بعيدة عن الأحداث التي تعرفها الجزائر في الفترة الأخيرة إلا أن ذلك لا يعني غياب روح المسؤولية والمبادرة من قبل الفاعلين في القطاع خاصة لدى الأئمة، منتقدا في الصدد ذاته ابتعاد هيئات منضوية في نفس السياق الذي ينخرط فيها قطاع الشؤون الدينية مثل المجلس الإسلامي الأعلى عن لعب أدوار في هذا السياق.

وواصل المتحدث يؤكد أن المجلس هذا انساق وراء تنظيم الملتقيات الأكاديمية وابتعد عن أدواره الرئيسية خاصة اليوم والجزائر محتاجة إليه.

وأشار إمام جامعة الجزائر الكبير بالعاصمة، إلى أنه لغاية كتابة هذه الأسطر لا يزال المسجد بعيد عن أي دور متعلق بالأحداث التي تعيشها الجزائر.

في حين اعترف جلول حجيمي رئيس نقابة الأئمة في تصريح لـ"الرائد"، بالأدوار المنوطة بالأئمة لحثّ المواطنين على أهمية الاستحقاق الانتخابي، خاصة في هذا الظرف الخاص الذي تمر به الجزائر، وقال حول الموضوع: " الواجب الشرعي والقانوني هو أن دعوة الشعب للمشاركة بقوة للمشاركة في الانتخابات واختيار من يرونه مناسبا"، وبخصوص من كان له رأي مخالف فهو حر في اختياره، وأشار حول هذه النقطة يقول: " المصلحة العامة للبلاد تقتضي منا كأئمة المساهمة في دعوة المواطنين للمشاركة بالاستحقاق الانتخابي القادم".

وأضاف محدثنا يشير أن مساهمتهم تكون عبر حث" المواطنين بالمشاركة بقوة في الاستحقاقات القادمة، وهذا ليكون لهم شأن في اختيار من يرونه الأجدر بأصواتهم، مضيفا أن هذه المساهمة لن تكون ترويجا أو حملة انتخابية لأي مترشح، بل هي دعوة للمواطنين بصفة عامة فقط للمشاركة في الرئاسيات القادمة.

ودعا بالمناسبة حجيمي الجزائريين إلى ضرورة أن لا يفوتوا فرصة ويبادروا بالرد عبر دعم الخيارات المطروحة على المتربصين ببلادنا، ورغم تأكيده على أن لا تعليمات تكون الوصاية قد قدمتها للأئمة حول التوعية والتحسيس بهذه الاستحقاقات إلا أنه يجزم أن الجميع مطالب بلعب هذا الدور انطلاقا من إيمانه بضرورة المساهمة كل من موقعه في دعم الخيارات التي فيها فائدة لصالح البلاد.

سفيان غزال

 

من نفس القسم الحدث