الحدث

الجزائريون ينادون بتوفير الضمانات لانتخابات تحدث القطيعة

خرجوا بالآلاف لقول كلمتهم خلال الجمعة 31 من الحراك الشعبي

كان الجزائريون، أمس، في موعد الجمعة 31 من الحراك الشعبي، حيث خرج الآلاف عبر العديد من ولايات الوطن، للمناداة بتوفير جميع الضمانات لإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة، تعكس الإرادة الشعبية وتعبر عن مطالب الحراك الذي يدعو لإحداث القطيعة مع العصابة.

ككل جمعة خرج الجزائريون، أمس، إلى الشوارع والساحات لقول كلمتهم في التطورات السياسية الأخيرة، مع بدء عدد من الشخصيات السياسية والأحزاب في سحب استمارات الترشح بعد تحديد تاريخ إجراء الانتخابات في 12 ديسمبر المقبل. وقد نادى الجزائريون، أمس، بتوفير جميع الضمانات لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، على غرار رحيل كل رموز النظام السابق وإطلاق سراح موقوفي الحراك، مع ضرورة تكريس إرادة الشعب من خلال هذه الانتخابات، والذهاب نحو التغيير الحقيقي والجذري من أجل بناء جزائر حرة ودولة يحكمها القانون والعدل الذي يضمن الحقوق لكامل الجزائريين من دون استثناء.

 

    • تضييق أمني كبير والعاصمة تحت الحصار

 

وقد شهدت شوارع العاصمة مسيرات جابت الشوارع الرئيسية، وبدأ المتظاهرون بالتزايد مباشرة بعد صلاة الجمعة، وسط تعزيزات أمنية كبيرة، وعلى طول شوارع ديدوش مراد إلى البريد المركزي، كما شهدت مداخل الجزائر العاصمة، سواء الشرقية أو الغربية، انتشارا أمنيا كبيرا لقوات الدرك التي شددت مراقبتها، على غرار نقطة التقاء الطريق السيار بالطريق السريع على مستوى الدار البيضاء، وكذا بمنطقة الشراربة باتجاه الطريق السريع الرابط بين الدار البيضاء، وعلى مستوى الحاجز الأمني لبلدية باب الزوار، وغيرها من النقاط الأخرى. كما عرفت نقاط التظاهر انتشارا أمنيا مكثفا من مصالح الشرطة التي اكتفت بتطويق المتظاهرين من أجل منع أي تجاوزات.

 

    • دعوة لتكريس السيادة الشعبية وضمان النزاهة في الانتخابات

 

وقد ردد المتظاهرون، أمس، العديد من الشعارات التي تطالب بتكريس السيادة الشعبية وإعطاء الكلمة للشعب، من خلال الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 12 ديسمبر المقبل. وعكست الشعارات المرفوعة آمال الجزائريين في التغيير وفي بناء جزائر جديدة قوامها العدل والمساواة، كما عبروا عن رفضهم لبعض المقترحات المطروحة في الساحة، والتي اعتبروها محاولة لهز وزعزعة مطالب الحراك، داعين إلى الاستجابة لمطالب الحراك عبر إعطاء مزيد من الضمانات على شفافية الانتخابات المقبلة، من خلال إقالة حكومة بدوي، وتكريس مبدأ السيادة الشعبية، كما أصر المتظاهرون على تمسكهم بتطبيق المادتين السابعة والثامنة من الدستور اللتين تكرسان سيادة الشعب.

 

    • لا نريد مرشح سلطة

 

من جانب آخر، رفع المحتجون لافتات ورددوا شعارات تندد بمواقف بعض الأحزاب السياسية من الانتخابات الرئاسية ونية البعض الترشح، حيث طالب الجزائريون، خلال مسيرات الجمعة 31 من الحراك، ممثلي أحزاب الموالاة بعدم الترشح للانتخابات الراسية من أجل عدم ضرب مصداقية هذا الاستحقاق الانتخابي، ومنع كل من هب ودب من سحب الاستمارات، كما حدث في مناسبات استحقاقية سابقة، حيث تم تسجيل فضائح بالجملة وتحول موضوع الرئاسيات إلى موضوع سخرية، وأكد الجزائريون أن الرئاسيات المقبلة ستكون مفصلية في تاريخ الجزائر.

 

    • الجزائريون يثمنون مساعي العدالة والجيش

 

وعلى غرار الجمعات السابقة، كان موضوع محاربة الفساد ومحاسبة المتورطين فيه حاضرا بنفس القوة، خاصة مع استمرار جهاز العدالة في فتح مزيد من الملفات والتحاق مسؤولين جدد بسجن الحراش، على غرار الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني محمد جميعي الذي تم الأمر بوضعه رهن الحبس الاحتياطي هو وزوجته فيما يتعلق بملفات فساد. وأكد الجزائريون في مسيرات أمس، مرة أخرى، على عدم الاكتفاء بمعاقبة الفاسدين، بل العمل على استعادة الأموال المنهوبة من قبلهم ومواصلة محاسبة كل من تسبب في السطو على المال العام، وتضييق الخناق عليهم، فيما ثمن متظاهرون مساعي قيادة الجيش الذي تعهد بمرافقة الانتخابات الرئاسية وإنجاحها.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث