الحدث

التشاور والحوار يُرسّم شرفي رئيسا للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات

الأحزاب أثنت على الرجل وقالت إن الوقت مناسب لإجراء الرئاسيات

    • جبهة العدالة والتنمية: لجنة الحوار أعطت مفاتيح الانتخابات للإدارة مرة أخرى

    • حركة البناء الوطني: المسؤولية الآن ستكون ملقاة على الجميع أحزبا ومواطنين

    • حركة الإصلاح الوطني: هيئة شرفي مطالبة بممارسة كافة صلاحياتها غير منقوصة

 

أثنت الأحزاب السياسية على تزكية وزير العدل الأسبق محمد شرفي، على رأس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات ولو أن بعضها تحفظ على هوية المشكلين لها وهم 49 عضوا آخر إضافة إلى رئيسها، وشكل الغموض في كيفية تعيين هؤلاء محور تساؤلات العديد منهم، خاصة وأن العديد منهم يمثلون قطاعات تضم شريحة واسعة كان يمكن أن تكون فيها لو تم اتاحة مبدأ الاقتراع لاختيار ممثليها كالجامعيين والمحامين وممثلي الجمعيات والمجتمع المدني، وبدت أغلب الأسماء التي تضمنتها القائمة شخصيات محسوبة على التيار الإسلامي تقدمتهم زوجة قيادي في حركة مجتمع السلم، ونقيب سابق مرفوض من أصحاب الجبة السوداء بسبب التضييق الذي عرف به مساره المهني، ورؤساء جمعيات مشكوك في نزاهتهم، ولا يتوقع أن تشكل هذه الاختلالات محور نقاشات مستقبلا بما أن الجميع سينشغلون الآن بالإعداد للرئاسيات المقبلة التي تقرر إجرائها في النصف الأول من شهر ديسمبر القادم.

وحول مواقف الأحزاب من تزكية محمد شرفي على رأس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات أوضح من سألتهم "الرائد" أن الأمور تسير بالسرعة القصوى نحو الاستحقاق الانتخابي المرتقب، ولا يعتبر تشكيل السلطة هذه حدثا محل انتقادات ونقاشات أو تأييد بقدر ما ينتظر أن يكون العمل الذي استحدثت لأجله في هذا الموضع بالنظر للأهمية التي تكتسيها هذه اللجنة وعملها في المرحلة القادمة.

 

    • جبهة العدالة والتنمية: لجنة الحوار أعطت مفاتيح الانتخابات للإدارة مرة أخرى

 

ترى جبهة العدالة والتنمية في تعيين محمد شرفي على رأس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات أمرا صائبا على اعتباره كان أحد الأطراف الذين يدرجون ضمن خانة "ضحايا النظام السابق"، وتعتقد أن عمل هذه الهيئة سيكون امتحانا حقيقيا لها في التحضير للرئاسيات المقبلة وفق متطلبات الراهن، كلام هذه التشكيلة الحزبية جاء على لسان القيادي فيها لخضر بن خلاف في تصريح لـ"الرائد" أمس حول موقفهم من تزكية وزير العدل الأسبق على رأس السلطة التي ستتولى التحضير والإشراف على كل ما يتعلق بالانتخابات المرتقبة قبل نهاية العام الحالي.

وقال لخضر بن خلاف حول هذه التزكية، أن محمد شرفي شخصية معروفة وكان على رأس وزارة العدل في وقت مضى، غير أن هذه المعرفة لا يمكنها أن تغطي حقيقة أن السلطة هذه أعطت مفاتيح الانتخابات المرتقبة للإدارة من جديد، ويتعلق الأمر حسب تعليقه بوزارتي العدل والخارجية إذ أن القضاة ورؤساء الممثليات الديبلوماسية بالخارج من سيشرفون على مراجعة القوائم الانتخابية.

وعاد ليذكر بأنه رغم هذه المسألة إلا أنه يعتقد أن المهمة المنوطة بالسلطة هذه كبير جدا، خاصة ما تعلق بضمان نزاهة وشفافية الموعد الانتخابي المنتظر، والذي يستوجب احترام الإرادة الشعبية فيه.

وذكر المتحدث بأن هامش المناورة والخطأ الآن غير متاح بالنظر لما عاشته بلادنا في الفترة الأخيرة والتي نبذت فيه التزوير ورفعت شعارات عدّة ترفضه وترفض كل الوجوه التي قد تتورط في هذه المسألة مستقبلا سواء كانوا أشخاص أو مؤسسات.

في حين أعرب رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله عن قلقه من مستقبل الحراك، معلنا عن تحفظه على جملة الإجراءات التي تمت مؤخرا، لاسيما تنصيب السلطة الوطنية للانتخابات، ورأى جاب الله في بيان صحفي أمس أن تنصيب السلطة المستقلة للانتخابات جرى في عجالة دون التحقق من توفر الشروط المنصوص عليها في قانونها في بعض أعضائها، مسجلا ممارسات تعمق القلق على مستقبل الحراك، وتدعو للتحفظ على هذه الإجراءات والمطالبة بإطلاق سراح الشباب، وتزيد من ثقل مسؤولية الشعب في الثبات على مطالبه وبذل أقصى المستطاع من الجهد المفيد في استمرار الحراك السلمي، حتى تتحقق مطالبه السياسية، لأنها الأصل في الإصلاح والعلامة على النجاح.

 

    • حركة البناء الوطني: المسؤولية الآن ستكون ملقاة على الجميع أحزبا ومواطنين

 

في حين شددت حركة البناء الوطني على ضرورة أن يشارك الجميع اليوم في مسار التحضير للانتخابات الرئاسية المرتقبة في 12 ديسمبر القادم، واعتبرت أن تعيين وزير العدل الأسبق على رأس السلطة التي ستشرف على كل ما يتعلق بالعملية الخاصة بهذا الموعد هو مؤشر إيجابي.

وقالت البناء الوطني على لسان نائب رئيس الحركة عبد السلام قريمس في تصريح لـ"الرائد"، أن تنصيب السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات كان منتظرا، بناءا على مصادقة البرلمان على هذه السلطة، واعتبر التنصيب خطوة عملية في إطار التحضير الجاد للرئاسيات التي ستكون قبل نهاية السنة الجارية.

وأضاف هذه المنظومة هي هيئة متكاملة وطنيا وولائيا ومحليا، مضيفا أن المنتظر من هذه الهيئة حاليا هو أن تكون في مستوى المسؤولية والثقة الموضوعة فيهم من طرف الشعب الجزائري، وأن تعطي نموذجا في ضمان النزاهة والشفافية خلال اشرافها على الانتخابات الرئاسية القادمة، معتبرا أن المسؤولية في المرحلة القادمة ستكون ملقاة على الجميع وليست الهيئة فقط، موجها دعوته للمواطنين للاختيار الحسن لمن يرونه الأجدر بأصواتهم.

 

    • حركة الإصلاح الوطني: هيئة شرفي مطالبة بممارسة كافة صلاحياتها غير منقوصة

 

أما رئيس حركة الاصلاح الوطني فيلالي غويني، أن تعين محمد شرفي كان قرارا مناسبا، لأنه شخص ذو كفاءة كبيرة، وخبرة خاصة في المجال القانوني نظرا لكونه وزيرا سابقا للعدل، وعن تشكيلة السلطة قال المتحدث أن هناك أسماء معروفة وهناك أسماء مجهولة، مضيفا أن أسماء المشكلة للسلطة الوطنية ليس مهما، بل الأهم هو مباشرتها لمهامها والسماح لها بممارسة صلاحيتها كاملة.

ويقول المتحدث بالرغم من تقاطع أفكار الحزب والأفكار المطروحة والتي جاءت كشكل مخرجات للحوار، غير أن ذلك لا يمنع من أن ندعو هذه السلطة بممارسة جميع صلاحيتها، وألا تقصر بأي مهمة منوطة بها، لأن حسن أدائها لمهامها سينعكس إيجابيا على نوعية الانتخابات المقبلين عليها، ومن شأنه أيضا إرجاع الثقة للمواطن ومحو كل الممارسات التي كانت تحدث سابقا في الانتخابات من ذهنه، مضيفا أن نجاح الموعد الانتخابي القادم مرهون بمدى قيام هذه السلطة بالمهام الموكلة إليها.

سفيان غزال

 

من نفس القسم الحدث