الحدث

تفسيرات المسؤولين "مخجلة" ونطالب بنتائج تقارير لجان التحقيق في الفيضانات

اعتبر أن التسيير العشوائي هو الذي أنتج الكوارث، شلغوم:

يتوقع خبراء المناخ ومصالح الأرصاد الجوية تسجيل تقلبات جوية أعنف من تلك التي سجلت خلال اليومين الماضيين وتسببت في غرق عدة ولايات وخسائر مادية بالجملة، بالإضافة إلى تسجيل خسائر بشرية، وهو ما سيضع المسؤولين المحليين والحكومة مرة أخرى أمام معضلة تسيير الكوارث الطبيعية، في ظل غياب هيئة تعنى بهذه المهمة والتي كانت ولا تزال مطالب الخبراء.

وفي هذا الصدد، توقع رئيس نادي المخاطر الكبرى عبد الكريم شلغوم، في تصريح لـ"الرائد"، تسجيل تقلبات جوية عنيفة طيلة فصل الشتاء الذي هو على الأبواب، مضيفا أن التوقعات المناخية تشير أن فصل الشتاء لهذه السنة سيكون عنيفا وقاسيا مع تسجيل فترات تساقط أعلى من تلك التي سجلت في المواسم الماضية. أما عن التقلبات الجوية الخاصة بفصل الخريف، أشار شلغوم أن مصالح الأرصاد الجوية توقعت مزيدا من الاضطرابات الجوية خلال شهر سبتمبر وبداية أكتوبر، وهو ما سيعيد تكرار سيناريو الفيضانات الأخيرة التي أغرقت العاصمة وعددا من ولايات الوطن بسبب تساقط لم يستمر أكثر من ربع ساعة. وأبدى شلغوم استغرابه من حصيلة الفيضانات الأخيرة، مشيرا أن تفسيرات المسؤولين بشأن غزارة الأمطار مخجلة ولا يمكن أن تصدر من "شخص عاقل"، مشيرا أن المشكل في الجزائر يكمن في غياب هيئة لتسيير المخاطر الكبرى، منها الفيضانات وبقاء هذا الملف متقاذفا بين السلطات المحلية ووزارة الداخلية وعدد من الوزرات الأخرى، بشكل يجعل تسيير الوضع عشوائيا.

وأكد عبد الكريم شلغوم، مرة أخرى، أنه لا توجد أي سياسة وقائية من المخاطر التي تهدد ولايات الوطن، بل هو مجرد تسيير أو مخطط عشوائي تتداخل في تسييره العديد من الجهات، مشيرا إلى أنه يجب أن تكون هناك مؤسسة ثابتة مكلفة بوضع الاستراتيجية الوقائية. وطالب شلغوم في السياق ذاته بالكشف عن تقارير لجان التحقيق في الفيضانات الأخيرة التي مست عددا من الولايات منها قسنطينة، مضيفا أن السلطات المحلية والمركزية لم تستوعب الدرس، ما جعل الإدارة تحل محلّ مكاتب الدراسات المعنية بإنجاز دراسات حماية المدن من الفيضانات، وهو ما يجعل القادم أسوأ.

للإشارة، فقد حددت مصالح الحماية المدنية بالعاصمة في آخر تقرير لها أزيد من 100 موقع بإقليم 39 بلدية، على شكل نقاط سوداء مهددة بالفيضانات. وقد قامت مصالح الحماية المدنية بتبليغ مصالح الولاية بتلك النقاط السوداء، في إطار الترتيبات لمواجهة الفيضانات. ومن بين تلك النقاط السوداء، تتخوف الحماية المدنية من إمكانية حدوث فيضانات على مستوى الأحياء السكنية المحاذية للأودية، على غرار أودية الحراش، الحميز وبني مسوس. كما تتخوف الحماية المدنية من احتمال حدوث تراكم المياه على مستوى خط ترامواي في الجهة الشرقية للعاصمة، وأيضا بالبنايات العتيقة مثل القصبة. وبحسب مصالح الحماية المدنية، فإنه توجد أيضا نقاط سوداء قرب مستودع الحافلات التابع لمؤسسة إيتوزا وأيضا قرب مستشفى مصطفى باشا.

دنيا. ع

من نفس القسم الحدث