الحدث

400 مليون دولار تضيع على فقراء الجزائر من زكاة المغتربين في الخارج

بسبب غياب إجراءات تنظم عملية الزكاة لصالح أفراد الجالية الجزائرية

يعود عشية يوم عاشوراء ملف زكاة الجزائريين كل سنة للواجهة، حيث يشير الخبراء الاقتصاديون إلى أن كتلة نقدية بالملايير تضيع على الفقراء بسبب أن 90 بالمائة من قيمة الزكاة في الجزائر غير مستغلة وتوزع بطريقة شعبوية، في حين تخسر الجزائر أيضا الملايير من العملة الصعبة من زكاة المغتربين بالخارج، في ظل غياب أي إجراءات تهدف لاستقطاب هذه الأموال كي يستفيد منها الفقراء بالجزائر.

تخسر الجزائر سنويا مداخيل بالملايير بسبب عدم قدرتها على استقطاب أموال الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، عبر إجراءات اقتصادية وسياسات تحفيزية تجعل من هذه الأموال مداخيل ثابتة للخزينة العمومية، أو حتى لتنشيط الاقتصاد الوطني وبعض القطاعات.

ومن بين هذه المداخيل الزكاة، حيث يقدر خبراء اقتصاديون أموال زكاة الجالية المقيمة بالخارج بحوالي 400 مليون دولار لا يستفيد منها فقراء الجزائر بسبب غياب أي إجراءات تنظيم، متسائلين لماذا لم تتدخل السلطات الجزائرية، إلى اليوم، لتنظيم عملية زكاة جاليتنا في الخارج، وتسهيل دخولها لأرض الوطن ليستفيد منها فقراء الجزائر، كما تفعل أغلب الدول العربية.

وحسب الخبراء فإن السلطات الجزائرية وبالأخص وزارة الشؤون الدينية، لم تتخذ إجراءات قانونية لاستقطاب أموال الزكاة، حيث لا توجد صناديق مخصصة لزكاة الجزائريين بالخارج، وينعدم التنسيق مع مسجد الجزائر بباريس، والذي كان في الأصل يجب أن يكون حلقة وصل بين الجزائريين في الداخل والخارج والوزارة الوصية فيما يتعلق بالزكاة والتبرعات والقروض الحسنة.

ويقترح الخبراء، عشية عاشوراء التي ترتبط بإخراج نصاب الزكاة عند الجزائريين، إنشاء مؤسسة مصرفية في الخارج تستقبل زكاة المهاجرين، وأن يتولى مسجد باريس دوره في تحسيس وتوجيه أبناء الجالية بضرورة تضامنهم مع أبناء بلدهم الفقراء، خاصة في ظل الوضعية الصعبة التي تعيشها الأسر بسبب تراجع القدرة الشرائية وارتفاع الأسعار وزيادة نسب التضخم وتهاوي قيمة العملة الوطنية، ما أفرز ارتفاع عدد الفقراء في الجزائر.

الجدير بالذكر أن الحكومات السابقة عملت مباشرة بعد أزمة أسعار النفط على استقطاب أموال الجالية الجزائرية بالخارج عبر العديد من السبل، منها دمج المغتربين في مشاريع السكن "أل بي بي" ومشاريع استثمارية تابعة للدولة على غرار أونساج وكناك، غير أن هذه الاستراتيجية لم تعط نتائج كبيرة على أرض الواقع بسبب غياب آليات للتطبيق، منها غياب مكاتب للصرف وفروع بنوك جزائرية بالخارج، وهو ما يجعل المغتربين يستثمرون أموالهم في بنوك فرنسية ومغربية.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث