الحدث

أزمة سيولة في مراكز البريد موازاة مع الدخول الاجتماعي

بينما لجأت أغلب المراكز إلى تسقيف المبلغ وبقيت آلات السحب معطلة

تشهد مراكز البريد، موازاة مع الدخول الاجتماعي، حالة استنفار قصوى بسبب الاكتظاظ واستنزاف السيولة، حيث تجددت أزمة نقص السيولة عبر أغلب المراكز في العاصمة، جعلت العديد من المواطنين يسعون إلى البحث عن أي مركز تتوفر فيه خدمة سريعة، تمكنهم من الحصول على رواتبهم ومدخراتهم المالية دون عناء، بدل الانتظار ساعات كاملة في طوابير طويلة.

في جولة استطلاعية قادتنا إلى بعض مراكز البريد بالعاصمة، وقفنا على معاناة المواطنين في عملية سحب رواتبهم ومدخراتهم المالية من مختلف المراكز، بسبب الضغط والاكتظاظ والطوابير الطويلة، الأمر الذي خلف عجزا كبيرا في توفير خدمة سريعة ومنظمة للمواطنين الذين قصدوا المراكز البريدية منذ الساعات الأولى للصباح، واضطروا للانتظار إلى غاية آخر النهار، وهو ما نتج عنه حرب كلامية بين الموظفين والمواطنين، بسبب الاحتجاج عن سوء الخدمة، وما زاد الطين بلّة أن معظم آلات السحب الإلكتروني والموزعات الآلية تصيبها الأعطاب بالجملة نتيجة الضغط في مختلف المراكز التي زرناها، ما وضع أغلبها خارج الخدمة منذ فترة طويلة، لترفع لافتة مكتوب عليها "معطل"، أو تواجهك بعبارة "لا تحتوي على أموال".

واضطرت العديد من مراكز البريد إلى تحديد قيمة المبالغ التي تسحب من قبل المواطنين، بسبب أزمة السيولة التي فرضتها مناسبة الدخول الاجتماعي، حيث وجد العديد من الزبائن أنفسهم مجبرين على سحب قيمة تقل عن مبلغ المليون سنتيم، وإلا العودة إلى ديارهم بدون "فلس"، الوضع الذي أثار غضب الكثيرين منهم، بالنظر إلى ارتفاع نسبة المصاريف في هذه المناسبة، وهو ما سجلناه بمراكز البريد ببلدية جسر قسنطينة، حيث حددت الإدارة مبلغا بين 8 و10 آلاف دينار كحد أقصى خلال كل عملية سحب، وتبرّر تصرفها بسبب الاستنزاف الكبير للسيولة، في حين هناك مراكز بريد لا تتوفر أصلا على السيولة حيث باتت لا تلبي حاجيات زبائنها تحت شعار "مكاش الدراهم"، ويعد هذا السيناريو متكررا خلال كل مناسبة دينية أو اجتماعية، حيث يتحول سحب المبالغ المالية إلى معاناة بالنسبة للزبائن، في حين يتحجج المسؤولون عن مراكز البريد بالضغط المتزايد على هذه الأخيرة ما يتسبب في نقص في السيولة ومشاكل أخرى تجعل خدمات البريد تمثل نقطة سوداء خلال المناسبات.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث