الحدث

الحراك الشعبي يرفض حوار هيئة كريم يونس

شددوا على ضرورة توفير آليات حقيقية تضمن شفافية الانتخابات المرتقبة

تجدد الحراك الشعبي في جمعته الـ 28 نهار أمس وكانت الرسائل قوية هذه المرة تزامنا مع بداية العدّ العكسي للدخول الاجتماعي والذي سيعيد للحراك قوته الضاغطة في الشارع من أجل استكمال تحقيق مطالب الحراك منذ بدايته في أواخر فيفري الماضي، وارتفعت حدّة الرفض الشعبي لهيئة الحوار التي يقودها كريم يونس وعدّة أوجه استفادت بشكل أو بآخر من النظام السابق، إضافة إلى عودة مطالب رحيل حكومة الوزير الأول نور الدين بدوي وكذا رئيس الدولة عبد القادر بن صالح وتعتبر هذه المرة الأولى التي يعود فيها الحديث عن رحيل بن صالح خاصة وأن الكثيرين يرون أن تواجه على رأس الدولة أمر غير دستوري فيما اجتهد آخرون في مبررات تتيح له التواجد في هذا المنصب، ورفع المحتجين سلسلة من المطالب التي تتمحور حول آليات حلّ الأزمة الراهنة والتي ترتكز على التوجه نحو الرئاسيات عبر أجهزة حقيقية بعيدة عن آلية التزوير التي عرفتها البلاد طوال السنوات الأخيرة.

عرف الحراك في جمعته الـ 28 أمس التحاق العديد من المواطنين بالمسيرات سواء في الجزائر العاصمة أو في ولايات أخرى، إذ عادت الحركية والقوة تميز المشهد الذي تعيشه البلاد منذ 6 أشهر وأكثر، وعبر أغلب الولايات تزامنا مع انتهاء العطلة الصيفية وبداية الدخول الاجتماعي المرتقب هذا الأسبوع ما ينذر بعودة قوية للحراك الشعبي في قادم الأيام للضغط على السلطة الفعلية للاستجابة لمطالب الحراكيين، التي وإن ارتفع سقفها إلا أنها تبقى مرتبطة بالتغيير المنشود في البلاد.

وكان الاختلاف حول الرؤية لتسيير المرحلة القادمة وتنظيم الانتخابات الرئاسية القاسم المشترك في الشعارات التي رفعها الجزائريون إضافة إلى مطالب تنحية كريم بن يونس من على رأس لجنة الحوار وأعضاء الهيئة ذاتها باعتبار أنها لا يمكن لها وفقهم أن تؤدي إلى مخرج للازمة السياسية التي تمرّ بها البلاد باعتبار أنهم مجرد انتهازيين حاولوا حسبهم الاستثمار في الحراك لتحقيق امتيازات خاصة إضافة إلى أن أغلبهم محسوبين على النظام السابق.

مطالب الجزائريون أمس ارتبطت أيضا بالتغيير الجذري للنظام ومحاسبة المفسدين، وبالعاصمة الجزائر، شدد المتظاهرون على رفض استمرار بقاء رموز عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة على الساحة السياسية، وتوافد الجزائريون بالحشود على ساحة البريد المركزي في العاصمة وعلى مختلف الشوارع القريبة منها رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي تطالب المعارضة بتخفيفها، وترى السلطة أن هذا التشديد مرده الحرص على سلامة المحتجين.

وظهر في الشارع، أن الجزائريين يؤيدون إجراء الانتخابات الرئاسية في أقرب الآجال مثلما تدعو السلطة، لكن بشرط توفير ضمانات لتحقيق مصداقيتها، ولم تسلم هيئة الحوار الوطني والوساطة التي يرأسها كريم يونس من الانتقاد، بسبب مشاركة بعض الوجوه التي كانت داعمة للرئيس السابق بوتفليقة في المشاورات أوضمن أعضاء اللجنة وطالب الحراكيون بتنحيتها وتعيين آخرون في مكانها يكونون من أبناء الحراك الشعبي.

وتباينت شعارات المتظاهرين بين لافتات تطالب بمدنية الدولة في الاحتجاجات التي انطلقت بشكل كبير في أعقاب صلاة الجمعة، فيما تدعو لافتات اخرى الى احترام المرجعية الباديسية والنوفمبرية للجزائريين، وأكد المشاركون على سلمية الاحتجاجات، داعين أن تظل السلمية هي شعار الحراك في المرحلة الانتقالية.

وطالب المتظاهرون بإطلاق سراح المجاهد لخضر بورقعة، المعروف محليا باسم لخضر بورقعة، البالغ من العمر 86 سنة، وجدد المحتجون رفضهم لوجود شخصيات محسوبة على النظام السابق في إدارة انتخابات الرئاسة المقبلة، فقد كتب أحدهم على لافتة "لا نقبل بانتخابات تديرها بقايا العصابة".

 

    • تجديد مطالب تغيير النظام والتمسك بالوحدة الوطنية

 

وغير بعيد عن الجزائر العاصمة تواصلت بعد ظهر الجمعة المسيرات السلمية من الحراك الشعبي للجمعة الـ 28 على التوالي عبر ولايات الوطن بتجديد مطالب تغيير النظام ومحاربة الفساد والتمسك بالوحدة الوطنية، فبعاصمة شرق البلاد قسنطينة خرج المتظاهرون عبر المسار المعتاد بوسط المدينة مرددين شعارات من بينها "نحن أولاد المليون و نصف المليون شهيد، لن نركع حتى تحقيق الانتصار" و "ثورة شعبية سلمية" كما طالبوا ب"ارادة سياسية من أجل التغيير" و "المحافظة على وحدة الوطن و الشعب".

نفس المشهد عاشته مدينة ميلة حيث سار المتظاهرون عبر الشارع الرئيسي لعاصمة الولاية قبل أن يتجمعوا أمام النصب المخلد لأرواح الشهداء مرددين  "نطالب بتنظيم انتخابات من طرف كفاءات" و "نريد حكومة كفاءات"، وبأم البواقي هتف متظاهرون الذين جابوا شوارع عاصمة الولاية عبارات "لا حوار حول الانتخابات مع بقاء أحزاب الموالاة" . كما تجدد الموعد بجيجل  حيث ردد متظاهرين شعارات من بينها "سياسة شعبية، مرحلة انتقالية". وبقالمة جابت المسيرة عدة شوارع مع تجديد رفضها للجنة الحوار قبل رحيل جميع رموز النظام المحسوبة على الرئيس السابق. وردد عشرات المتظاهرين عدة عبارات وهتافات منها " المادة 7 سلطان الشعب" و "سلمية سلمية" وذلك طوال المسيرة التي عبرت أهم شوارع عاصمة الولاية.

وطالب المتظاهرون بوسط البلاد بفرض دولة القانون و تطبيق الشرعية الدستورية وذهاب جميع رموز النظام و محاربة الفساد. فبولايات البليدة والشلف والجلفة وبومرداس جاب عشرات المواطنين عقب صلاة الجمعة الشوارع الرئيسية لعواصم المدن حاملين لافتات "الجزائر حرة ديمقراطية"، كما تعالت بعض أصوات المتظاهرين مرددين شعارات عديدة مؤكدة رفضهم للجنة الحوار داعية للتغيير ولفرض دولة الحق والقانون ورحيل جميع رموز النظام السابق، حسبما كانوا يرددونه خلال المسيرات، كما شهدت ولاية تيزي وزو خروج آلاف المواطنين في مسيرة سلمية جابت المحاور والشوارع الرئيسية للمدينة للمطالبة "بتغيير النظام" و "بسط دولة القانون" و اطلاق سراح المتظاهرين الموقوفين خلال المسيرات. واعرب المتظاهرون أيضا عن رفضهم للحوار الذي تقوده لجنة كريم يونس و تنظيم الانتخابات قبل ذهاب رموز النظام.

وبغرب البلاد تجمع بوهران متظاهرون بساحة "أول نوفمبر" قبل أن يجوبوا شارع العربي بن مهيدي بوسط المدينة وصولا الى غاية ساحة زبانة حيث طالبوا ب"تطبيق المادتين 7 و8 من الدستور". كما أكدوا تمسكهم ب "دولة ذات سيادة" و"دولة عصرية" فضلا عن شعارات أخرى على غرار "السيادة للشعب" و"العدالة الاجتماعية" و"التطور الحضاري" و"دولة القانون" و"تحيا الجزائر". وردد مشاركون في المسيرة أيضا شعرات أخرى مثل "التغيير الجذري ورحيل بقية العصابة".

وبولايات جنوب الوطن، فقد تجمعت مجموعات من المواطنين بعد صلاة الجمعة الـ 28 من الحراك الشعبي بساحة سوق الحجر بوسط مدينة ورقلة، قبل أن ينظموا مسيرة جابوا خلالها بعض الشوارع الرئيسية حاملين لافتات ومرددين الشعارات السياسية المعتادة، قبل أن ينظموا تجمعا بساحة 27 فيفري بوسط عاصمة الولاية، حيث ألقيت مداخلات سياسية للمشاركين.

فريد موسى

 

من نفس القسم الحدث